أقيم الكيان الصهيوني على أرض فلسطين من خلال تواطؤ دولي تمّ على مراحل زمنية قاربت القرن من الزمن، والهدف من زرع الكيان في قلب الوطن العربي مازالت مفاعيله مستمرة ويشهد على ذلك الدعم الأميركي والغربي لبقاء هذه الآفة خطر مزمن يهدّد جسد الأمة باستنزاف مستمر.
لم يأتِ العدوان الإسرائيلي الأخير على مزرعة الأمل قرب القنيطرة من فراغ، لأن العدوان مستمر ما استمر هذا الكيان، أراد العدو خلط الأوراق في المنطقة في وقت بالغ الحساسية، وهذا يعبّر عن طموح إسرائيلي هدفه استغلال ما يراه من فرص سانحة لتحقيق أكثر من هدف.
ولا يمكن الفصل بين الإنتخابات الإسرائيلية وحالة التصعيد التي يحاول العدو من خلالها إيجاد بيئة ظرفية لإستعراض قوته، وفي وقت يتم الإستعداد فيه لإنتقال رئاسة الأركان للجيش الإسرائيلي من الجنرال بني غانتس الى رئيس الأركان الجديد الجنرال غاندي أيزنكوف، ومن بين قرارات الأخير إعادة الجنرال طال روسو للخدمة كقائد لجبهة العمق، وهي الجبهة ذات الصلة بأجهزة الإستخبارات، وهذه الجبهة استخدمت قبل سنوات لتأكيد قابلية الجيش الإسرائيلي للعمل في عمق المنطقة العربية بعيداً عن الحدود، وهذا تزامن مع الحرب الكونية التي شنّت ضد سوريا ومحور المقاومة من خلال استخدام الأدوات المهيأة لهذه المهمة من عصابات تكفيرية وبعض من ضعاف النفوس أولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان.
التوتر اليوم على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة على أشدّه، ويريد العدو من خلاله جر المنطقة الى حرب جديدة وذلك بعد تراجع المشروع الأساسي في تحقيق أي من أهدافه، وهو تعبير عن فشل ما تمّ تدبيره.
إن جميع الإيحاءات الإسرائيلية بأن الوضع تحت السيطرة هي مجرد تسويق مضلل، هدفه طمأنة جبهته الداخلية ومحاولة لتخفيف حدة التوتر مع الإدارة الأميركية التي أكّدت للإسرائيليين أنها غير مستعدة للقيام بمغامرات جديدة، ومؤشرات ذلك هي رسائل التهدئة لدول عديدة بينها روسيا وهذا نوع من الإذلال السياسي وأسلوب مراوغة، لكن قادة المعارضة الإسرائيلية يتهمون رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو بأنه يعرض أمن “إسرائيل” للخطر واستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية.
وتصرفات العدو الإسرائيلي، أصبحت تدل أكثر من ذي قبل عن مدى ترابط تحركاته العسكرية بتحرك العصابات التكفيرية نحو التصعيد في رسائل موجهة ضد المبادرة الروسية لإيجاد مدخل لحل الأزمة السورية من خلال حوار سوري – سوري.
وسيحاول العدو في هذه الفترة الهروب الى الأمام من خلال تصعيدٍ، هدفه استنزاف قدرات محور المقاومة ودعم الإرهاب وهذا يعني بأنه أصل الإرهاب ومولده، والشراكة واضحة بين الإسرائيليين والعصابات التكفيرية ومن خلال غرفة عمليات واحدة.
وعندما يبحث العدو عن إنتصارات سهلة، فهذه رؤية قاصرة، فقد تغيّرت هذه المعادلة بفضل جهود وتضحيات أبطال المقاومة منذ عام 2006 ونجاح محور المقاومة في إرساء وقائع جديدة.
ويبدو أيضاً، أن حالة التأهّب لدى العدو بلغت أقصى مداها من نشر بطاريات القبة الحديدية في الشمال، وتعزيز الجبهة بالمدفعية وبقوات المشاة، وهم ينظرون الى إمكانية التصعيد، يراقبون الرد المحتمل من قبل محور المقاومة، ماهية أشكاله ومداه وتوقيته.
المؤكّد، بأن كلمة الفصل في الميدان هي بيد المقاومة، وهذا طريق واضح وضوح الشمس، وشموخ المقاومة بعظمة كرامة الوطن والأمة، وهم وعدوا وصدقوا الوعد، وخياراتهم وأفعالهم صنوان وعلى درب الشهادة يتسابقون، وسيكون النصر حليفهم، وهم قادمون.