اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب انّ “القرار الُمفجع الذي تمّ اتخاذه على مستوى وزراء الخارجية العرب، أثبت أنّ هذه الجامعة أصبحت فعلاً تتحدّث بلغة ومصالح عبرية، إذ كانت فجيعتنا كبيرة لأنّ هذا القرار سينعكس على كل الأمة، ولا أقول هذا الكلام من باب التهديدات بل لأنّ هؤلاء المُجتمعين في القاهرة فتحوا الحرب على أنفسهم وعلى الغير، وعليهم ألا يعتقدوا بأنّ فتح الحرب على سوريا سيُنجيهم من نتائج هذه الحرب، لذلك فالقرار خطير ويضع المنطقة بأكملها على شفير معركةٍ كبرى وانهيار أكبر لن يستثني أحداً نتيجة هذه الرعونة العربية والحقد الذي يمارسه بعض الخليجيين على سوريا لأسبابهم الخاصة، وكم كان مضحكاً ما سمعناه بالأمس من ذاك الذي يحكم البحرين، حين طالبَ الرئيس السوري بشار الأسد بالاستماع لنداءات شعبه، وكأنه غائب عن الوعي، ولا أحد يخبره ماذا يحصل في بلده، وكأنه كان مخدّراً واستفاقَ للحظة للتصريح ضد الأسد، ومن ثم عادَ إلى غفوته التي يمارسها منذ بداية الأحداث في البحرين، التي تعاني من هذه العائلة السيئة منذ سنواتٍ طويلة، والتي يجب ان تخرج إلى مصيرها، لأنّ البحرين أشرف من أن يحكمها هؤلاء الناس”.
كلام وهاب جاء خلال استقباله مسؤول العلاقات الخارجية في عصائب أهل الحق العراقية الشيخ عمّار الدلفي على رأس وفد، في مكتبه في بيروت، بحيث قال وهاب بعد اللقاء: “لطالما كنّا متابعين للوضع في العراق، منذ بداية المشروع الأميركي في المنطقة واحتلال العراق، حتى نهايته مع بدء الانسحاب من العراق، الذي شكّل بداية الهجوم المجنون للأميركيين على المنطقة، وفي نفس الوقت كانت المقاومة العراقية هي التي بدأت بضرب المسمار الأول في نعش المشروع الأميركي في المنطقة وأطلقت الرصاصة الأولى عليه”.
وتابع وهاب: “ما يعنينا هو أن يكون العراق سالماً وقوياً لأنّ قوّته هي قوّة لكل منطقة بلاد الشام، ويمكن أن نستند عليه في أكثر من مجال، ويشكل قوة لنا جميعأً في مواجهتنا الكبرى التي هي بالطبع فلسطين المحتلة. وكي لا يبقى الكلام إنشائياً في الموضوع العراقي، أرسلتُ سابقاً رسالة لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، وتحدّثتُ فيها عن ضرورة قيام وحدة اقتصادية بين لبنان وسوريا والعراق، والتي بإمكانها أن تريح الوضع في البلدان الثلاثة، ولا مشكلة إذا انضمّ إليها الأردن إذا تحرّر من التزاماته ومن عملية التسوّل الذي تجبره عليها بعض دول الخليج، فالوحدة الاقتصادية بين كل دول بلاد الشام تغني كل هذه الدول عن هذا التسوّل، خاصة وأننا اليوم في مواجهة كبرى، فليست سوريا هي المستهدف الوحيد، لا بل العراق ايضاً لأنّ بعض الدول – خاصة الخليجية منها – لن تستوعب بعد بأنّ العراق أصبح خارج النفوذ الأميركي وخارج نفوذ المشيخات العربية، فالعراق أصبح دولة مستقلة وقادرة ولها دور، ولاحظناه في دعم سوريا وصمودها”.
الدلفي: نرفض التدخل العربي والأجنبي في سوريا كي لا يحصل ما حصل في العراق
من جهته، قال الشيخ عمّار الدلفي: “نقوم كأبناء للشعب العراقي بهذه الزيارات للذين وقفوا الوقفة الشجاعة مع كل فصائل المقاومة في العراق، ونقول لهم: وقفتم بجانب العزّة والكرامة والسيادة لكل أبناء الأمة العربية وبالخصوص للعراقيين، ولذلك فإن الشعب العراقي يتطلع إلى مرحلة جديدة من النهوض والاستقرار والأمن والسيادة بدور الحكومة العراقية بإبراز هذا الدور الواضح في العراق، لذلك فنحن في المقاومة الإسلامية كعصائب أهل الحق وكل فصائل المقاومة نفتخر بوجودنا الآن ضمن أروقة البرلمان، لنشخّص الأخطاء التي ليست بصالح الشعب العراقي، ولذلك نرفض التدخّل السلمي العربي في سوريا ودول الجوار، ونرفض رفضاً قاطعاً التدخّل الأجنبي في سوريا لأنّ الحصيلة والنتيجة ستكون مثلما كانت في العراق، ولذلك نتطلع لمستقبل زاهر للدول العربية ونقف بصفّ القوى التي تمانع وتواجه قوى الاستكبار وأوّلها أميركا و”إسرائيل”، والتي سنقف بوجهها وقفة بطولة وصمود ولذلك نحن اليوم وفي كل يوم نتشرّف بلقاء الأخوة الشرفاء من ابناء الأمة العربية وعلى رأسهم الأخ وئام وهاب”.
00