شدد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب على أن “المشكلة الأساسية الحاصلة اليوم في لبنان، هي أن هناك عقم في الأجهزة الأمنية، وبلدة عرسال في النهاية هي بلدة لبنانية كمثيلاتها من المناطق التي لها تاريخها”، معتبراً انّ “أهل عرسال أو اي بلدة لا يتحمّلون مسؤولية ما يحصل من حوادث أمنية وتهريب للسلاح عبر الحدود اللبنانية إلى سوريا، بل الدولة اللبنانية هي مَن يتحمّل هذه المسؤولية”.
واضاف وهاب خلال مقابلة أجراها معه الإعلامي عباس ضاهر عبر شاشة الـ”ان بي أن” ضمن برنامج “آخر كلام”، انّ “وزير الدفاع اللبناني على حق ولم يخترع أي شيء لأنه يقول ما يصله من الأجهزة الأمنية، ولكن هذه الأجهزة هي في النهاية المسؤولة عن توقيف مَن تشتبه به بأنه ضليع بهذه الأحداث، لذلك فالحملة ضد وزير الدفاع لا تجوز، لأنّ حدود عرسال اليوم مفتوحة على سوريا إذ يتم تهريب السلاح والأموال والمسلحين إلى الأخيرة عبر الأولى، وهذه من مسؤولية الأجهزة الأمنية وبطليعتها الحكومة، إذ لا يجوز انتظار اتفاق بين القوى السياسية من أجل الدخول إلى عرسال أو غيرها لتغطية الوضع وتهدأته والقبض على الخارجين عن القانون والمشاركين في تهريب السلاح إلى سوريا”.
وأثنى وهاب على “ضرورة التنسيق بين الأجهزة الامنية، والاتفاق على أن لبنان غير معني بتصدير الفتنة إلى سوريا عبر السلاح والأموال”، لافتاً إلى أنّ “تقصير الأجهزة الأمنية انعكس أيضاً فيما حصل في منطقة الجبل في الأيام الأخيرة من مشاكل وأحداث في الشويفات وايضاً على طريق صوفر، وهنا تكمن مسؤولية الأمن الوقائي، وليس التنسيق السياسي”.
وتابع وهاب في ملف الجبل: “التقينا مع النائب وليد جنبلاط للتباحث بالوضع الأمني في الجبل، واتفقنا على أنه لا يجوز أن يبقى كما هو عليه لأننا شعرنا بأن هناك محاولة لإحداث فتنة درزية – شيعية يتم التحضير لها في مكانٍ ما، فهذه الحوادث التي حصلت مؤخراً في الجبل ليست فُجائية بل مُحضَّرة سابقاً، وهي تبدأ فردية لتتحول إلى فتنة طائفية وسياسية، وبالتالي يلزمها أجهزة أمنية لتتواجد بشكل دائم”، معتبراً أنّ الأمر يختلف مع سوريا إذ هناك قرار تغطيه بعض القوى السياسية في المنطقة، لاستهدافها”، لافتاً إلى أنّ “بعض القوى السياسية في شمال لبنان أقامت جوّاً من التعاطف مع المسلحين في سوريا، ولكن لا يمكن الإعتبار أن كل العقائديين في الشمال هم مَن أخذوا هذا الموقف، بل بينهم تجّار السلاح وغيرهم، إذ أنّ غالبية السلاح الذي يصل إلى سوريا يُرسَل (أو بالأحرى يُباع) من لبنان”.
وتطرّق وهاب للملف السوري أكثر، قائلاً: “سوريا اليوم في معركة بين الدولة والمجموعات المسلحة المناوئة لها، وهي مجموعات كبيرة إذ يتم الحديث عن آلاف المسلحين في حمص مثلاً. وبرأيي، هناك قرار متخذ من قِبَل القوى الدولية والعربية لإسقاط الرئيس بشار الأسد، وبالتالي الوصول لإقناع مجلس الأمن باتخاذ قرار لتغطية العدوان على سوريا، إذ أنّ التحركات الداخلية أصبحت محدودة ومعزولة. أما بالنسبة لي فموقفي واضح إذ انني إلى جانب سوريا الداعمة للمقاومة ولكنني لستُ معادياً لمَن هم ضد النظام السوري، لكنّ تبيّن أن المطلوب هو رأس الدولة السورية ورئيسها وليس الإصلاح، وإذا استمروا بذلك، فنحن ذاهبون إلى حرب دولية وإقليمية، فالمعارضة السورية ارتكبت خطأُ فادحاً بأخذ التحركات إلى المواجهة المسلحّة، وكان من الواضح أنّ برهان غليون لا يساوي ثقلاُ في سوريا، إضافة إلى أنّ المطالبة بالحظر الجوي ضدها يعني حرباً حتمية”.
وعن التفجيرات التي حصلت مؤخراً في سوريا، قال وهاب: “النظام كان متوقعاً عمليات تفجير، ولم يتفاجأ بهذه العمليات التي حصلت في العاصمة دمشق، بما ان المعارضة أيقنت بأنّ التخريب هو هدفها وهنا بدأت بالتخريب الاقتصادي والأمني، خاصة ما تشهده سوريا اليوم من مشاكل في النفط، من هنا ندعو بعض المسؤولين السوريين للخروج من ابراجهم العاجية ومساعدة المواطنين”.
وتابع وهاب فيما يتعلق بالعراق: “حمد بن جاسم كُلِّف بمهمة قذرة لن تمتد فقط إلى سوريا ولا عجب إن امتدّت فيما بعد إلى السعودية والجزائر. فالواضح بأنّ هناك أطراف متضررة من الانسحاب الأميركي من العراق، ويعتبر بأن هناك طرف معين يمكن ان يمسك بزمام الأمور في العراق خاصة وانه عمق استراتيجي يربط بين لبنان وسوريا وفلسطين وإيران، ولا أستبعد أن يكون حمد بن جاسم مموّلاً للعمليات الانتحارية والانفجارات الحاصلة في العراق بعد هذا الانسحاب”.
وتوجّه للأخوان الملسمين في مصر، بع تأكيده على أنّ البعض جيّدون: “انتم متآمرين على فلسطين، ومجموعة من التافهين مُرتبطين بالمخابرات البريطانية والأميركية، فالقدس باقية، ومحاولاتكم بتحويل الصراع إلى صراع مذهبي شيعي – سنّي لن تنجح”، مراهناً على “فشل كل هذه القوى المتآمرة اليوم، وهي مجرّد مجموعات “إسلام لايت” ستتلاشى حتماً بعد فترة وجيزة”.
*