المقاومة هي رد فعل طبيعي لمواجهة الإحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه. وما يجري في فلسطين هو التجسيد الفعلي لمقاومة الشعب الفلسطيني وعلى امتداد مساحة الوطن، دون تقسيمات وحدود فرض الأمر الواقع، والشعب الفلسطيني ينتفض ضد المحتلين، في القدس ومحيطها كما في قطاع غزة والضفة الغربية ومناطق 1948. عفوية الحدث وتكامل الجهد الشعبي مع قوى المقاومة أشعل الأرض من تحت أقدام المحتلين.
يريد العدو الفرض معادلته “الهدوء مقابل الهدوء”، وهو بذلك يحاول أن يوحي أنه يملك القرار في الميدان، هذا لن تسمح به المقاومة، وهي ترد بكل ما تملك من قوة وإرادة، المواجهات مستمرة، وبدأت تظهر في الميدان إبداعيات وأشكال نضالية جديدة، تستطيع أن تجمع بين مقاومة الإحتلال وحركات اجتماعية تتكامل أدوارها في الميدان.
الإنتفاضة عمل جماعي إبداعي منظم وهي تحتاج الى هدف واضح وناظم لحصادها وقابل للتحقيق كي تستمر جذوره، وتتمكن من تحقيق أهداف ملموسة تأتي في سياق مشروع وطني شامل.
كان الشارع الفلسطيني محتقناً منذ فترة طويلة وهو يرى الإستيطان يتمدد في سائر أرجاء الضفة الغربية والقدس، ولم تفلح المفاوضات في استرداد حبة تراب واحدة من أرض فلسطين، وزادها تعقيداً حالة الإنقسام التي سادت في ساحة العمل الفلسطيني وآثارها الكارثية على المشروع الوطني الفلسطيني، اليوم تتوحد جميع القوى وطاقات شعبنا الفلسطيني وهي تواجه الإحتلال بكل قوة وصلابة وإيمان بعدالة القضية وحتمية تحقيق الإنتصار، شعبنا العظيم يستحق الكثير وهو الذي قدم التضحيات الجسام من قوافل الشهداء والأسرى والجرحى وضرب بصموده مثالاً للبشرية جمعاء.
لقد ساعدت حالة الهوان في معظم النظام الرسمي العربي، العدو الصهيوني على الإستمرار في إقامة المستوطنات على أرض فلسطين وساعد على ذلك ظلم المجتمع الدولي واختلال الموازين الإقليمية والدولية خلال مراحل محددة، لكن شعبنا استمرّ في نضاله من خلال صموده فوق أرضه ومواجهة المستوطنين من خلال حدث يومي، هذا الصراع يتحول الى صراع طويل يمس مختلف جوانب الحياة.
لقد انسدّت كل آفاق الحل السياسي الذي تمّ الترويج له خلال أكثر من عقدين من الزمن ومفاوضات عقيمة إستفاد منها الكيان الصهيوني لفرض وقائع جديدة على الأرض.
تأخرت الإنتفاضة الثالثة في اندلاعها بسبب ظروف موضوعية بسبب الرهانات الخاسرة وغياب المشروع الوطني المشترك وبعد أن تآكل المشروع الوطني الذي أطلقته الثورة الفلسطينية المعاصرة بعد سلسلة من التنازلات والسياسات الفاشلة، وغياب الرؤية الحقيقة لدى كثيرين من أولئك الذين بحثوا عن الطرق السهلة وأعتقدوا أن المجتمع الدولي جمعية خيرية ودول مانحة.
اليوم ترنو العيون وتخفق القلوب نحو فلسطين وهي تقاوم المحتل، إنه الطريق الأقصر لاسترداد الحقوق: الحق يؤخذ ولا يستجدى ولا يمكن الرهان إلا على قبضات المقاومين وقيام جبهة مقاومة شاملة تستنهض أمتنا بعيداً عن سراب الحلول وضمن أولويات محددة، فلسطين هي بوصلتنا فهل تعلمنا الدرس.