بدعوة من السيّد نضال الزرعوني، أقيم مهرجانٌ تكريميٌ لرئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب في بلدة الطَيْبَة في محافظة السويداء السورية، حضره محافظ السويداء الدكتور مالك محمد علي، أمين فرع حزب البعث العربي الإشتراكي شبلي جنُّود، وحشود شعبية من أهالي المنطقة، إضافة لعدد من أعضاء المكتب السياسي في حزب التوحيد العربي.
وتخلل المهرجان كلماتٍ ترحيبيّة كان أبرزها كلمة الجبل التي ألقاها إسماعيل الأطرش، وشدد فيها على ولاء أبناء الجبل للرئيس السوري بشار الأسد، بحيث كرر أنّ “المطالبة بالإصلاح هي مطلب شعبي أكّده السيد الرئيس بشار الأسد، الذي وقف بهامته العالية معلناً بكل صدق وشجاعة بأنه سيحقق هذه الإصلاحات الكفيلة بحلّ مشاكل الوطن والمواطن. ونوجّه صرختنا بوجه الأعداء بأن الوطن خط أحمر، وأنّ الوطن مقدّس، فإذا كانت الشعوب تعيش في أوطانها، فوطننا في قلوبنا”.
بعدها كانت كلمة لوهاب، حيّا فيها أهالي جبل العرب، فقال: “هنا جبل كل الأمّة، هنا هُزِمَ العثمانيّون القدماء ويُهزَم العثمانيّون الجدد، هنا هُزِم إبراهيم باشا، وانتصرت سوريا على فرنسا، هنا بدأت المقاومة وبدأ استقلال سوريا، حين أهدى سلطان باشا الأطرش انتصار الجبل إلى كل سوريا. هنا ابناء الجبل الذين لم يكونوا يوماً أنانيين، ولم يفكروا بالجبل فقط بل بكل سوريا، وعندما انتصروا أهدوا انتصارهم إلى سوريا بالكامل. نعم هذا الجبل، كان أنانياً فقط بالتضحية، وبذل الدماء، والتسابق على الموت، ولكن لم يكن يوماً أنانياً في المكاسب”.
وتابع وهاب: “أعلم بأنّ كثر اليوم يهوّلون على موقف هذا الجبل، ومن هنا من جبل العرب أسأل كل الذين ينتقدون هذا الموقف الشريف الصامد لأبناء جبل العرب: تخيفون مَن أنتم، وتهوّلون على مَن؟ هل تعتقدون أننا نخاف الموت، والموت بالنسبة لنا حياة جديدة؟ هل تعتقدون بأننا نخاف من بعض الذين يتآمرون على سوريا ووحدتها ومنعتها وقوّتها؟ سنبقى إلى جانب سوريا القويّة الممانِعَة، سوريا المرفوعة الجبين، التي شاركنا في صنع قوّتها وعزّتها وفي تحريرها، وحتماً لن نشارك في ضربها أو إضعافها أو تفتيتها، ولن نقبل بأن تمتد أي يدّ لإسقاطها أو إضعافها”.
وتوجّه وهاب للسوريين: “لا تخافوا على سوريا، فقد قطعت مرحلة كبيرة وصعبة، ذهب الكثير ولم يبقَ سوى القليل. لا زالت تملك الكثير من أوراق قوّتها ولن يتمكن أحد من إسقاطها لا قريبٌ ولا بعيد. أنسوا التدخل الأجنبي والتهويل الخارجي، فأنتم تقرّرون شرعية بشار الأسد وليس الخارج، وموقفكم هذا يؤكد بأنّ الغالبية الساحقة من الشعب السوري هي التي تقول نعَم لبشار الأسد، ونعَم لعزّة سوريا ومنعتها، فأنتم الشرعية وليست البيانات الصادرة من وزاراتٍ خارجية، لأنكم أنتم تقرّرون شرعية النظام أو عدمِها، بحناجركم وقبضاتكم وقلوبكم تقرّرون مَن سيقود سوريا ويدافع عنها ويحميها، أنتم الذين قرّرتم منذ مئات السنوات أن تدفعوا ثمن هذه الأرض ودفعتم ثمن كل حبّة ترابٍ فيها قطرة من الدماء”.
وختم وهاب: “إنّ موقف جبل العرب هو صمّام الأمان لكل سوريا، لأنّ هذا الجبل بأهله – أبناء معروف – لم يعتَد يوماً إلا على الصدق والوفاء والكرامة، لأنهم أهل الكرامة والصدق والشرف. هذا الموقف سيكون موضع تقديرٍ في كل سوريا، وحتماً كما وقف جبل العربفي كل الأوقات الصعبة إلى جانب سوريا، يقف اليوم، وحتماً سوريا ستردّ الجميل له بكل أبنائها وقيادتها ورئيسها لأنّ أهل جبل العرب يستحقون الوفاء والكرامة”.
وكان وهاب قد زار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ حسين جربوع والشيخ إبراهيم أبو عسلي، والتقى في وقتٍ سابق وجهاء ومشايخ محافظة السويداء وبحثَ معهم شؤون المحافظة والأوضاع في سوريا.
**