اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب ان احداث طرابلس هي جزء من صراع دولي يدور حاليا على مستوى المنطقة وقد حذرت سابقا من هذا الوضع الذي قاد الى خلل امني في الشمال نتيجة حملة التحريض الطائفي والمذهبي التي تمارسها جهات سياسية معينة في ظل تخاذل من القوى الامنية .
وكشف وهاب في حديث الى برنامج “نقطة على السطر” من صوت لبنان مع الاعلامية نوال عبود ان قائد الجيش العماد جان قهوجي ابلغه منذ فترة بانه مستهدف وقد وضع تنظيم القاعدة جائزة كبيرة لاغتياله .
وقال وهاب:انني انبذ كل مظاهر التكفير والتطرف و التعصب الديني او المذهبي وربما هذا الامر ازعج الكثيرين من السلفيين التكفيريين الذين لا يتبعون السلف الصالح ويعادون كل شخص يؤمن بحرية الرأي والتعبير ،وقد بدا لي هذا الامر واضحا من خلال الحملات التي تشن ضدي من قبل جهات ظلامية على المواقع الالكترونية والتي تدعو الى قتلي .
وعن احداث طرابلس اشار وهاب انه لا يمكن لاي جهة ان تقوم باقفال الطرق امام المواطنين وما يجري في طرابلس اليوم صورة عن المزرعة السائدة في ظل وجود اقطاعات سياسية وامنية تمنع الدولة الدخول اليها لممارسة دورها الطبيعي.
وقال : هؤلاء ال 300 عنصر المنتشرين في مدينة طرابلس والذين يعكرون اجواء استقرار وامن ابنائها لا يمثلون بالطبع العقلاء والشرفاء في المدينة الذين يريدون كل الخير للشمال ويرفضون مثل هذه التصرفات .
واشار الى تخاذل من قبل الاجهزة الامنية في تأمين عودة الاستقرار الى الشمال في ظل غطاء سياسي غير متوفر لوضع حد امام الاحداث الجارية لا سيما بعد اصرار الرئيس ميقاتي على عدم دخول الجيش اللبناني الى طرابلس الا بعد توافق جميع الاطراف المعنية.
ودعا وهاب الى سحب الغطاء السياسي عن كل المخلين بالأمن لان تاجر الاسلحة والارهابي لا يمثل كرامة طائفته كاشفا في الوقت عينه عن شخص مسؤول في حزب التوحيد العربي تم توقيفه منذ ايام على خلفية الاتجار بالسلاح وقد رفعنا على الفور الغطاء السياسي عنه .
وفي موضوع الموقوفين الاسلاميين دعا وهاب القضاء اللبناني الى ضرورة محاكمتهم اذ لايجوز ابقاءهم في السجون دون محاكمة رافضا اطلاق سراح كل من اعتدى او تجرأ على قتل أي عنصر من عناصر الجيش اللبناني .
وعند سؤاله عن حادثة تفجير مقر حزب التوحيد العربي في بقعاتا الشوف كشف وهاب ان مدير المخابرات في الجيش اللبناني لم يتصل به الى حد اليوم ليشرح له ماذا حصل بالضبط مشككا في الوقت عينه بوجود تحقيقات جدية في حادثة بقعاتا .
وقال :لا اريد ان اتهم احدا فالرئيس امين الجميل استشهد ابنه بيار ولم يتهم احد ولا يزال بانتظار جلاء الحقيقة .ولكن هناك واقع متفجر في المنطقة ،وهنا تكمن مسؤوليتي تجاه وطني وطائفتي وفي حال اتهمت الوزير جنبلاط بتدبير حادثة التفجير فهذا سيؤدي حتما الى تفجير اجواء الاستقرار السائدة في الجبل.
وتابع: لا املك معطيات حول الحادثة لكن الرسالة واضحة ان هناك مناطق يمنع دخول التعددية السياسية والديمقراطية اليها ،ويبدو ان البعض ازعجه افتتاح المكتب ولكنني لم أزل اؤمن بدور الدولة في تأمين الامن. والدولة التي تستطيع كشف مخططات امنية كبيرة قادرة برأيي على كشف حادثة بقعاتا لاسيما بعد ان حصرت المسألة ب 3 اسماء متهمين بعملية التفجير وقد بلغنا الاجهزة الامنية بذلك.
وكشف وهاب ان الرئيس ميقاتي اتصل به من لندن مستنكرا وقد طلب من الهيئه العليا للاغاثة التوجه الى مكان الحادثة لاجراء مسح شامل على الاضرار والتعويض على مالكي البناية التي تصدعت جميع اركانها .
بعد ذلك انتقل وهاب للحديث عن الحكومة داعيا اياها لممارسة السلطة والا فلترحل الى البيت .
وتساءل وهاب : كيف يمكن لهذه الحكومة ان تدعو السائح الى زيارة لبنان في ظل الانقطاع المتواصل للكهرباء والمياه والتوتر الامني في الشمال غامزا من قناة غياب التواصل بين وزرائها الذين لا يتكلمون مع بعضهم البعض وغير آبهين للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والمالية التي باتت تحاصر الحكومة من كل حدب وصوب.
وفي ملف التعيينات دعا وهاب الرئيس سليمان الى الاتفاق على صيغة معينة مع الجنرال عون حتى لا يبقى مجلس القضاء الاعلى معطلا.
وقال: لا يجوز ان نبقى واقفين امام اسم معين وعلى الرئيس سليمان ان يقلل من عناده خاصة وانه ليس جزءا من الائتلاف النيابي الذي شكل الحكومة الحالية وعلى الرئيس ان يكون اكبر من ان يطالب بحصة له في الادارة لأن كل الناس لفخامة الرئيس .
وسأل وهاب رئيس الجمهورية: لماذا لم يكن لك موقف سابق حول الانفاق المالي على قاعدة الاثني عشرية التي هي مخالفة للقوانين ؟
واعتبر وهاب ان عون محق في رأيه وقد سبق وتشاور مع كل الاطراف في السلطة قبل ان يطرح مشروع ال 8900 مليار ليرة على اساس تحديد الصرف قبل عملية الانفاق لافتا الى ان الرئيس بري اكد له وجود عدد من المخالفات التي تتعلق بالصرف قامت بها الهيئة العليا للاغاثة.
من جهة ثانية جدد وهاب موقفه المتحالف والثابت مع سوريا لطالما بقيت في موقع الممانعة والمقاومة ، ورأى انه من الصعب الحديث عن تدخل دولي في سوريا قبل رأس السنة في ظل انشغال الاميركيين في الانتخابات الرئاسية وغياب الرغبة عند الاوروبيين بذلك ،لافتا الى ان النظام في سوريا اثبت وبعد 14 شهراً من اندلاع الازمة ان امكانية ضربه صعبة جدا.
وعن علاقته بوليد جنبلاط كشف وهاب عن وجود تواصل غير مباشر مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من خلال اصدقاء حزبيين مشتركين .وقال :يبدو ان وضع حجر الاساساس لمستشفى “الصحابي سلمان الفارسي” قد ازعج جنبلاط كثيرا بعد ان كان يعتقد ان موضوع الخدمات يجب ان يظل محصورا به وهذا امر غير وارد في ظل الحرمان المتفشي في الجبل.
وجدد وهاب تمسكه بقانون “النسبية ” محذرا من قانون ال 1960 الذي قاد البلاد الى حرب اهلية ، واذا استمر احدهم بالتمسك به فاننا حتما واصلين الى حرب اهلية جديدة في ظل خطاب طائفي ومذهبي آخذ بالصعود.
وايد وهاب طرح الرئيس بري في انشاء مجلس للشيوخ الذي يشكل في حال انشائه ضمانة لطائفة الموحدين الدروز في لبنان .
وختم بالقول : جنبلاط لا يخفي عداءه لسوريا وخصومته لايران وهناك معادلة تم الاتفاق عليها من خلال تشكيل الحكومة الحالية ونحن متمسكون بها
**