قدّم رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب التعازي بضحايا انهيار مبنى فسّوح في الأشرفية، لافتاًَ إلى “تزايد الفساد والتسويات الحاصلة في العديد من الملفات، إذ أحضّر ملفاً خاصاً ببلدية بيروت حول ما يحصل فيها من تسويات ومزايدات”، معتبراً أنه “على الدولة اللبنانية مسؤولية كبيرة فبدل أن تنشغل بنقاشٍ سخيف حول ما يسمّونه “مخيمات اللاجئين السوريين”، عليها أن تنظر بسبُل حلّ ملفات اللبنانيين و”اللاجئين” الفلسطينيين”.
كلام وهاب جاء خلال مقابلة أجراها معه الإعلامي جان عزيز ضمن برنامج “بين السطور” على شاشة الـ”او تي في”، بحيث أثنى على “إحالة ملف تشغيل مطار القليعات للوزير غازي العريضي”، لافتاً إلى أنّ “توقيت طرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنشاء مخيمات للاجئين سوريين في لبنان في هذا الوقت، مُريب”.
وتابع وهاب: “أستغرب كيف يستمع شخص كالرئيس نجيب ميقاتي لـ”بان كي مون” وهو الذي جاء ليطرح ما يناسبه لا ما يناسب اللبنانيين وليُُعطي دروساً لسوريا من لبنان، إذ لسنا مضطرين لإقحامنا في هذا التدخّل الغربي في سوريا”.
ولفت وهاب إلى أنّ “قاضي التحقيق في بيروت سامي صدقي أصدر قراراً ظنياً بحق مجموعة من الشخصيات والشركات في قضية جرائم تزوير واختلاس أموال الدولة في ملف اتصالات، ومن بين المذكورين، نجيب ميقاتي وشركة “الميقاتي” إضافة لما سُمِّي “مكتب الرابية أحمد فتفت”، والقرار الظني يدينهم ويقرر “تسطير مذكرة تحرٍّ دائم” بحقّهم – كما ورد فيه، وهذا التزوير حاصل منذ العام 1991 ويتم العمل على مراقبته ولكن القرار صدر هذا العام، وبناءاً لمعلومات خاصة فقد أصبح لدى الهيئة الإتهامية للنظر به، وهي بلا شك عادلة”.
وعن الوضع العربي، قال: “أنظر للنظام السوري على أنه نظام مقاوم وسأدافع عنه على هذا الأساس، فلماذا يتلهّون بمعركتهم ضد سوريا ولا ينظرون إلى الدول الخليجية والعائلات الناهبة للثروات، في حين يوجد آلاف العائلات الجائعة؟ نعيش اليوم في فوضى عربية ونحن ذاهبون إلى مكان خطير جداً خاصة في لبنان، وإذا تطوّرت الأمور سيكون ميشال سليمان آخر رئيساً للجمهورية والحكومة الحالية آخر حكومة لبنانية (بالصيغة الحالية) حتى إشعاراً آخر، وهذا ما بنيته مستنداً لمعلومات، وبناءاً على المعركة الحاصلة في سوريا، فالهدف من المعركة على سوريا وبشار الأسد هو تنفيذ مشروع غربي استعماري في المنطقة، ولكن إذا تمكنت سوريا من الصمود لن يتم هذا المشروع”.
وبالحديث عن موجات الجماعات التكفيرية، قال وهاب: “لقد شكّل الشهيد الرئيس رفيق الحريري لفترة طويلة سداّ منيعاً في وجه التطرّف والتكفير، بحيث أخذ مجتمع الأخوة السنّة إلى حقل التعليم والتخصص وأبعدَهم عن هذا الجو. في المقابل، سعد الحريري لم يُدرك حتى الآن خطورة هذا الأمر”، لافتاً إلى أنّ “جزءاً من الطرف السُنّي يحاول في كل مرة حماية نفسه عبر إيجاد معارك وهمية”.
وشدد وهاب على “ضرورة تمديد فترة ولاية قائد الجيش – كما يتم الحديث – خاصة وأنّ العماد جان قهوجي يعمل بكل مصداقية ولديه فريق عمل متكامل وجاهز، اما بالنسبة لقانون 1960 للإنتخابات، فمشكلتنا أنهم يريدوننا إما أن ننتخب 80% من المُرشّحين المسيحيين، وهُم – أي المسيحيون – ينتخبون الـ20% المتبقية، او أن نغيّر القانون، لكننا ضد هذا المبدأ. من هنا، فإنّ قانون الـ1960 مرفوض بالكامل، وأعتقد بأنه لا يمكننا إجراء انتخابات وفقاً له”، مؤكداً أنّ “المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مستمرة في تحرّكاتها ضد المقاومة، ولكنّ الموافقة على بروتوكول تمديدها لن يتم في مجلس الوزراء وعلى الرئيس ميقاتي التنبّه لذلك”.
وعن قرار تغريمه 6 ملايين ليرة لبنانية من محكمة المطبوعات في دعوى القدح والذمّ التي رفعها سمير جعجع ضدّه، قال: “أضع هذا القرار برسم مجلس القضاء الأعلى ووزير العدل شكيب قرطباوي الذي أثق بمهنيّته وإمكانياته وقدرته على عدم تغطية قرار مثل هذا النوع”.
وفي ملف الجبل، اشار وهاب إلى بدء “أعمال الحفر لبناء مستشفى الصحابي سلمان الفارسي من ضمن قرية التوحيد في منطقة الشوف”، لافتاً إلى أننا “في وضع خطير على مستوى المنطقة كاملة، ولن يُغامر أحد من المسؤولين الدروز بمستقبل الدروز أينما وُجِدوا، إذ هناك حرص على أن نكون عقلانيين في معالجة كل المواضيع، ولن نفعل كما فعلت منتهى الأطرش “الحمقاء”، فنحن ضد تسليح الدروز في سوريا لأنهم جزء من الدولة والمجتمع السوري ولن يتسلّحوا ضد أخوانهم في الوطن، ومن المُعيب عليها التحدّث عن هذا الموضوع”.
وختم وهاب بالقول: “لن تنجح بعض الدول بوعودها بتنصيب برنار تيسّيه أي برهان غليون – وهذا إسمه في المخابرات الفرنسية – رئيساً لسوريا، وأطمئن الجميع بأنّ المقاومة في لبنان اصبحت اكثر قوة من العام 2006”.
*