اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنّ “الرئيس نبيه بري يطرق أبواباً مهمة خاصة لجهة لفته الإنتباه لمحاولات إحداث الفتنة السنّية – الشيعية، بحيث أكّد بأنّ الشيعة لن يكونوا آداة لهذه الفتنة، ولا شك بأنّ موقفه يعبّر عن أنّ هناك فريق مُستهدف يرفض الدخول في هذه الفتنة، خاصة ما نراه من أنّ الرئيس بري هو من أكثر المتحمّسين لمواجهة الخطر الآتي إلى المنطقة، من خلال مواقفه ووسائل إعلامه خاصة الـ “أن بي أن” التي تلعب دوراً إيجابياً في ظل عملية التشويه الذي تقودها وسائل الإعلام العربي لتشويه الوقائع في سوريا”.
وهاب وخلال حديثه في برنامج “ثورات عربية 2011″، مع الإعلامية مهى شمس الدين على شاشة “أن بي أن”، أعاد التأكيد على أنّ “الرئيس الأسد بدأ عملية الإصلاح منذ عام 2000، ولم يرتح من الضغوط منذ ذلك الوقت، خاصة مع مساندته للمقاومات في لبنان والعراق وفلسطين، لذلك يحاولون إسقاطه من الخارج بعد فشل محاولة إسقاطه داخلياً من خلال عبد الحليم خدام وغيره، علماً أنّ الأميركيين حاولوا إسقاطه منذ 2003، لكنه صمد بوجه كل المؤامرات”.
وتابع وهاب: “هناك قرار واضح لضرب سوريا، خاصة ما يمهّد له استغلال البعض للأخطاء التي تحدّث عنها الرئيس الأسد سابقاً، لجهة الفساد وضرورة الإصلاح، لكن إذا سقطت سوريا فالمنطقة كلها ذاهبة إلى الدمار، فلماذا مثلاً لا يُسقطون الأنظمة العربي التي تحكمها قلة قليلة من الزعماء، ويوجد فيها ملايين النساء المعنّفات والمواطنين الفقراء، وهي أنظمة تهدر ثروات الأمّة؟ لا أحد يستطيع الإنكار أنّ الرئيس الأسد قام ببناء دولة في سوريا، خاصة لجهة التربية والتعليم والطبابة والزراعة، وكل ذلك تمّ بإمكانيات ضئيلة، وقد جعل سوريا دولة كبيرة في معادلة المنطقة، لكن للأسف فإنّ عملية التخريب التي تحصل، أعادت سوريا إقتصادياً ثلاثين سنة إلى الوراء”.
وعمّن يحرّك مجموعات التخريب، قال وهاب: “هي العصابات التي تختبأ في الجوامع، وهناك الكثير من المعارضين الذين لم يعملوا وفقاً للأجندات الأمنية، ولا بد من رؤيتهم في عميات الحوار مع السلطة، خاصة وأنّ الأخيرة تشكل لجان حوار في جميع المناطق، ولكن نستغرب النظرة الإستعلائية من تركيا وفرنسا وغيرهما والتي تنظّر بضرورة تنفيذ الإصلاح. لذلك، أعتقد أنّ مَن يقوم بالمظاهرات والتخريب ليسوا أبناء سوريا”، متوجهاً للسوريين: “تأخذون بلدكم ليتحوّل إلى بلد فوضى بدون قائمة اقتصادية، ولن تحصلوا على تنفيذ أي وعود خارجية”، معتبراً أنّ “هناك جهات عربية تلعب دوراً كبيراً في التخريب عبر دفع الأموال، وهي مثال للتسلط والحكم الديكتاتوري ونهب الثروات وتعتقد بأنّ سوريا يمكن أن تعوّض لها خسارة العراق”.
ولمَن يحاولون التآمر على سوريا، قال وهاب: “المساجد ليست مكاناً لتنفيذ المؤامرات بل للصلاة، وأقول للشعب السوري: لا أحد يخاف من حملة عسكرية أوروبية أو من تهديد تركي، بعد ما يتردد من إمكانية دخول تركيا إلى شمال سوريا في حال تطور الأحداث، فالكل يعلم بأنه إذا تمّ ذلك، ستحصل حرباً كبيرة في المنطقة وهو موقف أُبلغ للدولة التركية”.
وحول السؤال عن موقع العرب مما يحصل في سوريا، قال وهاب: “العرب كٌّل في مكان، والكل يريد المحافظة على حكمه، فالملك الأردني أمّن حماية أميركية تؤمّن له البقاء في الحكم لفترة معينة، أما مصر، فلديها تطور سريع في موقعها وموقفها العربي. الإعلام السعودي سيّء بالكامل ويلعب دوراً سلبياًً في نقل أحداث الثورات، أما الكويت فموقفها محايد خاصة وأنها تعتبر بأنّ سوريا لديها جميل عليها”، مؤكداً أنه يلاحظ “تعديلاً في الموقف القطري، ولكن لا أعلم إذا كانوا يمونون على مواقف قناة الجزيرة التي فقدت مصداقيتها والتي أسستها المخابرات الإنكليزية”، مؤكداً بأنّ “سوريا ستخرج من الأزمة، ولن يتمكنوا من كسرها، فقد تجاوزت المؤامرة، وأؤكد بأنّ الرئيس الأسد مصرّ على حدّ أدنى من المعالجة الأمنية، والإبتعاد عن الحسم العسكري”.
أضاف وهاب: “مخطأ مَن يعتبر أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستترك سوريا تسقط وتتدمّر، علماً أنهم يحاولون تخويف سوريا بالهجوم العسكري الأوروبي أو التركي أو الإسرائيلي، فهي أيضاًَ تستطيع الهجوم على العديد من الأماكن وإيران لن تتركها وحيدة”، مؤكداً “أنّ رجال الأعمال في سوريا يقفون إلى جانب دولتهم، لذلك يحاولون القضاء عليهم من خلال فرض عقوبات ضدهم”، مؤكداً “أنّ الجميع سيتفاوض مع سوريا بعد خروجها سالمة من عمليات التخريب”، ومعتبراً “أنّ “الروس والصينيين لن يسمحوا بتمادي مجلس الأمن بحق سوريا، إذا أرادوا البقاء في المنطقة”.
وتابع وهاب: “أؤكد أنّ حشر سوريا في الزاوية يعني حرباً على مستوى المنطقة، ومَن يعتقد بأنّ محور المقاومة والممانعة سيسمح بسقوط سوريا فهو واهم، لأننا سنقاتل لمنع ذلك”.
وعن التحريض الطائفي والمذهبي على هامش الثورات العربية، قال وهاب: “المستفيد من هذا التحريض هو الفوضى الخلاّقة، فالدروز في سوريا مثلاً دفعوا 6000 شهيد من جبل العرب في ثورة سلطان باشا الأطرش، الذي رفض محاولات ما عُرض عليه من دولة درزية، وكذلك الشعية الذين كانوا مع جمال عبد الناصر وليس مع شاه إيران، ولكن للأسف هناك محاولة لجعل السنّة طائفة، في حين أنهم ليسوا طائفة بل أمّة، ويجب عدم محاولة تصغيرهم”، مؤكداً “أنّ المسيحيين ثروة ثقافية وحضارية واقتصادي ومالية للمنطقة”، وتساءل: “هل نتخيّل سوريا ولبنان أو غيرهما بدون المسيحيين؟”.
وأكد وهاب أنّ “محمود عباس توصّل لقناعة أن “إسرائيل” لن تعطي أي وعود، لذلك ذهب باتجاه المصالحة مع حماس. من هنا، أصبح الهمّ الوحيد للإسرائيلي اليوم أخذ الاعتراف وتثبيت يهودية الدولة، فهو مستفيد من الإنشغالات العربية، ويحاول تحقيق أهدافه”، معتبراً أنه اليوم “في أفضل أيامه مع ما يحصل، وليس لديه أي مشكلة سوى المقاومة في لبنان، لذلك سنشهد استهدافاً من نوع آخر لها، ظناً منهم أنّ قطع خط الإمداد للمقاومة من سوريا سيؤثر سلباً، ولكن المقاومة في لبنان تحصّن نفسها بحيث لا يمكن لأحد إسقاطها، وأعتقد أنّ الأمور في سوريا ذاهبة إلى حوار داخلي، يصرّ الرئيس الأسد على تنفيذه، ولكنّ التحدي الأساس سيكون اقتصادياً في المرحلة المقبلة، وأدعو رجال الأعمال إلى عدم وقف استثماراهم فيها، وأؤكد بأنه عندما تصبح سوريا دولة مصطفّة مع الدول العربية البعيدة عن محور المقاومة، تصبح بلا أي قيمة”.
وعن الحديث عن نقل حماس لقيادتها السياسية إلى قطر، قال: “لقد نفَت حماس هذا الموضوع، ولكن أعتقد أنها بحاجة لوجود سياسي في الخارج، وهي ليس لديها قيادة عسكرية في سوريا، بل قيادة سياسية”.
وختم وهاب في الموضوع السوري: “أقول لكل السوريين بأنّ حماية بلدكم هو الأهم وسيتم دفع الكثير على الصعيد الإقتصادي نتيجة ما يحصل من تخريب، لذلك قفوا مع جيشكم، لأنّ سوريا مستهدفة لدورها وحجمها وموقعها”، مشدداً أنه “يجب ألا ننسى أنها دولة أمّنت الكثير من الخدمات لشعبها ولكن بعد خروجها من الأزمة ستبدأ بعملية تطوير اقتصادي سياسي حزبي إعلامي، وسيكون مستقبلها أفضل”.
وكان وهاب قد تحدّث عن الشبكة الخليوية الثالثة التي أثير موضوعها في الأيام السابقة، فقال: “هناك حديث عن أنها تشغّل 50 ألف خط هاتفي، ويجب معرفة المعلومات الأكيدة لذلك، وعمّا إذا كان لها علاقة بما يحصل في سوريا”، مثنياً على موقف الرئيس ميشال سليمان من هذا الأمر معتبراً أنّ “عهد الرئيس سليمان بدأ منذ يومين، وهو لا يُلام فالطائف سلبه صلاحياته كرئيس للجمهورية، وأعتقد أنّ البطريرك الراعي مُحقّ بحديثه عن ضرورة طائف ثاني”، داعياً إلى “توقيف عبد المعنم يوسف، ومعرفة مَن يسيّر شبكة الخليوي، وأؤكد أنّ الحديث عن شبكة خليوية خاصة بحزب الله كاذب، لا بل لديهم شبكة هاتفية داخلية، تصل الخطوط بين مكاتبهم”.
وتابع وهاب في الموضوع نفسه: “يجب معاقبة عبد المنعم يوسف وسجنه، وتنفيذ صلاحية رئيس الجمهورية لأنه قائد القوات المسلحة ولديه الأمر الأخير في القضاء العسكري في محاسبة اللواء أشرف ريفي”.
*