اشار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الى ان “هذه هي سوريا التي نعرفها، والأيام السابقة هي الاستثناء، والشعب السوري شعب وفي وغير طائفي، يقف الى جانب قيادته منذ العام 2003 منذ احتلال العراق والعين الغربية على سورية”. واضاف “ما حدث اليوم في سوريا يشبه اليوم الذي ضربت فيه المقاومة المدمرة الاسرائيلية “ساعر” حيث غيرت مجرى الحرب، واليوم غيّر أهل سورية مسار المعركة. اذ كان هناك خطة مدروسة لزعزعة الامن في سوريا عبر سيارات بمكبرات صوت تجول في الاحياء والشوارع وغيرها”.
واكد وهاب، في حديث الى برنامج “مع الحدث” في قناة العالم الفضائية مع الاعلامي محمد بيشكر، الى ان “سوريا واجهت كل الحملات الخارجية ومنها وصول الاحتلال الأميركي الى مشارفها وحدودها وهي قد تضامنت مع نفسها والتفت الجماهير حول قيادتها. واليوم المسألة ليست مسألة اصلاح، بل خطة خاجية لزعزعة الامن، رغم ان بعض من الوزراء في الحكومة المستقيلة لم يكونوا على قدر مستوى تطلعات الرئيس الأسد، وهناك وزراء ومحافظون فاسدون ويجب تغييرهم”. وتابع “الرئيس الأسد شخصية محببة لدى الشعب السوري ولم نسمع أي انتقادات شخصية له بل لكل متسببي الفساد. لذا الشعب السوري مندفع اليوم الى الشارع بسبب خوفه على بلده ويعتبر أن الرئيس الأسد ضمانة وطنية له. في حين يبدو ان هناك قراراً كان متخذاً بتدمير سوريا من بعض الجهات الأوروبية ومنها المخابرات البريطانية التي اخترعت بعض الأصوليات الاسلامية. واستهداف سوريا يعني حرب في المنطقة وتدمير على كل المستويات. وهنا يعرف الغرب حساسية وضع وواقع سوريا ولذلك كان حذراً في التعاطي مع المسألة. سوريا ليست ليبيا وهي على حدود فلسطين و اللعبة مختلفة ولن تقف مكتوفة الأيدي وسيتطور الأمر بشكل دراماتيكي. إسقاط سوريا خط أحمر كما إسقاط المقاومة خط أحمر والمسألة مسألة إعلامية عبر كاميرات مستأجرة وأقلام مستأجرة تبث وتضخم الإشاعات. اليوم نزلت أعداد قدرت ب 6 ملايين شخص بالحد الأدنى، وهناك معارضين ولكن أعدادهم قليلة”.
واردف بالقول “سوريا بلد فقير ولكن استطاع النظام أن يصنع بنية تحتية ضخمة مقارنة مع إمكانيات البلد. لكن مشكلة من يجلسون في واشنطن وينظّرون علينا هنا، وهذا ما نراه في العراق ودعمهم لإسرائيل وكل مصائبنا منهم. التخريب في سوريا لم يراه العالم، ومن ثم ينظرّون ضد حركات المقاومة. أميركا رأس الإرهاب وقد دمرت العراق وساندت إسرائيل في احتلال فلسطين والمشكلة مع سوريا فقط لأنها تدعم المقاومة وحركات التحرر في المنطقة، وجهل أميركا بالمنطقة ورطت شعوبها في حروب لا تنتهي ونتمنى لو أن أميركا تدعم أي ديمقراطية حقيقية”.
تابع “حقيقة المشكلة في المنطقة هي احتلال فلسطين وتنصيب أميركا لمجموعات قليلة في العائلات والديكتاتوريات التي تنهب ثروات المنطقة والدول التي تحكمها. من قتل مليون عراقي غير أميركا، ومن حرض السنة على الشيعة، ومن فرق على أساس مذهبي، ومن نهب ثروات الشعوب غير أميركا. أميركا وفرنسا طلبوا من سوريا التدخل في لبنان، ولم تكن سوريا يوماً محتلة، ويا ليت أميركا وإداراتها تقترب من المنطقة”.
واشار الى ان هناك “ثلاث قضايا في المنطقة بحاجة إلى حل جذري: احتلال فلسطين واحتلال العراق، ونهب الثروات. واشنطن تشارك بنهب ثروات العرب وتترك لبعض الأمراء أن يتحكموا ويصرفوا وينهبوا الثروات بكل وقاحة. وهناك دور أميركي فيما جرى في سوريا، ولكننا نقول إياكم واللعب بسوريا وهي وطن التعايش، وهي بلد الأمن الإقليمي. ومن يتوهم أنه يمكن أن يدمر سوريا بمعزل عن تدمير المدن الإسرائيلية فهو غبي وواهم واللعب بهذا الأمر. نحن حدودنا في هذه المعركة القدس ولن نرضخ لسياساتهم الهادفة إلى إذلال وإخضاع المنطقة. سوريا ليست ليبيا، والأميركي واضح أنه يريد الآن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل والاعتراف بها. والخطة تهدف إلى منع سوريا من تغذية الثورات وتوجيهها بشكل صحيح ولكن الشعب السوري رد اليوم بنزوله إلى الشارع. سوريا هي القلب وما يحصل في الأطراف يخضع لنبض سوريا وكيفية اتجاه هذه الثورات. وإذا ما ضربت سوريا فان القلب قد ضرب ولكنني أثق بالشعب السوري ووطنيته وحسه القومي. الشعب السوري يقف إلى جانب قيادته ولكن إياكم أيها الأهل واللعب بسوريا، والرئيس الأسد يحمل في قلبه هم كل مواطن سوري. وواشنطن تجهل المنطقة ولولا ذلك لما تورطت في احتلال العراق وأفغانستان وتدعم إسرائيل”.
واشار الى ان “حزب البعث في سوريا يضم أكثرية من الطائفة السنية الكريمة، بينما تنهب عائلات صغيرة ثروات في المنطقة ودول عربية أخرى. ونحن ضد التدخل الأجنبي اياً يكن وخاصةً في ليبيا وقصف المدنيين. ويبدو ان هناك خطة لتدمير سوريا وزعزعة النظام، وهناك بعض الفئات السعودية تدعم هذا الأمر، ولكن موقف الملك واضح في تجنب هذا الأمر. هم يلعبون بالنار ولن تبقى إسرائيل بمنأى عن هذه الفوضى إذا ما اندلعت في بلاد الشام واللعبة مختلفة هنا وأتمنى أن تنصرف واشنطن بطريقة مختلفة. هل رأى الأميركيون التعايش في سوريا ومدى الحريات الدينية وحرية الناس في انتخابات المجالس المحلية ومجلس الشعب؟”.
ونفى امتلاك “معلومات خاصة يمكن ان ابني عليها موقف حول تدخل بعض اللبنانيين في الشأن السوري، وضرب سوريا ضرب للبنان، ولكنني اتمنى ان لا تكون الأخبار صحيحة عن تورط تيار المستقبل في أحداث سوريا، واذا كان كذلك فان سعد الحريري يكون قد تورط في لعبة اكبر منه وورط لبنان معه. رغم انه قد جرت بعض المحاولات لحض بعض العمال السوريين للهتاف ضد الرئيس بشار الأسد وعرض عليها مبالغ مالية كبيرة. وهناك جهات تعمل على الساحة اللبنانية لدفع الفتنة واستعمال الساحة اللبنانية ضد سوريا مسألة خطيرة جداً. واتمنى على الرئيس ميقاتي ان يستدعي رؤساء الأجهزة الأمنية وحضهم على متابعة الأمر ومنعهم. عبد الحليم خدام غير موجود اليوم في سوريا او في لبنان وهو شريك أساسي في الفساد في سوريا ولبنان هو وأبناءه، ولكن على ما يبدو ان وضعه الصحي والعقلي لا يسمح له بأي تحرك. يحاول البعض احياء عظام خدام الرميمة ولكن دون جدوى. سوريا بلد مستقل ولا يخضع لأي هيمنة ايرانية او غيرها، وايران تدعم حركات المقاومة وهذه مسألة فيها شرف ولا يتحدث الأميركيين عن عمليات القتل الاسرائيلية بل فقط عن بعض صواريخ ترد على المجازر”.
واكد ان “ايران دولة اقليمية كبيرة وتتدخل ضمن الأطر المتعارف عليها، وعندما اصبحت الطريق مفتوحة من حدود فلسطين الى طهران المحاولات جارية لضرب سوريا وضرب خطوط امدادات المقاومة، هدف اميركا ضرب المقاومة واجبار سوريا على توقيع معاهدات سلام واذلال مع اسرائيل”. وتابع “الشعب المصري العظيم لم يطبّع مع اسرائيل وهذا ما رأيناه مع فئات الشعب الأساسية من نقابة الفنانين وغيرها، وهو شعب منهك وفقير وقد تخلى عنه العرب ولذا مصر بحاجة الى دعم عربي كبير كي تستطيع ان تقف على قدميها ومواجهة استحقاقاتها”.
وختم كلامه بالقول “اليوم اخذت القيادة السورية المبادرة وبدأت حربها المضادة، واليوم الرئيس الأسد سيعمل على اجراء اصلاحات، وما جرى هو مبايعة للرئيس الأسد ولكن الهجمة ستزداد على سوريا، يتحدث الأميركيون صراحةً عن بديل للرئيس الأسد يوقع سلام، وهذا ما دفع ثمنه الرئيس الراحل حافظ الأسد، ويعملون على تحجيم دور سوريا الاقليمي وعودتها الى أزمة داخلية”.
@