زار رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب رئيس حزب “الاتحاد” الوزير السابق عبد الرحيم مراد، في مكتبه، في تلة الخياط.
تناول اللقاء القمة العربية، والحدود اللبنانية – السورية والانتخابات النيابية. وبعد اللقاء تحدثّ وهاب فقال:
في موضوع القمة العربية هناك أمران: أولاً لا يعنينا الموقف اللبناني في القمة العربية، حيث كان يجب على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن يكون له موقف مختلف إن لجهة الحضور أو لجهة أن يكون شاهد زور على هذا الموقف المقرف الذي حصل في الجامعة العربية، معتبراً أن هذا الأمر “يسيء للمصالح اللبنانية”.
ولفت وهاب الى أمر أساسي يتعلق “بمراجعات عشرات اللبنانيين بموضوع الحدود اللبنانية – السورية وإغلاقها بوجه الشاحنات”، متمنياً من فخامة الرئيس ميشال سليمان – الراعي لكل مصالح اللبنانيين ووصل الى أفريقيا لعقد الاتفاقيات من أجل مصالح اللبنانيين-، “أن يتكلم هاتفياً مع الرئيس بشار الأسد وليكون لديه الجرأة لحماية المصالح السورية في لبنان وحل مسألة الحدود حيث هناك مئات الشاحنات المتوقفة ما يضرب مصالح اللبنانيين”.
كما تمنى وهاب “على أصحاب هذه المصالح أن يتحركوا باتجاه الضغط على الدولة اللبنانية وبالتحديد على رئيس الجمهورية لأن الحكومة اللبنانية شبه معطلة ومستقيلة، بأن يوعز للقوى الأمنية بحفظ أمن المعابر أمام الصهاريج التي تحترق على الطرقات أو التي يتم الاعتداء عليها وبالمقابل أن يتم تسهيل أمور اللبنانيين على الحدود اللبنانية لأن الوضع أصبح لا يُطاق ويهدد مصالح الكثير من اللبنانيين”.
وأضاف وهاب: “الأمر الآخر في موضوع الجامعة العربية، أعتقد بأن الشيخ حمد قادر على إعطاء الائتلاف الوطني السوري قطعة أرض يمارسون السلطة فيها، ولكن لا أعتقد بأن سوريا تقبل بالمنطق الذي تحدث به هذا الذي كان يستجدي الحلف الأطلسي للمجيء الى سوريا ولقيام الحرب عليها، متوجهاً بالقول “لهذه الدمية الصغيرة، الذي يبدو أنه تمّ إرضاؤه بين ليلة وضحاها بأموال قطر، بأن سوريا ستبقى عصية على كل هؤلاء الناس وأن المحور المتحالف مع سوريا اتخذ قراره بالدفاع عن سوريا وحمايتها مهما كلّف الأمر، هؤلاء يعتقدون بأن سقوط سوريا هو أمر سيتم بين ليلة وضحاها، وأنا أقول لن يعيشوا ليشاهدوا سقوط سوريا لأن هذا الأمر مكلف جداً عليهم أكثر مما هو مكلف على غيرهم”.
وحول موضوع الانتخابات النيابية في لبنان، أشار وهاب الى وجود “تكاذب مشترك ولا أدري ما هو المخرج الذي يحاولون القيام به لتأجيلها، محذراً من الذهاب الى قانون يعيد إنتاج قانون الستين.
ورأى أن محاولة الحديث عن قانون مختلط هو كذبة جديدة تعيد إنتاج قانون الستين وتراعي مصالح بعض الديناصورات المالية والإقطاعية، مؤكّداً على أنه مع “قانون على أساس الدائرة الواحدة والنسبية وإلا الخمس دوائر والنسبية”.
ولم يجد وهاب أي مشكلة في تأجيل الانتخابات سنة أو سنتين طالما الانتخابات مؤجلة لأنه “لا يمكننا التوصل الى قانون انتخاب فعلي قبل تغيير فعلي في توازن القوى في لبنان والمنطقة”.
وختم وهاب: “هم بانتظار مساعدة “إسرائيل” وأميركا لضربنا كفاً ونحن سنبقى في تلك المنطقة وبانتظار مَن سيربح.
من جهته، أسف الوزير مراد لما “شهدناه وسمعناه من جماعة القمة العربية، لافتاً الى أنه ليست المرة الأولى التي يكون فيها السفير الأميركي راعٍ لاجتماعات جامعة الدول العربية التي حولها النظام الأميركي لجامعة دول غربية وليس لجامعة دول عربية، موضحاً أن سوريا هي من أكبر المؤسسين لهذه الجامعة، وإذا كان يحق لأحد بأن يكون له حق الفيتو في الجامعة فهو سوريا في بادئ الأمر ثم مصر والسعودية والعراق، أما باقي الدول العربية فلا يجب أن يصوتوا على ضرب سوريا وهذا خطأ كبير ولا يجوز ويجب أن يُصحح.
وفي هذا الإطار لفت مراد الى أن علاقة لبنان بالدول العربية شيء وعلاقته بسوريا شيء آخر، وإذا “كانت الدول العربية تريد مصلحة لبنان يجب أن يتركوا له هامشاً أوسع في ما يتعلق بعلاقته مع سوريا، موضحاً أنه لا يجوز النأي بالنفس في ما يتعلق بهذه المواقف المحرجة في ظل المصالح المتداخلة بين لبنان وسوريا وفي ظل الجغرافيا المشتركة بين البلدين والقضايا الاقتصادية والاجتماعية المشتركة، لافتاً الى ما تعانيه المصالح اللبنانية على الحدود اللبنانية السورية نتيجة عدم التنسيق الكامل بين البلدين، وأن المطلوب هو “التنسيق الكامل بين الجيشين السوري واللبناني لضبط أمن الحدود وأمن المؤسسات اللبنانية والسورية ما يشكل ضرراً على لبنان أكثر مما هو على سوريا.
وفي ما يتعلق بالحكومة، رأى مراد أن توقيت استقالتها غير مناسب، داعياً الى حوار جدي عنوانه الأول قانون انتخابي جديد يعتمد روحية الدستور أي النسبية بتفاصيلها، أي دائرة واحدة أو خمس دوائر، أما أن يستمر الوضع على هذا الشكل فهو أمر مرفوض، متمنياً أن لا يدخل لبنان في مرحلة الفراغ الحكومي في ظل الظروف الأمنية المحيطة بلبنان والمنطقة، وعلينا أن نكون على استعداد لمنع أي تدخل خارجي.
@