توجّه رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب لرئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط ردّاً على كلامه عن انتقال أبناء الجبل في لبنان إلى جبل العرب لمواجهة المعارضة السورية بالتساؤل: “لماذا سنجلُد الدروز بهذه الطريقة؟ أتوجّه إليكَ بكل حرص ومحبة، وأعلم أنكَ تريد مصلحة الدروز قبل كل مصلحة، والكلام عن انتقال أبناء من منطقة الجبل في لبنان إلى جبل العرب في سوريا لمقاتلة ما يسمّون “ثوّار” غير صحيح، فنوّاب الشمال هم مَن ينتقلون إلى سوريا وينقلون السلاح في مواجهة السلطة، مؤكداً أنه “إذا كان هناك حقاً مَن ينتقل إلى سوريا من جبل لبنان، سأقوم بنفسي بإعادتهم إلى لبنان ولن ننتظر أن تقوم الأجهزة الأمنية بذلك لأنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لن يسمح لها بذلك”.
وقال: “كلنا مؤتمنون على الدروز ويجب أن نحميهم، ولا يجوز أن نخترع لهم الأخطاء لوضعهم في أماكن لا تليق بموقعهم، فالدروز في سوريا هم جزء من الجيش العربي السوري ولطالما قدّموا الشهداء لحمايتها، فلا شك بأنّ وليد جنبلاط جزءاً من النسيج الدرزي، وكمال جنبلاط لعب دوراً وطنياً أكبر من أن نقيّمه. لذلك، اتمنى على الوزير جنبلاط أن يُعيد النظر من موقفه تجاه أبناء جبل العرب في سوريا، وهم الذين دفعوا الثمن الأكبر سابقاً في مواجهة الاستعمار”.
ولفتَ وهاب خلال مقابلة أجرتها معه الإعلامية شيرلي المرّ ضمن برنامج “فكّر مرتين” على شاشة “أو تي في”، إلى أنّ “الشعب القطري شعب مُحبّ وهو من الشعوب الخليجية التي نحبّ ولكنه يستحق مسؤول أفضل من اللص حمد بن جاسم، الذي خان والده ولا يستحق أن يكون قائداً لشعب قطر، فهو – أي بن جاسم – من أحطّ المخلوقات البشرية، خان أمّته، ودمّر ليبيا، ويحمل ثمن الدم السوري اليوم، وفوق كل ذلك ينهب الثروات النفطية في حين أنّ الشعب العربي جائع”.
وشدّد وهاب حول الوضع في سوريا، أنه “لم يعد هناك تظاهرات ولا مطالب إصلاحية فيها، ولم يعد أحد يريد الإصلاح سوى بشار الأسد، أما الطرف الآخر فيُريد التخريب ويتلقى الأموال لقاء ذلك. ولكنّ بشار الاسد أكد خلال لقائنا الأخير أنّ هناك جيش سوري يحمي كل المواطنين ولن يسمح بتمادي المسلّحين في أعمالهم الإرهابية التخريبية، ولا يتوهّم أحد بأنّ الجيش السوري سيترك الوضع كما هو عليه، خاصة مع ازدياد ما يسمّون أنفسهم “زعماء الأحياء” في المناطق السورية”.
وحول السؤال عن إمكانية حديثه الجريء، اجاب وهاب: “أملك الحصانة من كل شرفاء هذه الأمة، بمواجهة أعداء الأمة بدءاً من حمد بن جاسم وامثاله، فالشعب العربي لن يسامح مَن ينهبون ثروات الأمة، في حين أنّ شعرة واحدة من كل مواطن روسي تساوي كل لِحاهم وشواربهم”.
وحول لقاءه الأخير بالرئيس السوري، قال وهاب: “قدّم الرئيس الأسد تصوّره لكل أوضاع الأمة العربية، واعتبر أن البطريرك الراعي مُدرك لخطورة ما يجري في المنطقة العربية، مؤكداً أنّ ما يحصل في سوريا لن يؤمّن الاستقرار للبنان”.
وتابع: “ما يسمّونه مبادرة الجامعة العربية تجاه ما يحصل في سوريا هي مجرّد مؤامرة مدعومة من الغرب، ونحن نحاول إلغاء آحادية الزعامة العالمية وإيقاف العربدة الأميركية، وهذا ما فعله الروسي والصيني اللذين أوقفا هذه الأحادية”، لافتاً إلى أنّ “الموقف الروسي لن يتغيّر لحساباتٍ روسية وليس لحسابات سورية، ولا شكّ بأنّ وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه يقوم باستدراج حرب مفتوحة ضد فرنسا بقوله أنه سيقوم باستدراج حرب ضد سوريا، في حين أنّنا لا نقبل بأن تُستهدف مصالح فرنسا، وجرّ الخراب إليها”.
واشار إلى أنّ “مَن يعتقد بأنّ الروسي ينتظر الأموال من التافه حمد بن جاسم فهو مخطىء، فروسيا اليوم بموقفها، ستصبح قطباً آخر في العالم وستأخذ جزءاً مهماً من الزعامة العالمية”.
اما حول المواقف الأخيرة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، فقال وهاب: “لقد هرب ميقاتي إلى منزله – متحججاً بوزراء الإصلاح والتغيير – لأنه لا يريد إتخاذ قراراً سياسياً في مجلس الوزراء لعملية أمنية لمنع التسلل من لبنان إلى سوريا، وهو اليوم متهّم بفتح الحدود اللبنانية على سوريا من أجل حماية ثروته المادية، وهذا طبعاً خوفاً من الأميركي، في حين أنه يحجب الأموال عن تلزيم المشاريع التي ستؤمّن الكهرباء للبنان، وهو بالتالي يعطّل كل المشاريع، ويساهم بعمليات التخريب”.
وتوجّه وهاب للحريري: “أتمنى أن يكون لديكَ الجرأة لتبادر إلى إجراء مصالحة تاريخية مع حزب الله، ولو كان رفيق الحريري حيّاً، لفعلها حتماً، لأنّ لبنان أهمّ من الجميع ومن الشهيد الحريري نفسه، وهذا ما كان الأخير يقوله دائماً، وبالتالي لا بد من الاتفاق مع جميع الأطراف من أجل مصلحة لبنان”.
وختم: “أطمأن كل الخائفين على سوريا، بأنها لن تسقط طالما فيها هذا الشعب الوطني الشريف، وأقول للمسلحين: عليكم أن تتركوا السلاح وتعودوا إلى كنف الدولة، وإذا حاول الخليجيون وغير الخليجيين شحذ قرار جديد ضد سوريا، فلن يسلموا من المواجهة”.
@