ربط رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب طلب المسؤولين في قطر والامارات من رعاياهم في لبنان المغادرة فورا بأمرين مهمين :الاول يتعلق بالوضع الامني في طرابلس وغياب دور الدولة وعدم تشددها في قمع البؤر الارهابية التي تتخذ من الشمال حاضنة لها لممارسة عمليات القتل التي تحصل في سوريا، والموضوع الثاني يتعلق بفكرة الاتحاد المطروحة بين البحرين والمملكة العربية السعودية الامر الذي سيخلق تطورات خطيرة على مستوى المنطقة ولبنان بشكل عام.
وحذر وهاب ضمن برنامج “الحدث الاخباري ” على قناة الـ” ان – بي – ان ” مع الاعلامية مهى شمس الدين من استمرار الانفلات الامني في الشمال في ظل غياب الدولة ومحاولة الاجهزة الامنية فرض الامن بالتراضي الامر الذي يؤدي الى تهديد السلم الاهلي بعد التحريض الطائفى والمذهبي الذي نسمعه على لسان نواب الشمال الذين يأخذون من طرابلس رهينة ويعملون على اهانة كرامات الناس والسماح بتظاهرات يقوم بها صبية في السياسة للتنديد بالرئيس بشار الاسد ولشتم المقاومة .
وقال وهاب : هناك الكثير من المخلوقات الموجودة في لبنان ولكن ليس كل مخلوق له الحق بالتطاول على كرامات الناس، ولدينا مقاومة يفتخر بها غالبية العالم العربي داعياً هؤلاء الذين يحملون السلاح في طرابلس الى توجيه بنادقهم باتجاه مزارع شبعا وكفرشوبا من اجل تحريرهما .
واضاف : من السهل القاء التهم ولكن يجب التصرف بحكمة ازاء ما يحدث في طرابلس ولكن هناك عدد قليل جدا من النواب المحترمين الذين يتعاطون بمسؤولية اما البقية ليسوا الا صورة ولا يساوون “وتكة” كاشفا في الوقت عينه بأن هناك مسؤولين لا يتجرأون على اتخاذ قرار لانهم يفتقدون الى الغطاء السياسي غير المؤمن لهم، وهذا امر معيب لا يجوز الاستمرار به .
وراى وهاب ان توقيف شادي المولوي كان الشعرة التي كسرت ظهر البعير خاصة وان البعض كان يعمل بشكل جدي ومنذ سنة تقريبا لاحداث الفتنة في طرابلس محاولين ادخال لبنان في لعبة الصراع الدولي ضد سوريا، وضرب هيبة الجيش والهجوم على قائده من قبل مجموعة من الكذابين والسفهاء الذين يستخدمون طوائفهم لشتم الآخرين .
واعتبر وهاب انه لا يوجد سلاح خارج سلاح المقاومة، داعيا الرئيس ميقاتي الى اتخاذ قرار سياسي لتغطية الجيش اللبناني الذي نطالبه بوضع نواب عكار الذين يطالبون بطرد الجيش اللبناني من الشمال في صناديق السيارات ورفع الحصانة عنهم وادخالهم السجون بأمر من النيابة العامة العسكرية لان الاعتداء على الجيش هو جرم مشهود يمارس من قبل هؤلاء المكلفين بضرب سلاح المقاومة وبتنفيذ روزنامة اسرائيلية .
واضاف: من هنا وحتى 50 سنة لا امكانية للبحث في سلاح المقاومة، والسلاح لا يستعمل من قبلنا في الداخل الا اذا هدد سلاح المقاومة .
اما في موضوع المسجونين الاسلاميين قال وهاب : كنت من اوائل الذين تحدثوا في قضية المسجونين وضرورة محاكمتهم كي لا تبقى المسألة عالقة، ووصف وهاب القضاء اللبناني بالمتخاذل اذ لا يجوز التحجج دائما بعدم وجود قاعة للمحاكمة او تخوف بعض القضاة من محاكمة هؤلاء مناشداً وزير العدل من اجل الاسراع في محاكمة المسجونين الاسلاميين لانه مطلب حق.
ولدى سؤاله عن استقباله رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد جبريل لفت وهاب الى ان البحث تركز مع جبريل حول وضع المخيمات والاتفاق سويا على عدم تحويل المخيمات الى بؤر امنية في ظل عدم اهتمام الدولة اللبنانية باللاجئين الفلسطينيين على ارضها و انعدام الخدمات وغياب فرص العمل وانقطاع المياه والكهرباء مشيرا الى ان استمرار هذا الوضع على حاله سوف يحول المخيمات الى بؤر استغلال وغير مستقرة من الناحية الامنية.
وحول الاوضاع في سوريا اعتبر وهاب ان لا حرب اهلية في سوريا خاصة وان الرئيس السوري متماسك واعصابه فولاذية وقادر ان يحارب على اكثر من جبهة ،كما ان الجيش اثبت فعاليته وتماسكه على الارض وان الشعب السوري بألف خير . واشار وهاب الى ان سوريا قطعت جزءا كبيرا من الخطر في ظل التفاف الناس حول الدولة التي هي الضمانة الوحيدة لاستمرار الوحدة الوطنية .و لفت وهاب الى تراجع الضغط الدولي على سوريا بعد ان اثبتت الحملة الخارجية عجزها عن النيل من النظام وقد ترجم ذلك من خلال الاحباط الااسرائيلي وسقوط نظرية ساركوزي بسقوط النظام خلال ايام ، فضلا عن الدور التركي المأزوم وغياب الحضور العربي ، وحتى الاميركي برأي وهاب لا يوجد عنده شيء قبل مطلع رأس السنة، ولكن في حال قرر اوباما شن أي عدوان على سوريا فحتما لن يسلم احدا في المنطقة ،كاشفا في الوقت عينه عن تقدم في مسار المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة وهو الامر الذي لم يتنبه اليه الكثيرين في لبنان الذين ارادوا وضع رؤوسهم بين “حوافر الخيل”.
واضاف :لقد سهلت سوريا الامر امام نظرية الرئيس ميقاتي حول “النأي بالنفس” التي كنت ضدها ،ولكن هناك من ادخل لبنان في هذه الازمة من خلال استقبال الجزارين في مستشفيات الشمال وتهريب الاسلحة الى سوريا ،مشيرا الى ان معلومات المندوب السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري صحيحة وقد حصل عليها عن طريق الاجهزة اللبنانية والرئيس ميقاتي يدرك ذلك جيدا بعد ان اصبح لبنان مصدرا اساسيا لتوريد الازمة والمقاتلين والسلاح الى سوريا .
وحيىّ وهاب بلدة عرسال التي وصفها بالمناضلة والشريفة والتي موّلت جميع الاحزاب بالرجال والمقاتلين وكانت دوما الى جانب المقاومة وهي تستحق منا جميعا بناء مستشفى لاهلها واقامة مشاريع انمائية بدل المتاجرة بدماء ابنائها .
وختم وهاب بالحديث عن قانون الانتخاب فاعتبر ان قانون ال 1960 اصبح من الماضي الا اذا كان هناك مؤامرة تحضّر في الكواليس وعندها يكون الحلفاء قد ارتكبوا خطأ بحق الوطن.
ولفت الى وجود مؤشرات ايجابية على اعتماد النسبية بعد موقف القوات اللبنانية الاخير في موضوع الانتخابات مؤكدا على ان النسبية تضمن حق الجميع ،خاصة وان الوضع الداخلي سوف يشهد تطورات كبيرة في ظل الحديث عن قرار اتخذته جماعة”الاخوان المسلمين “ان تكون الجماعة الاسلامية بمثابة الآمر على الساحة السنية في لبنان على حساب تيار المستقبل .
*