تستمر المحادثات في ماراثون المشاورات بين رئيس مجلس النواب وممثلي الكتل البرلمانية لغايات الوصول لصيغة مرضية لكل الأطراف لتشكيل حكومة “حيادية” او “انقاذية” او سمها ما شئت من دون ان تتضمن هذه المشاورات كما يبدو طروحات عامة او برامج او خطط تذكر لتوجهات الحكومة في المرحلة القادمة .وقد بدا ذلك واضحا من خلال زيارة نواب كتلة المستقبل ولقاءهم الرئيس بري في عين التينة محاولين فرض سياسة “التمديد ” لمدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي الامر الذي يؤشر إلى دخول البلد في مرحلة جديدة عنوانها بقاء الحال على حاله وعدم احترام المهل الدستورية مما يعني التمديد لمجلس النواب الحالي و لولاية رئيس الجمهورية وفي ذلك ترجمة واقعية لنهج ” تقطيع” الوقت بانتظار ما ستؤول اليه نتائج الحرب الدائرة في سوريا.
نتطلّع إلى أن تفضي المشاورات والمباحثات الدائرة بين المعنيين إلى التأشير إلى تشكيل حكومة انتقالية تتالف من رئيس ووزراء يتمتعون بالحياد وبالسمعة الطيبة ،يقومون بالاشراف على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد وفق قانون النسبية التي تعتبر “امانة ” في اعناق الجميع ” ،خاصة وان الاسماء التي تَرشَح من المشاورات والأسماء التي ترشّحها بعض الكتل النيابية غير مُبشّرة وفيها رائحة الشخصنة والصفقات والعمالة بوضوح، ونتمنّى أن لا تكون صحيحة؛ لأن الوطن بحاجة لرؤساء حكومات قلوبهم قادرون على نُصرته وتحويل التحديات التي يواجهها إلى فرص لا أن يكونوا جُزءاً من مشاكله أو عُصيّة في دواليبه.
^