اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنّ عدم وجوده في الحكومة جاء وفقاً “لحسابات درزية معينة، فالوزير جنبلاط يمثل الأكثرية الدرزية التي حسمت موضوع الأكثرية، ومن الطبيعي أن يختار الوزراء الدروز”، مشيراً إلى أنّ “الرئيس ميقاتي لا يحتمل شخص “استفزازي” مثلي كما أسماني”، معتبراً “أن الخطر الذي يتهدد الوضع اليوم هو أكبر من أن نقف عند موقع وزاري، خاصة وأنني أعتبر أنّ وجودي خارج الحكومة أفضل، فأنا لست “شحّاذاً” لمقعد وزاري أو نيابي، ومقتنع بالتمثيل الدرزي في الحكومة، فالعريضي وابو فاعور يمثلانني أكثر من أرسلان، ولو وجدتُ أنّ حقوق الدروز مسلوبة، لكنتُ أول الواقفين في صفوف المواجهة ضد هذه الحكومة، فقد طالبتُ منذ البداية بوزارتين خدماتيّتين، وحصلنا على وزارتَي الأشغال والشؤون الإجتماعية، أما مَن استلمهما فهو تفصيل، ولا بد من التأكيد على الآداء الجيد للعريضي وابو فاعور. أعتبر أنه هناك تمثيل جدّي للدروز في الحكومة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ وزارة الدولة تعفي مَن يستلمها من الأعباء الوزارية”.
كلام وهاب جاء خلال مقابلة أجرتها معه الإعلامية سمر أبو خليل في برنامج “الحدث” على شاشة الجديد، بحيث شدد على “ضرورة توقيف كل النواب الذين تحرّكوا ضد الجيش، لأنهم يشاركون في الفتنة تماماً كمَن يطلق النار في الشارع، ولا بد من إدّعاء النيابة العامة العسكرية عليهم، وعلى الرئيس ميقاتي ووزيرَي الداخلية والدفاع أن يكونوا حازمين في هذا الموضوع”.
وتوجّه وهاب بالحديث لأهل الشمال: “مَن يقوم بالتحريض سيهرب، أما أنتم فبَين فكَّي كمّاشة، ولا يمكن أن تتحمّلوا نتائج اللعبة التي سيدخلونكم فيها، ولا أحد يفكر أنه يمكن أن يتحول إلى بؤرة في اللعبة الإقليمية إذ لا يمكن أن تقيموا جمهورية مستقلة. أعتقد أنّ الرئيس ميقاتي حريص على أمن طرابلس، وهو يملك معلومات أكيدة من الأجهزة الأمنية، لذلك إتهم الفريق الآخر بامتلاك السلاح والقيام بالتحريض. أؤكد أنني مع سلامة كل طرابلس، وضد مَن يحاول التخريب فيها، واستبعد أن تتدخل سوريا في الأحداث بين باب التبانة وجبل محسن، لذلك يجب أن يتدخل الجيش اللبناني بالأمر، ويضرب بيد من حديد ويعتقل كل مَن أطلق النار وروّع الأهالي، لأنّ كرامة الأهالي ليست للبيع في الشوارع. فالجيش أخذ الضوء الأخضر السياسي وسيتحرّك في كل مكان قد يتم فيه القيام بأحداث كهذه”.
واعتبر وهاب أنه لا يمكن أن يعطي رأيه بالحكومة “قبل قيامها بإصلاح مالي وإداري وقضائي، وإيجاد قانون انتخاب، إذ لديها سنتين للعمل الجدي، إلى حين موعد الانتخابات النيابية، لكنني لا زلتُ أؤكد أنّ الخيار الأنسب للبنان هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، علماً أنّ ظروفها غير متوفرة”، مؤكداً أنه “لا معنى لهذه الحكومة إذا لم تكن حكومة إصلاح حقيقي، وكل القوى ستفقد معناها وشعاراتها إذا لم تعطِ إصلاحاً جدياً للمواطنين، ولا بد من إستكمال العمل الجدي في صندوقَي المهجّرين والجنوب، والبدء بالمحاسبة الجدية التي تبدأ من تعيين الكفاءات في الإدارات الرسمية بدون أن تستفيد باقي الدول من هجرتها، إضافة لإقامة قانون انتخاب على أساس النسبية لأنها تلغي المال السياسي، ويصبح لأصوات الناخبين قيمة”.
أما عن المحكمة الدولية، فاشار وهاب إلى أنّ “ديتليف ميليس أكّد بالأمس أنها أصبحت “سوقاً للخضار”، ويجب سجنه، لأنه وحين أوقف الضباط الأربعة كان قد أدخل إسمين سوريين في الإتهام، هما العميد ماهر الاسد وآصف شوكت، لكنّ كوفي آنان طلب منه حذفهما. ولا بد من التأكيد أنّ ملف سلاح المقاومة لن يُحل إلا بعد إنتهاء الصراع العربي الإسرائيلي وعودة الشعب الفلسطيني إلى فلسطين، فحزب الله عقائدياً مع تحرير القدس وعودة فلسطين، لكنه لا يتدخّل بالداخل الفلسطيني، لأنه يعتبر أنّ المقاومة الفلسطينية في الداخل كافية لإرعاب العدو الصهيوني. من هنا لا يمكن للبنان أن يتعامل مع المحكمة الدولية إذا أرادت إتهام حزب الله”.
وتحدث وهاب حول الأحداث في سوريا، بحيث أشار إلى “خطابٍ تاريخي للرئيس الأسد في الأيام المقبلة وسيتضمن الكثير من الإصلاحات الأساسية، وسيُقدِم على خطوات كبيرة ستساعد الروسي والصيني بالقول للعالم أنّ سوريا جدية بالإصلاح، وستكون بمثابة اختبار للتركي، إذا كان يتحدث فقط عن الإصلاح أو لديه خطة ثانية. كذلك سيكون إختباراً للشارع السوري، للتأكد من مطالب المعارضة فيها إذا كانت للإصلاح أو للتخريب”.
وأكد وهاب أنّ “الخطر الوحيد على سوريا هو اقتصادي فقط، فالجيش متماسك وقوي، وكل محور الممانعة في المنطقة يستطيع أن يلعب دوراً كبيراً لحماية سوريا، والحديث عن أن نظام بشار الأسد في سوريا هو نظام علوي، مُعيب. فالرئيس الأسد مستمر في مسيرة الإصلاحات لمنع مجلس الأمن من الإعتداء على سوريا، وسيُعالج بعدها الوضع الداخلي بالحوار. وإذا قرروا إسقاط النظام السوري، فهو سيُسقط الكثير من المعادلات في المنطقة، وسيستجيب فقط لرغبة شعبه بالإصلاح ولبعض المواقف الدولية المتوازنة، كالروسي والصيني وغيرهما”.
@