في مقاطعة ويلز البريطانية ما يستحق التوقف عنده، اجتمع قادة 28 دولة عربية وكان موضوع مقتل صحافيين أميركيين على طاولة القمة وكذلك تهديدات “داعش” بقتل بريطاني.
حالة العجز هي السمة المرافقة للإجتماع المذكور والسبب يبدو أن سياسة ازدواجية المعايير تمّ استهلاكها دفعة واحدة هذه المرة، وانعدمت الحيلة للقيام بما يمكن فعله لمواجهة تنظيم إرهابي ومنعه من أعمال البلطجة في مواجهة النظام العالمي بأسره، طُرح في اللقاء موضوع تشكيل تحالف واسع في وجه هذا التنظيم دون الدخول في الإجراءات العملية الكفيلة بإيجاد حلّ جذري.
وبالعودة الى أرقام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أعداد المقاتلين الغربيين في صفوف “داعش” وهي أرقام تثير الهلع لدى الأوروبيين قال: “هناك 500 بريطاني على الأقل و700 فرنسي و400 ألماني والمئات من دول أخرى بينها الولايات المتحدة والخافي أعظم بكثير”.
وهذا يعني بأن هناك مشكلة أمنية واجتماعية وثقافية في طريقها الى التفاقم والإنتشار، أصابت عقول الغربيين وأصبحت مؤسسات الحكم تبحث عن طرح العلاج وهنا نقول، لا بدّ من بحث الأسباب التي أوصلت الأمور عند هذه اللحظة الخطيرة: السياسات الخاطئة والسكوت طويلاً وتأمين بيئة حاضنة والدعم المستتر والرؤية بعين واحدة وازدواجية المعايير هي مَن ساهم في تفاقم المرض وتوسعه على أمل الوصول الى أهداف معينة، لكن الحسابات انقلبت كما يبدو.
الرئيس الأميركي باراك أوباما وكاميرون، تحدّثا في مقال مشترك عن “قوس عدم الاستقرار” الذي يمتد من شمال أفريقيا الى الساحل الإفريقي وصولاً الى منطقة الشرق الأوسط.
المطلوب اليوم تصحيح المفاهيم والقناعات لدى الدول الأوروبية والولايات المتحدة لأن المنطقة تعاني من أزمة حادة باتت تهدد الاستقرار والمصالح.
الرئيس أوباما تحدّث في قمة ويلز: “إن هدفنا واضح يتعلّق بإضعاف “داعش” وتدميره بحيث لا يشكّل خطراً على العراق وعلى المنطقة وعلى الولايات المتحدة”، ومن بين الاقتراحات تشكيل تجمع دولي يقضي بتكثيف الغارات الجوية، لكن من الصعب أن تنجح الغارات الجوية وحدها كما يقول هؤلاء، أي المطلوب قيام تحالف حقيقي ورؤية الأمور كما هي، وفي الاقتراح البريطاني مطلوب ضم كافة دول الجامعة العربية بحيث تتمّ المواجهة كموقف سياسي، أي المطلوب تغطية ودفع الثمن كما هي العادة، وأي ثمن هذه المرة؟
وحسب مراقبون، مطلوب أدوار متكاملة لدول الجوار المحيطة بالعراق وسوريا وتمّ ذكر دور لإيران وتركيا، وهذا يطرح أكثر من سؤال على صعيد تسوية أزمة المنطقة وإيجاد برنامج جديد وكيف سيتمّ التوافق عليه، وكيف سينعكس ذلك لإيجاد حلحلة لـ “قوس عدم الاستقرار”، وماذا لو تطوّرت الأمور في إتجاه آخر أكثر سلبية وحصلت مفاجآت وخاصة أن المنطقة بأسرها غارقة في الأزمات وأي خطأ من شأنه مفاقمة الأوضاع وليس إيجاد حل، تساؤلات مشروعة!