أقامت الفعاليات الاقتصادية والنقابية في مدينة حمص السورية، “خيمة الوحدة الوطنية” التي حضرها رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب بمشاركة الهيئات الاقتصادية والاجتماعية والنقابية وكبار رجال الدين المسلمين والمسيحيين، وشيوخ العشائر في المحافظة، إضافة لأهالي المدينة.
وألقى وهاب كلمة حيّا فيها “الشعب السوري، وأرواح الشهداء في الجيش العربي السوري، والمواطنين الذين سقطوا على أرض سوريا الحبيبة”، مُستثنياً من تحيّته “الذين حاولوا التخريب في سوريا”.
وقال وهاب: “سوريا لها علينا وعليكم، وعلى كل هذه الأمة، لذلك أريد أن أسأل: “هل تريدون حماية سوريا وعزّتها وكرامتها؟ وأسأل هذا كلبناني، لأنّ عزّة سوريا وكرامتها ورفعتِها، هي رفعة للأمة وعزة وكرامة لها. وإذا سقطت، لن يبقى رأس مرتفع في هذه الأمة. نحن نعرف أنّ الهدف هو أن يسقط الرمح العربي الوحيد الصامد في هذه الأمة والذي هو بشار الأسد، وكل المطلوب منه بضع كلمات، لتنتهي المسألة، فتسكت التلفزيونات، وتقفل وسائل الإعلام، ويُمنع المعارضون من الكلام كما مُنِعوا في السنوات الماضية في إحدى العواصم الأوروبية عندما بدأت تنفتح على سوريا. هذه الكلمات تعني رهن سوريا، وإضعافها وضرب كرامتها، والتخلي عن فلسطين والمقاومة في العراق ولبنان. إذا كنتم تريدون هذا، فليُكمل مَن يُكمل فيما يفعله اليوم. أما إذا كنتم لا تريدون ذلك، فعليكم بحماية سوريا”.
وأضاف: “هذه المؤامرة هي ذاتها بدأت على سوريا بعد احتلال العراق، وأنتم حميتمُوها مع قيادتكم بوقوفكم إلى جانب رئيسكم، ومهّدتم لحماية العراق وحمَيْتم لبنان، وأيضاً فلسطين والتي هي – رغم اغتصابها – قضية محميّة الآن، ولن تسقط رغم اعتقادنا جميعاً بأنها قد سقطت”، متوجّهاً للحضور “إذا كنتم تريدون كرامة سوريا، يجب أن تكونوا صفّاً واحداً أنتم ودولتكم ورئيسكم. ونعلم بأنه عندما بدأت تتضاءل فرص نجاح المؤامرة داخل سوريا، انتقلوا إلى مؤامرة من نوعٍ آخر، فالآن اقتصادكم مُستهدف، لتجويعكم وإقفال مؤسساتكم. المطلوب إفلاس دولتكم واستمرار الفوضى فيها لأشهر، لكي ترفع سوريا يديها وتستسلم للأزمة الاقتصادية المالية. لذلك أيها الأخوة، عليكم أنتم أن تحموا سوريا، إذ لا يكفي أن يحميها رئيسها وقيادتها، بل المطلوب من كل فرد منكم مهمّة وطنية في بيته وحيِّه وقريته وفي كل مكان يتواجد فيه، فإذا سقطت سوريا سقطنا جميعاً، ومَن يعِدونكم بالديمقراطية والبحبوبة، وعدوا غيركم سابقاً. هذه أفغانستان، أتوا إليها ووعدوها بمليارات، وبعد سنوات تحوّل رئيسها لمتسوّل يشحذ مصاريف قصره الرئاسي. تصوّروا ما هي هذه الديمقراطية؟ أسألكم وأسأل كل أبناء الشعب السوري: أي نموذج يجب أن تختاروا؟ الأفغاني أو السوداني أو اليمني، أو الليبي؟ ما هي النماذج التي يطرحونها؟ المشكلة الاقتصادية والمالية ستواجهكم أنتم إذا استمرّت هذه الحالة في سوريا. هذا جرس إنذار وأنا أقرأ من الخارج ما يحصل، وما هو الذي يُعِدّونه لسوريا اليوم. بدأت المعركة الاقتصادية لضرب البلد وشلِّه وضرب كل المؤسسات الناشطة فيه. لذلك، أنا هنا بينكم، لأنني مؤمن بدور سوريا ومركزيّتها، ولأنها الوحيدة التي ما زالت قادرة على استعادة كل الأمّة، وإذا سقطت سوريا تسقط هذه الأمة، وإذا بقيت، فنحن قادرون على استعادة كل الأطراف.
وتابع وهاب: “قلوبنا وعقولنا معكم، ومحبّتنا لكم، وأنتم الذين كنتم إلى جانبنا رغم كل التشويش الإعلامي الذي خِيضَ ضد الدور السوري في لبنان”، مؤكداً أنّ “سوريا حمَت وحدة لبنان وأوقفت الحرب الأهلية ووحّدت الجيش اللبناني والمؤسسات، وجيشها دفع آلاف الشهداء لحماية لبنان، فتأكدوا بأنه سيدفع آلاف الشهداء لحماية وحدة سوريا، وحماية السلام والسلم الأهلي فيها، ومنع ضربها، فتحية إلى كل أفراد الجيش العربي السوري، جنوداً ورتباء وضبّاطاً وقيادة”.
وختم: “إذا أكملوا باللعبة، فالأوراق كثيرة، ومَن يعتقد نفسه بأنه سيخرج سالماً من هذه المعركة، هو مُخطىء، ومَن يعتقفد بأنّ إسقاط سوريا هو كإسقاط تونس أو ليبيا أو اليمن أو غيرها، فهو أيضاً مخطىء، فسوريا لن تسقط. ومَن ينتظر قراراً من مجلس الأمن، سينتظر طويلاً، ومَن ينتظر أيضاً تدخّلاً أوروبياً أو أميركياً سينتظر مدّة أطول وأطول، فهذا لن يحصل في سوريا، وإذا حصل، سيكون يوم القيامة في الشرق الأوسط، ولينتظروا هذا اليوم”.
**