نجح محور المقاومة في أمتنا وحقّق جملة من الأهداف الأساسية على صعيد المواجهة الجارية في ساحة الصراع، ويحاول الأعداء استهداف الحاضر ووأد المستقبل، من خلال الإستمرار في الحرب الكونية التي تستهدف محور المقاومة بكل مكوناته، وعبر أدوات تكفيرية وعصابات مستوردة هدفها تحقيق أهداف المشروع الذي يعادي أمتنا ووضعها تحت هيمنة القوى الإستعمارية واستهداف مواردها وجعلها مجرد تابع لتلك الدول، أي العودة الى عهود التخلف والتبعية والتجزئة والتقسيم بما يتناسب مع الأوضاع الجديدة التي خطط لها لموازين القوة في الإقليم والعالم.
غير أن حسابات الأعداء فشلت في تحقيق أي من أهدافها، إذ استطاع محور المقاومة أن يحقّق الهدف الأول في هذه المواجهة المفتوحة وهي كسر إرادة الأعداء من خلال الصمود في المواجهة التي تجري وبكافة أبعادها العسكرية والاقتصادية وإثارة الفتن الداخلية واللعب على التناقضات في الساحة العربية بشكل عام.
ويأتي الإستهداف الصهيوني لمجموعة من محور المقاومة في القنيطرة في إطار فشل العدو في تحقيق أهدافه الأساسية، وفي إطار البحث عن جديد، يمنحه بعض المكاسب وهو على أبواب الإنتخابات، وهو بذلك يفتح الأبواب على المجهول.
إن سقوط الشهداء في القنيطرة، له دلالاته في المواجهة الجارية وهو يعني أن جبهة المقاومة أصبحت أكثر قوة وترابطاً ولم يعد للبعد الجغرافي أي حساب، والقضايا كبيرة والمشروع واحد.
وفي هذا السياق جاء تهديد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري لـ “إسرائيل” بصواعق مدمرة بعد أن استهدفت سيارتين قرب مدينة القنيطرة السورية، وكانت الحصيلة سقوط عدد من الشهداء.
وجاء العدوان الإسرائيلي أيضاً في ذروة الإتصالات التي تجري لإيجاد حل للملف النووي الإيراني بما يحقق تطلعات الإيرانيين، والعدو بذلك حاول خلط الأوراق وتحقيق أكثر من هدف، أي محاولة تعكير أجواء المفاوضات النووية وخلق ذريعة تنسف إمكانية إبرام إتفاق نهائي بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي.
والملاحظ أيضاً، في الوقت الذي يحقق فيه محور المقاومة الإنجازات ويخطط لقلب المعادلات القائمة والتحكم بمواقع المواجهة ويأتي هذا بالتزامن مع ما أعلنه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، بأن بلاده تسعى من خلال تنظيم الحوار السوري – السوري الى تحقيق إنجاز ما، يصلح لأن يكون مقدمة لإنهاء الأزمة السورية من خلال تجاوز الأخطاء التي وقع فيها مؤتمر جنيف وتجاهله أطراف كثيرة من المعارضة السورية (الداخلية والخارجية)، ويهم روسيا أن يشارك جميع ممثلي الشعب السوري في مناقشة مصيره.
ويبدو بأن للمبادرة الروسية مفاعيل أخرى ورسائل عديدة منها، أن روسيا تؤكّد اليوم بأنها اللاعب المفضل لتحقيق الإنجازات وهذا يعني، بأن مواقفها الداعمة لمحور المقاومة ولسوريا سوف تتعزز، وهي تبغي إنهاء الأزمة وتعمل من أجل تكريس التوازنات الجديدة على ضوء فشل العدوان الذي استهدف سوريا والإنطلاق الى مرحلة جديدة وعدم ترك المنطقة للاعب الأميركي الذي يتفنن في لعبة الوقت، لتحقيق مصالحه ومصالح الكيان الصهيوني.
الحسابات دقيقة والملفات متعددة، وربما يستغل العدو إندلاع النيران ويساهم في إذكائها لتبرير فشل المشروع الذي استهدف أمتنا خلال المرحلة الماضية.