لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف لبى وفد من حزب الله دعوة الشيخ المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ ابو علي سليمان ابو ذياب، الى لقاء علمائي حضره وفد كبير من حزب الله برئاسة عضو مجلس شورى الحزب الشيخ محمد يزبك يرافقه مسؤول جبل لبنان في الحزب الحاج بلال داغر ووفد علمائي، بحضور رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب وبحضور ممثل مشايخ عقل سوريا الشيخ ياسر ابو فخر وحضور جمع كبير من رجال الدين وفاعليات اجتماعية وسياسية.
بعد اللقاء كانت لكل من اصحاب السماحة الكلمات التالية:
الشيخ ابو ذياب
هذا نص كلمة المرجع الشيخ ابو علي سليمان ابو ذياب:
قدمتم كراماً في يوم من ايام عيد الوحدة الاسلامية وعيد مولد النبي الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم، وعيد الامام الصادق عليه السلام بعد ان حققت المقاومة الباسلة انتصاراتها نصراً بعد نصر بشجاعة رجالها وحكمة سيدها القائد الواعي ذي الهمة التي احيت امة، وهدمت جيشاً قالوا لا يقهر ولا يكسر انه وبكم اليد التي رفعت راية النصر فوق راية الاعداء خفاقةً. فحق على اهل المروءة والكرامة مصافحتها ومعاضدتها وجميل الثناء عليها. وثبتم منتصرين بعد ان شمخت الجمهورية الاسلامية الايرانية بقيادتها وقوتها وبعد ان مصر العزيزة سقط طاغيتها وان سوريا الشقيقة رسخت في قوة دفاعها وممانعتها وبعد ان وقف لبنان يلتمس طريقه الصريحة ويستعيد افكاره الصحيحة، اننات جميعاً نرحب بكم ونرجوا لامتنا الخير العميم، ويهمنا ان تبقى المقاومة اللبنانية ركناً شديداً قوياً، وان يبقى لبنان المنعة والرسوخ بقياداته الرشيدة وجيشه المخلص الباسل المقدام وشعبه الوفي.
كتاب الامة الاسلامية كتاب واحد وان تعددت المذاهب والتفسيرات والمعاني، وشهادة لا اله الا الله دعوة الى الله الواحد الذي لا اله غيره ولا معبود سواه، الا لله الدين الخالص، وهذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون ” صدق الله العظيم. والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فقد قال: ان من قال لا اله الا الله فقد دخل الجنة، والمذاهب والاديان جميعاً اغصان الشجرة الواحدة وان اختلفت التفاسير ولكنها ليست مادة اختلاف انما هي غنى لمعاني النص العظيم للفكر المنفتح غير المنغلق والخارج عن النطاق الضيق، يقتضي الوعي الصحيح رفع الخلافات من الامة الاسلامية التي لا تصب الا في مصالح القوى الاستعمارية انما المؤمنون اخوة لا ينبغي ترك الاخوة لاسباب ضعيفة شخصية في اوضاع عالمية مصيرية.
ايها الاخوة، نصبت اميركا نفسها قطباً مفرداً للسيطرة على العالم ومدت يدها في كل جهة زاعمةً انها تريد بث الديمقراطية فيي العالم لكن فشلها واضحاً في ادارة شؤون العالم اذ اينما مدت يدها تقوم الحروب والدمار وازدادت وتزداد نسبة الفقر والوفيات، وان تلك الامور واضحةً لمن يرى في سائر النواحي والاتجاهات، ولذلك يستوجب على العالم الاسلامي خاصةً والعالم عامةً ان يستنهض نفسه لكي يكون قطباً فاعلاً على الساحة العالمية وان يكون نموذجاً في السماح والتسامح وحسن التعامل مع الآخرين كما يريد الاسلام تماماً. ان الاموال التي تنفق في سباقات التسلح والحروب لو انفقت بشكل آخر في انماء المجتمعات وتكبير قيمة الحياة لكفت ووفت المجتمعات واستراحت، ولكن من نتائج السياسات الفاشلة قيام الشعوب ضد حكامها ومسك زمام امرها وما حصل في مصر وتونس من سقوط الحكام وتتويج شعوبها بالنصر فهو بأمر الله العلي القادر على الظالمين بالسقوط والقهر، فعبرة لكم يا امة الاسلام والبشر، فما امر الله الا واحدة كدمع البصر.
ان هذا اللقاء الكريم في هذه الاوقات الكريمة اعاننا الله واياكم اخوة الاسلام والايمان واهل التوحيد والاديان، لنستفيد منها جميل الفوائد ونسلك النهج الصحيح القاصد الى اسمى المقاصد. والسلام عليكم
الشيخ يزبك
من جهته رد الشيخ يزبك بكلمة هذا نصها:
شاء القدر ان نلتقي على مائدة رسول الله في هذا البيت الكريم والعزيز والغالي ونحن نحييي الذكرى واذ باخوة لنا من السويداء، سويداء المقاومة والمقارعة للاحتلال ويبقى الاطرش سلطاناً ومدرسةً لكل الاحرار.
نلتقي مع هذا الوفد الكريم ونحن نعتبرها صدفة ولكن هناك سر الهي، قلوباً مجتمعة ولكن الهدف واحد، وهو عزة وكرامة هذه الامة.
ان الامة التي تحييي ذكرى ابطالها ومحرريها وتعاهدهم على السير في خطاهم وامة التوحيد التي تفتخر برفض هوية اخرى وتتمسك بالهوية الاصلية رغم كل الاغراءات انها امة عزيزة ومنتصرة باذن الله. لذلك نشد على الوفد الكريم ونحمله رسالة سلام الى كل اهلنا في السويداء والجولان وفي داخل ارض فلسطين الذين وقفوا ضد الاحتلال الاسرائيلي ورسالتنا تحية الى كل من رفض الذل والهوان.
نحن نعتز لاننا نعيش هذا الهدف، المقاومة في لبنان التي هي امتداد لتطلعاتكم ولرؤيتكم بأن الحق لا يصان الا بالدم الا بمقارعة المحتل وهذا ايضاً ما تعلمناه من هذا الجبل الاشم الذي تصدى في وقت الاحتلال الاسرائيلي بلغة واحدة ويد واحدة وبرؤية واحدة من اجل تحرير هذا الوطن، وهذه البندقية غالية على قلوبنا التي اورثتنا عزاً وكرامة، نحن معكم نكمل ومن خلال هذه البندقية ليبقى لبنان قوياً عزيزاً وجزءً من امته العربية والاسلامية، وليبقى سنداً وظهيراً لسوريا التي تساند لبنان ونبقى معكم في هذا الخندق من اجل امتنا العربية والاسلامية وتبقى هذه البندقية التي حملتموها في اليوم الذي عز فيه الناصر نحملها معكم اليوم في وجه المؤامرة، ومهما خطط من خطط من اجل اسقاط هذه البندقية والمقاومة ، ونحن نسمع وتسمعون الكثير عن السلاح، ولكن هذا السلاح هو في وجه العدو الاسرائيلي الذي يعيش اليوم الزلزال والقلق على مصيره من المارد العربي والاسلامي الذي خرج من القمقم وان شعب مصر وتونس وبقية الشعوب التي ذاقت الويلات من التبعية الغربية والتي ضيعت البوصلة وضيعت قضية فلسطين، ولكن هذه الشعوب اليوم تنتفض من اجل الحرية والقضية الفلسطينية في هذه الامة، ومن هذا البيت الكريم نؤكد بأننا مع شعبنا في كل مواقفه من اجل القضية الحقة القضية الفلسطينية ومع شعبنا الفلسطيني وستبقى هذه المقاومة ظهيراً للمقاومة الفلسطينية وكل الشعوب في المنطقة ومع الدول الممانعة من سوريا الى ايران الى جانب المقاومة في فلسطين، كي تتحرر فيه فلسطين وتعود الى اهلها ويكون للموحدين وراية التوحيد خفاقة عالية، وهم قد كانوا السباقين في دعم المقاومة في فلسطين ورفض الذل والهوان، ومقاومتنا في لبنان ستبقى معكم وانتم حضنها الدافئ الى جانب جيشنا الوطني الذي نعتز ونفتخر به، وهذا الثالوث الذي اكرمنا الله به شعب شريف ورافض للذل ومقاومة بطلة وجيش باسل يجتمع الثلاثة في بوثقة واحدة للدفاع عن عزة لبنان واستقلاله وهذه المقاومة تعاهدكم انها ستبقى معكم ومع كل تطلعات الشرفاء تمد اليد لكل اللبنانيين على اختلاف مشاربهم من اجل النهوض بهذا الوطن وبالوحدة الوطنية وهكذا علمنا رسول الانسانية ان نكون موحدين لا مفرقين ونعمل من اجل التوحيد ونعتصم بحبل الله جميعا ولا نفرق. نحن نتطلع الى المستقبل والغد المشرق في وجوهكم المشعة بالايمان والتوحيد، ونتطلع الى ذلك الغد واننا نقترب من دولة الحق دولة المنقذ والمخلص دولة المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، حيث يعاد الحق الى اصحابه، لذلك نتطلع الى عصر اليوم والى الزلزال الذي حصل عادت مصر بعد ان خطفت من اهلها وشعبها وبعد ان حرفوها عن طريقها عادت اليوم بشبابها لتكون في طليعة العالم العربي من اجل دعم فلسطين، مصر وسوريا يشكلان راسا حربة في مواجهة هذا العدو المحتل ونحن لسنا دعاة حرب بل دعاة سلام ولكن لن نقبل ان نذل او نهان او تغصب حقوقنا، نحن من راغب حرب الذي قال المصافحة اعتراف والموقف سلاح، نحن من السيد عباس الموسوي الذي قال اقتلونا اقتلونا فإن شعبنا سيعي اكثر، فان الظلم والمظلومية لا تولد الا الحرية في نهاية المطاف ونحن من عماد المقاومة الذي وقف بكل بسالة في مواجهة اعتى قوى في هذه المنطقة وشمخ عالياً الى ان اختاره الله شهيداً وبذلك ظن العدو انه انتصر ولكنه اليوم هو نادم على كل ما فعلل وعندما يهدد لبنان فيقال ايضاً للجليل سنأتيك ايها الجليل مهما بلغت الصعاب. اصبحنا اليوم لا نقبل تهديداً ولا نسمح للعدو ان يوزع تهديداته هنا وهناك فنحن نريد الامن قبل امن العدو وان ننعم بامن واستقرار والعدو يحلم بان ينعم بامن واستقرار وان يكون قادراً على ضرب الآخرين وان يفقدهم امنهم واستقراهم ولكننا اصبحنا اليوم قادرون على ضرب هذا العدو وافقاده امنه واستقراره لا بل وجوده باذن الله تعالى.
انا اليوم نبضي قوي بكم، وبصاحب الذكرى وحفيده واتمنى من الله تعالى ان يكون ملتقانا في العام المقبل في القدس الشريف وان تكون الامة قد حررت ورفعت راية العزة والكرامة. والسلام عليكم ورحمة الله.
0