باستثناء المقاومة التي اعادت العزة والكرامة للعرب والمسلمين ، فلا شيء يدعو الى الفرح والبهجة في المشهد العربي العام.
أولى صور المشهد العربي العام، هو الحال في بلدان ما سمي ب “الربيع العربي” : مصر وتونس وليبيا والى حد ما اليمن، اما سوريا فحالها مختلف لا ربيع فيها ولا خريف يوافقها، بل شتاء دموي مكفهر ومرعد.
وباستثناء الإنجاز العظيم بإسقاط نظام مبارك المستبد في مصر ، لم يحصل اي تقدم ملموس ومرض في حياة المواطن العادي ولا تحقق اي شعار من الشعارات التي طرحت في ساحة “الميادين” ومنها : العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية.
ولكن العكس هو الذي حصل في بلاد الكنانة ، مزيد من تقهقر الناس وتعقيد أمور حياتهم على معظم المستويات، وغياب الافق بعيش افضل خاصة في صفوف الشباب الثائر على كل التقاليد البالية والفكار الرجعية والفتاوى التكفيرية. والشهوة على الحكم والتكالب على السلطة.
هذا فضلا عن فشل مؤسسة الحكم وتفسخ أجهزتها وتفشي الفوضى، وانقسام المجتمع وتصاعد التطرف والاصولية والاعتداء على الحريات العامة، وتراجع الاقتصاد وزيادة معدلات الفقر والبطالة .
ثاني صور المشهد العربي العام، هو حالة اللا يقين التي تسيطر على كل جوانب الازمة في سوريا ، باستثناء مشهد واحد هو حال القتل المجاني للشعب السوري او تهجيرهم في المنافي، والتدمير لبنيان الدولة ومعها ممتلكات الناس على ايدي الجماعات الاصولية المسلحة
وربما هناك يقين ثان ان الأمور في سوريا قد دخلت طريق اللاعودة، ولم يعد فيها مكان لحلول سياسية بعد ان رهنت القوى التي تطلق على نفسها تسمية “المعارضة قرارها لمن يمدها بالمال والسلاح .
وثالث صور المشهد العام، هو الوضع الفلسطيني الذي يشهد، متأثرا بلا شك بحال المشهد العربي العام، الامر الذي ادى الى تصاعد عملية الاستيطان وعدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وزيادة وتيرة قمع المواطن الفلسطيني الرابض تحت الاحتلال والتعامل بطرق وحشية مع المعتقلين الأبطال في أقبية سجون الاحتلال.
دون ان ننسى تراجع الدعم الرسمي العربي بشكل ملحوظ ووصول بعض البلدان الخليجية الى موقف الضغط على القيادة الفلسطينية لتقديم التنازلات للجانب الاسرائيلي ، في ظل استمرار حالة الانقسام الفلسطيني وفشل كل محاولات استعادة الوحدة الوطنية على مذبح من الحسابات والأجندات والارتباطات الخاصة.
أما بقية صور المشهد العربي العام فالخوف ان تكون بقية البلدان العربية قد دخلت في غرف التحميض والتظهير بانتظار اكتمال نضج ظروف المشهد السوداوي العام .
**