اعلن الوزير السابق وئام وهاب “أنّ “بعض” الأكثريّة نادم على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي”، مؤكداً “أنّ “حزب الله” عالق بين مطالب حلفائه”. وقال “الله يساعدو عليهم. لكنه لا يضغط، بل يوجّه النصائح”. وشدّد على “ان لا خيار امام الاكثرية سوى تشكيل الحكومة وبرئاسة ميقاتي” وليس غيره. اضاف “لكن على الرئيس ميشال سليمان ان يزيل من رأسه فكرة تحجيم ميشال عون لأن لا قدرة لديه على ذلك”.
واذ لفت وهاب الى “ان ميقاتي لا ينفذ اجندة خارجية، وأنّ الرئيس سليمان ربما يتناغم مع أجندة معيّنة”، أكّد في المقابل “أنّ هناك عجزاً داخليّاً عن تشكيل شبكة أمان لبنانيّة”، حاملاً على “بعض قيادات “تيّار المستقبل” التي انخرطت في المؤامرة ضدّ سوريا”. وقال “إنّ دموعهم على الشعب السوري هي دموع تماسيح بعدما كانوا يلاحقون العمال السوريين ويقتلونهم ويطردونهم…”.
كلام وهاب جاء خلال مقابلة مع موقع “ليبانون فايلز” هذا نصها:
هل يمكن القول ان الأكثرية الجديدة نادمة اليوم على خيار نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة؟
قد لا تكون كل قوى الأكثرية نادمة، لكن بعضها نادم. الأكثرية الجديدة تريد فعلا تشكيل حكومة، وهي مستعجلة بتأليفها، خصوصاً وأنّ الجميع متضرّر من الفراغ. لكن الفريق الذي يسمع له الجميع، وهو “حزب الله”، عالق بين مطالب حلفائه. “االله يساعدو عليهم”. هو لا يمارس الضغط بالمفهوم التقليدي للضغط، بل يوجّه النصائح، ولا يبدو ان احدا حتى الان مستعد لسماع هذه النصائح. ربما الوقت كفيل بحلّ هذه المشكلة.
ما هي السيناريوهات الموجودة عمليا على طاولة الاكثرية بعد اشهر المراوحة في التأليف الحكومي، وامام واقع الفوضى في سوريا؟
السيناريو الوحيد هو تشكيل الحكومة. حتى لا نذهب في الخيال بعيدا هناك حكومة ستشكّل، وبرئاسة ميقاتي، لكن على الرئيس ميشال سليمان ان يزيل من رأسه فكرة تحجيم العماد ميشال عون، لأن لا قدرة لديه على ذلك، ولا احد يجاريه اصلا بالموضوع. العقدة هنا ليست عند ميقاتي. هناك من يقنع الرئيس سليمان بان اضعاف عون سيقوّيه. وهذا خطأ.
في هذه الحال انتم تعتبرون ان مشروع تحجيم العماد عون ليس مشروعا مشتركا بين الرئيسين سليمان وميقاتي؟
لا اعتقد ان ميقاتي لديه مشروع لاضعاف عون. يجيب ان يكون رئيس تكتل التغيير والاصلاح حليفا طبيعيا للرئيس ميقاتي على الساحة السياسية الى حد ما.
لكن اصواتا في هذه الاكثرية، اتهمت صراحة ميقاتي بالالتزام بأجندة خارجية؟
الرئيس ميقاتي لا ينفّذ اجندة خارجية. الرئيس سليمان ربما يتناغم مع اجندة معينة. ميقاتي لديه بعض الحسابات والمخاوف من ضغوط خارجية.
الا ترى ان كلاما من هذا الوزن من جانب قوى الثامن من آذار يشكّل اتهاما لرئيس الجمهورية يصل الى حد التخوين؟
الرئيس يراعي اجندة معينة، لكن هو مشهود له بوطنيته وبدعم المقاومة. الخلاف السياسي لا يعني التخوين. هناك ضغوط خارجية لعدم تشكيل حكومة فريق الاكثرية، وربما الرئيس يراعي هذه الضغوط.
هل الأكثرية بكافة مكوناتها تغطّي العماد عون في مطالبه حيال الحصة المسيحية في الحكومة؟
نحن نعتبر ان سقف العماد عون ليس عاليا. الرجل لديه حقوق وقد ظلم حتى من قبلنا في الدوحة، عندما منع من الوصول الى رئاسة الجمهورية، وهي حق له.
لكن هناك اقرار من داخل الأكثرية بأنّ مطالب العماد عون تربك فعلا حلفائه؟
“حزب الله” عنده تقدير عالٍ للعماد عون وغير مستعد للضغط عليه من اجل التنازل عن حقوقه، وهذا موقف سوريا ايضا التي لم تضغط عليه للتراجع عن سقف مطالبه. في مطلق الاحوال، ارى ان كل ما يجري في المنطقة يستدعي تشكيل شبكة امان، وهذا ما نحن عاجزون عنه لحماية الوضع اللبناني. وللأسف بعض قيادات “تيار المستقبل” تبدو بانها انخرطت في المؤامرة على سوريا، وهذا ما يجعلنا عاجزين عن تشكيل شبكة الامان اللبنانية المطلوبة.
هناك تناقض في موقف “تيار المستقبل”. من جهة بيانات تدين التدخل في الشأن السوري ومن جهة مواقف بالمفرّق تدعو الى نصرة الشعب السوري، هل برأيكم هذا الأمر هو توزيع أدوار ام ماذا؟
ادعوهم قبل الاهتمام بمطالب الشعب السوري الى الالتفات الى مطالب الشعب اللبناني الذي عانى من سياساتهم في النهب ومراكمة الديون وقمع الحريات واقفال التلفزيونات واستغلال القضاء والامن… اليس الشعب اللبناني اولى باهتمامهم؟ ان دموعهم على الشعب السوري هي دموع تماسيح. بالامس كانوا يلاحقون العمال السوريين ويقتلونهم ويضربونهم ويطردونهم. الآن يحاولون استغلالهم في لعبة ضرب الاستقرار الداخلي لسوريا. نحن لن نسمح باستعمال لبنان ساحة ضد سوريا، وسنستخدم كل الوسائل لمنع ذلك.
هل ما يجري داخل “تيار المستقبل” ارتجالي ام يتم، برايك، بايعاز مباشر من الرئيس سعد الحريري، وبموافقة سعودية؟
ليس هناك من امر ارتجالي يستمر على مدى اسابيع، بل يكون ابن لحظته وينتهي. لكن هذا الامر قائم منذ اسابيع، وهذا يعني ان هناك قرارا بالموضوع. اما بيانات “تيار المستقبل” التي تتحدث عن رفض التدخل في الشؤون السورية، فان الواقع على الارض يناقضها تماما. كما تبيّن ان الاتهامات الموجّهة الى نواب في “المستقبل” هي موثوقة، وهناك ملف سوري قيد التحضير بشأنها. هذا لعب بالنار ولعب بالاستقرار اللبناني وبمصير اللبنانيين.
وهل تعتبرون “مشهد البريستول” الذي لم يكتمل جزءاً من مشروع اللعب بالنار ؟
هو جزء من مشروع ما زال مستمرا منذ ست سنوات ضد سوريا، عندما تمّ اتهام دمشق باغتيال الرئيس فريق الحريري. تتغير الاساليب والاستهداف واحد، وهو اسقاط سوريا.
هل تكونت لديك صورة واضحة عمّا جرى مؤخرا في تلكلخ واسباب اطلاق النار من الجانب السوري باتجاه الاراضي اللبنانيّة؟
تلكلخ مدينة كبيرة اغلبيّة اهلها من الموالين للنظام. وهي معروفة ايضا بكونها مركز كبير للتهريب وتأوي العديد من المطلوبين الذين استغلوا الظروف الامنية واعلنوا امارة اسلامية مستقلة… وقد بادر الجيش الى حسم الامر. وقد عمد البعض الى الهرب من الاشتباكات وسيعودون جميعهم الى تلكلخ.
الى أيّ مدى ستنعكس برأيك مشاهد الاضطراب في سوريا على الوضع اللبناني وتحديداً عملية تأليف الحكومة؟
الرئيس السوري بشار الاسد قادر على الامساك بالوضع، والجيش متماسك وقادر ايضا على الحسم. هناك رهانات كبيرة، من المعارضين خصوصاً الذين زجّوا في معركة ضد بلادهم. معركة كان المقصود منها استهداف موقع سوريا والضغط على الاسد لتغيير الكثير من مواقفه. لقد تمّ استخدام المعارضين في معركة اكبر منهم، وليست معركتهم.
لكن ألا تقرّون بوجود مطالب اصلاحيّة بات من الملح على النظام أن يسير بها؟
الرئيس الاسد هو أول من طرح سلّة المطالب منذ العام 2000. لكنّه مذاك لم يرتح بسبب الضغوط الخارجيّة من العراق الى لبنان. المطالب الاصلاحيّة شيء والتخريب شيء آخر. وإذا كان الاصلاح عنوانه احمد الصياصنة وانس عيروت وكل هؤلاء المتخلّفين، فأنا لست مع الاصلاح. أما اذا كان لتطوير الحياة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، فالأسد هو قائد اصلاحي بامتياز…
**