أشار رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنه “لا بد من رؤية مسار عمل الحكومة اللبنانية الجديدة للحُكم عليها، إذ هناك مَن يقول وجوب التزام لبنان بالقرارات الدولية، لكنني أعتبر أنه يجب أن يلتزم بمصالح شعبه قبل هذه القرارات السخيفة، ومنها المحكمة الدولية والتي هي مشروع لتخريب لبنان، والتي لن نلتزم بها ولا بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بها، ولن نسمح لها باستهداف أحد”، مؤكداً أنّ “أي حكومة في لبنان تلتزم الشروط السياسية الرافضة لاستباحة سيادة لبنان وكرامة اللبنانيين، ستكون قادرة على النجاح، أما إذا فتحت لبنان أمام مزاجية القرارات الدولية التي نعلم كيف كانت تستهدف الوطن العربي بأكمله، فلن يُكتب لها النجاح”.
كلام وهاب جاء خلال ندوة أقامتها نقابة الفنانين السوريين في مدينة دمشق بعنوان “لماذا سوريا”، والتي حضرها عدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، ونقيب الفنانين الفنانة فاديا خطاب وعدد من كبار الممثلين السوريين.
وبعد تعريف من رئيس مكتب الثقافة والإعلام في النقابة سعد عيد، وترحيب من نقيب الفنانين فاديا خطاب، قال وهاب: “سوريا مستهدفة لأنها لا تساوم على مبادئها”، مستعرضاً الضغوط التي مرت على سوريا عبر السنوات العشر الماضية، “بحيث استطاعت سوريا إسقاط كل المخططات والمؤامرات، بقوّتها والتفاف شعبها حول قيادته”.
وتابع وهاب: “يستهدفون سوريا، لأنها بقيت الحلقة الوحيدة الصامدة في هذه الأمة. لا ألوم مَن يستهدفها، بل ألوم أي سوري لا يعرف لماذا يستهدفون سوريا. فسوريا دولة أتعبت كل مَن حاول الهيمنة على هذه المنطقة، وليس بشار الأسد إلا استكمالاً لثورات حصلت في سوريا، هو ليس سليل حافظ الأسد فقط، بل أيضاً سليل سلطان باشا الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو وأحمد مريود وكل هؤلاء الذين ناضلوا لحماية سوريا وقاتلوا دفاعاً عنها. هو سليل يوسف العظمة، الذي ذهب إلى القتال وكان مدركاً أنه سيخسر المعركة، ولكنه أكمل وهو يقول “أنّ القوة يجب أن تعلم أنّ فيها مكمن للضعف وأنّ الضعف يجب أن يعلم بأنّ فيه نقاط كثيرة من القوة”.
وأضاف وهاب: “حاولوا تخويف سوريا بأنّ تركيا قد تخترق الحدود السورية بدعم من الحلف الأطلسي، لكنني أقول لكم بأنّ هذا الخيار مُستبَعد بالكامل، وأنّ الحملة التي يقوم بها البعض اليوم على إيران عبر اتّهامها بالانتشار في سوريا، تحصل لأنّ إيران أبلغت الجميع بأنّ أي اختراق للأراضي السورية هو اختراق لأراضيها، وهذا يعني حرب إقليمية كبيرة”، لافتاً إلى أنه “كان على الجميع أن يعلم بأنّ استسهاله للأمر خاطىء، وأنّ عصر اعتقاده بأنه السلطان عبد الحميد أو السلطان سليم ونحن رعايا في هذه السلطنة، قد انتهى”.
وشدد وهاب على أنّ “كل الدول لديها مشاكل داخلية، ومشاكل أخرى مع قوميات معينة، وأعتقد بأنّ كل جيوش العالم، وعندما يحصل تمرّد مسلّح على أراضيها، تكون مضطرة لمعالجته وهذا ما نشهده اليوم”، منوّهاً بـ”دور الجيش العربي السوري، الذي ما زال يحفظ ما تبقى من كرامة عربية في هذه الأمة بعد أن استُبيحت”، متسائلاً “لماذا يشتم البعض اليوم حزب الله بسبب وقوفه إلى جانب سوريا؟”، مؤكداً بأنّ “الشعب السوري إلى جانب الرئيس بشار الأسد وأثبت ذلك خلال مظاهرة دمشق بالأمس. سوريا بحاجة لإصلاح كغيرها من الدول ومنها لبنان”.
وختم وهاب: “أهمية سوريا هي باحتضانها المستمر للأمة وليس للطوائف، ولم أفقد الأمل حتى اليوم باستعادة الأمة لأنّ سوريا لا تزال سليمة، فهي القلب ولا بدّ من الإهتمام به”.
ونوه وهاب بدور الفنانين في المحافظة على الثقافة العربية والتراث القومي، بعد أنّ قلّدته نقيب الفنانين الفنانة فاديا خطّاب شهادة تقدير بإسم النقابة.
0