مصر على موعد يومي 26 و27 أيار 2014 لإنتخاب رئيس جمهوريتها، وهي على مفترق طرق تاريخي، هناك تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، ويأمل المواطن المصري كما العربي، أن تعود مصر الى عمقها العربي وتقوم بدورها على أكمل وجه، ونهوض مصر هو نهوض لأمتنا العربية.
نأمل أن نرى مصر كما كانت في عهد الزعيم جمال عبد الناصر، تحمل قضايا العرب وفي القلب منها قضية فلسطين، وقد تخلصت من معاهدات كامب ديفيد وما جرته من أحداث جسام أصابت الأمن القومي العربي بإنتكاسة كبرى.
ومصر التي خاضت خلال أعوامها الثلاث الأخيرة أصعب معاركها السياسية، تبحث عن العدالة الإجتماعية من خلال ثورتين متتاليتين ثورة 25 كانون الثاني 2011 وثورة 30 حزيران 2013 تحصد اليوم ثمار تضحياتها ونجحت في منع حرب أهلية ووضعت دستوراً جديداً وطوت صفحة وانتكاسة كبرى وأزمة حقيقية كانت تهددها في وجودها، وهي اليوم تحاول إعادة الدور والمكانة كدولة رائدة ومشعّة في السياسة.
لقد دفع العرب غالياً في غياب مصر، عندما أراد لها الأعداء أن تغرق في أزماتها وفي إتفاقيات لا تناسب تاريخها وحاضرها وتشكل خطراً على أجيالها.
دخلت مصر منذ 30 حزيران 2013 مرحلة جديدة وخريطة طريق جديدة بالتوجه نحو الإنتخابات الرئاسية.
وفي مصر تُطرح الأسئلة عن شخصية الرئيس القادم الذي سيأتي على أرضية تأييد ساحق وإجماع وطني، وليس صدفة أن يتوجه مرشحو الرئاسة المصرية كل من حمدين صباحي وعبدالفتاح السيسي الى الجماهير مباشرة دون وساطة النخبة السياسية بالاعتماد على رصيدهم الشعبي، والمهم أن تنهض الدولة بمهامها السيادية وتقديم إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية.
ومهمة الرئيس القادم ستكون مهمة صعبة ومليئة بالتحديات والقرارات المصيرية، مهمة ستشرف على بناء نخبة سياسية مدنية طال افتقادها، ومطلوب من الرئيس، أن يدفع مصر في الطريق الصحيح وتأسيس دولة ديمقراطية وهي مطلب كل المصريين.
وستحتل السياسة الخارجية مكاناً في في أجندة الرئيس وهي أهم زوايا المعركة ضد الأنظمة السابقة، سواء فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة أو التطبيع مع “إسرائيل” أو لجهة تهميش دور مصر عربياً وإقليمياً ما أدى الى تهديد مصالحها الوطنية والإقليمية وأمنها المائي، ومحاربة الإرهاب.
ومصر التي تبحث عن العدالة الاجتماعية وعن الكرامة الإنسانية وعن سيادتها الوطنية، أصبحت على موعد مع لحظة هامة وفاصلة بين مرحلتين، وسيقول الشعب كلمته في صناديق الإقتراع لإنتخاب الرئيس القادم، وكل مواطن عربي يتمنى لمصر أن تعود قوية ورائدة فاعلة تساهم في صنع مستقبل أمتها العربية بعيداً عن الهيمنة الخارجية.
@@@