التحركات المطلبية وغيرها من الاحتجاجات الشعبية التي تجول في العديد من المناطق اللبنانية هي انعكاس للأوضاع الأمنية و السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة وحالة عدم الاستقرار التي تمر بها البلاد منذ فترة طويلة والتي ادت الى تصاعد حدة العنف بصورة خطيرة خاصة في طرابلس وعرسال وغيرها من المناطق المهمشة البعيدة عن انماء الدولة وهى مناطق ترتبط بصورة قوية بمخطط تفتيت لبنان الذى يبدأ بمسلسل العنف ضد المؤسسة العسكرية وقد ظهر هذا بجلاء في سلسلة الاعتداءات التكفيرية على الجيش اللبناني وآخرها الهجوم الارهابي على حاجز للجيش اللبناني في بلدة فنيدق – القموعة.
ان استمرار مسلسل الاعتداء على الجيش اللبناني والتحريض عليه من قبل الداعية “الشهال” وامثاله من الفتنويين يفتح الباب على مصراعيه امام سيناريوهات خطيرة تهدد كيان الدولة في لبنان اخطرها سيناريو الفوضى والاقتتال الداخلي وحرب شوارع بين الأطراف المتصارعة سياسياً وهو أمر يهدد الأمن القومي للبلاد و يجعل العنف السياسي يتحول الى عنف مجتمعي يكون له تأثيره السلبى على إتمام الاستحقاق الرئاسي واجراء الانتخابات النيابية من ضمن المهل الدستورية .
ان تنفيذ الخطة الامنية في طرابلس وتسطير الاستنابات القضائية بحق المطلوبين وتكثيف التواجد الامني في عاصمة الشمال إجراءات ليست كافية فلابد أولا من التهدئة بين طرفي الصراع والاهم القاء القبض على قادة المحاور الذين يسرحون ويمرحون في شوارع باب التبانة ونزع الأسلحة غير المرخصة من ايدي الجماعات التكفيرية الذين يدخرون ما يملكونه لشراء السلاح كنوع من أنواع التباهى والشرف وهو ما جعلهم يملكون ترسانة كبيرة للأسلحة غير المرخصة في طرابلس وهو ما ساعد بصورة كبيرة علي وقوع اعتداءات ارهابية متكررة على الجيش اللبناني.
ليس السلاح وحده فقط المسؤول عن ما يحدث في طرابلس ،فالدولة والاعلام يتحملان المسؤولية ايضا.. الدولة لانها غابت عن المناطق الحدودية وركزت على العاصمة بيروت وبعض المناطق الاخرى ،والاعلام لانه ترك وظيفته الأساسية في التوعية الجماهيرية والرقابة ولم الشمل وتفرغ لاشعال الحرائق على الفضائيات وتعميق الاختلافات.
اما للتكفيريين من امثال الشهال واتباعه الذين طوعت لهم نفوسهم التحريض على القتل أو التخريب تحت أي مسمى، ماذا أنتم فاعلون أمام الله تعالى وقد رأيتم النصوص الشرعية تحذر من القتل والتخريب،فاستفيقوا ولا داعي للعصبية وعودوا إلى الله وليضع كل منكم يده في يد أخيه كي نصلح بلادنا، ولا نسمع لهذا أو ذاك، فالأعداء كثر يريدون للبنان أن يتفرق وأن يتراجع .
أخي الطرابلسي إياك أن تقع في دماء المسلمين ،ولا بد لك ان تعرف أن الدم كله حرام، سواء كان دم جنود الجيش اللبناني أو الاجهزة الامنية أو أي مواطن متظاهر أو معتصم مسلمًا كان أو غير مسلم، فالقتل ليس هو الحل بل إنه يؤجج الخلافات ويؤدي إلى خراب البلاد ونعوذ بالله من الفتنة.
يبقى إن خيانة الوطن جريمة لا تغتفر ومن يقدم عليها يستحق أقسى العقوبات، وخاصة من يضعون أياديهم في أيدي الداعية الفتنوي وامثاله من الإرهابيين و العابثين المفسدين ويعينونهم على العبث بمقدرات بلدهم وترويع أهلها وإسالة الدماء الزكية في سبيل أفكار متطرفة منفصلة تمس بأمن الوطن و غايتها زعزعة الحكم فإن أعمال هؤلاء الخونة لن تمر دون عقاب وان أيدي العدالة طويلة ستنالهم أينما ذهبوا ومهما استمروا في غيهم .وأن مصير الخونة إلى زوال وثمن الخيانة كبير يجب أن يتحملها من باع ضميره ووجدانه وأدار ظهره للوطن .
^