اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنّ “تحويل منطقة شمال لبنان إلى ممر إنساني هو خاطىء في هذه المرحلة، ويعني أنه سيُضرب حتماً إذ لا إمكانية لبقائه هادئاً مع عمليات التهريب الحاصلة منه إلى سوريا، ومع تقصير الأجهزة الأمنية”، معلقا على كلام رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط وإعلانه أنه “حانت ساعة الفرز لدى الدروز”، بحيث قال وهاب: “ليس لنظام الأسد مرتزقة بين الدروز، فالدروز لم يكونوا مرتزقة يوماً، حتى ولو أنّ البعض يحاول جعلهم كذلك”.
وتابع خلال مقابلة أجرتها معه الإعلامية مهى شمس الدين ضمن برنامج “المشهد العربي” على شاشة الـ”أن بي أن”: “اذا كان جنبلاط يعتبر أنه يمكنه فرز الدروز فنحن نرفض ذلك، خاصة وانني أعتبر نفسي معني بكل الدروز بدءاً من طرطوس إلى السويداء والجولان وغيرها وصولاً إلى لبنان”، متوجّهاً إليه بالسؤال: “هل أنتَ مقتنع بكلامكَ؟ وهل تهددنا بـ”عين دارة” جديد؟ أطمئنكَ بأنّ الدروز لن يقبلوا بذلك”، لافتاً إلى أنّ “جنبلاط يراهن على رهان سياسي خاسر، وكما تركه الاميركيون سابقاً سيتركونه مجدداً. إذ لماذا الحديث فقط عن الدروز في حين أن هناك حلفاء كثر لسوريا من طوائف أخرى؟، متوجّهاً إليه: لستَ ذئباً ولسنا كدروز قطيعاً لديك، ونحن وأنت لا نقبل بذلك. فنحن وأبناء جبل العرب عائلة واحدة، وأنت تعلم جيداً أنه حينما طُوِّقت المختارة في العام 1953، جاء عدد هائل من أبناء جبل العرب لنصرتك وحمايتك”.
وقال وهاب حول تصريح جنبلاط: “كلامه مرفوض جملة وتفصيلاً، وهو كلام يائس في السياسة، إذ أنه متوتر وحين يتوتر يخطىء، وأنا من جهتي حريص عليه وسأبقى كذلك لأنني حريص على كل فرد من الدروز، فكيف إذا كان من إحدى القيادات؟”.
وأشار وهاب إلى أنّ “الحرب على إيران ستأتي بالتدمير للعالم وستؤثر حتماً على كل المصالح الغربية، لتصل إلى كيان العدو”، معتبراً أنّ وصول الأسطول الإيراني إلى طرطوس هو حركة إيرانية تمنع الحرب ضد سوريا، فقوّة الإيراني معروفة اليوم، وهو لا يتباهى بذلك، إذ أنه وقف إلى جانب المقاومات العربية بدون أي مقابل”، لافتاً إلى انّ “أعداء سوريا حاولوا استعمال مجلس الامن لتدميرها، لذلك وقف الروس بالمرصاد”، مؤكداً أنّه “سيتم معالجة البؤر الكبيرة، حتى ولو بقي هناك بعض المخرّبين ولكن هذا لا يعني غياب التماسك بين الشعب والنظام”، موجّهاً التحية “للجيش العربي السوري الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه”.
ولفت وهاب إلى أنّ “النظام في سوريا اليوم هو بأكثريته من أهل السنّة وكذلك أعضاء الجيش العربي السوري، وهذا ما يؤكد بأنّ الأخوة السنّة لطالما وقفوا وقفة مشرّفة في مواجهة تاريخية مع الغرب، فـ”سنّة الأميركيون” قلّة في هذا الوطن العربي، أما “السُنّة العروبيين” فكُثر وداعمين للمقاومة”.
وتطرّق وهاب لما ظهرت به “بسمة القضماني” وهي تتحدث عن كيان العدو وكأنه مهد التاريخ والحضارة متناسية انه عدو غاصب للأرض”، وناشد “كل أهل إدلب للوقوف إلى جانب الإصلاح الحقيقي”، داعياً “العقلاء فيها للمبادرة من أجل تجنّب المشاكل الكبيرة، فالغرب لن يُنجد أي عميل والجيش السوري سيكون بالمواجهة، لذلك على المخرّبين الاستفادة من هذه الفرصة للعودة إلى رشدهم، فالعمليات الجراحية مستمرة لاستئصالهم من المناطق السورية، ومَن يعتقد بأنه سيتمكن من إسقاط سوريا ويأتي من بعده الطوفان، نقول له بأنه سيستلم المنطقة العربية رماداً في حال شُنّت أي حرب على سوريا”.
وختم وهاب بالتعليق على الدستور السوري الجديد، بالقول: “بمجرد أن يكون هناك صياغة لدستور جديد في سوريا، فهذا دليل جيد للإصلاح، ولكنني ضدّ جلد حزب البعث العربي الاشتراكي بهذه الطريقة، إذ أنه يتمسك بما تبقى من القضية العربية، وأعتقد بأنه سيفوز بأكثرية المقاعد في مجلس الشعب، لذلك أدعو الشعب السوري للذهاب للإستفتاء من أجل دعم الإصلاح والأمن”.
*