بعد مرور حوالي عامين على انطلاق “الثورات” العربية أو ما يسمى ب “الربيع العربي” ، ينقسم بعض السياسيين والمثقفين العرب حول طبيعة هذه الثورات وتداعياتها على المشهد العربي .
فهناك من يعتقد بان هناك مؤامرة جديدة على منطقتنا ضمن مفردات ومسرحيات بمشاهد متعددة من اجل نشر الافكار التكفيرية واساليب الارهاب والتدمير والقتل على حساب الديمقراطية والحريات والتداول السلمي للسلطة .
بالمقابل هناك من يشكك بمبدأ المؤامرة فما يجري الأن باعتقادهم من أحداث لا علاقة له بأي مؤامرة انما لعبة مصالح دولية مكشوفة نتابع مجرياتها عبر الفضائيات العربية من خلال التحرّكات الأقليمية والدولية ولقاءات ملوك وامراء رؤساء بعض الدول المعنية بالازمات العربية ، ومواقف وتصريحات دول آخرى، لكن جميعها تصب في خانة اضعاف العرب عبر إطالة عمر الأزمات في بلدانهم وتحويلها إلى فتن واقتتال، ومن ثمّ تسليم هذه البلاد أكثر فقراً وتهميشاً لما بات يسمى ب “المعارضة” ، هي نهاية مرحلة لتبدأ رحلة معاناة جديدة للشعوب العربية تحت سلطة المؤسسات والهيئات المالية الدولية .
في كل الحالات لقد ارتكبت الولايات المتحدة خطأً استراتيجياً فادحاً عندما ساهمت في وصول “الاخوان المسلمين” إلى الحكم. فالكم الهائل المتراكم من المشكلات الموروثة أصعب من أن ينجح واشنطن ، هي وغيرها، في التصدي له . وبذلك فإنها وضعت مصداقيتها المفقودة اصلا أمام امتحان عسير لن تنجح فيه على الأرجح . وقد بدأت تباشير إخفاقهم تبدو واضحة في الأفق في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها من البلدان العربية التي كان فيها تعطش “الاخوان المسلمين ” للسلطة أقوى بكثير من الحكمة والتبصر .
0