استنكر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب المجزرة البشعة التي وقعت في منطقة الحولا في حمص والتي ذهب ضحيتها العديد من الضحايا خاصة الاطفال. واعتبر وهاب ان هذه المجزرة مرفوضة بكل المعايير داعيا الدولة السورية الى اجراء تحقيقات مباشرة حول المجزرة وانزال اشد العقوبات بالمرتكبين الذين ارادوا الاساءة الى سوريا.
واكد وهاب خلال مقابلة اجرتها معه الاعلامية زينة فياض ضمن برنامج “الى اين” على شاشة الـ”اي ان بي” ان ما يحصل في سوريا في جزء كبير منه لا علاقة له بدعوات التغيير والاصلاح ولا يمت بشئ الى اخلاق الشعب السوري بعد ان تحولت المعارضة الى معارضات واصبحت اسيرة التدخلات الخارجية واداة صغيرة بيد الخارج وبايدي العصابات التي تسيطر على الارض .
وحول ملف المخطوفين اللبنانيين على الحدود السورية-التركية، استبعد وهاب أي خطر على حياتهم محمّلا الاتراك مسؤولية اختطافهم بالدرجة الاوالى، وبالطبع سوف ينعكس هذا الامر على مصالحهم وسيدفعون من خلاله الثمن، مناشدا الاخوان في الضاحية الجنوبية الى التمتع بالصبر بعد ان وضعوا قضيتهم في ايدي امينة، محذرا في الوقت عينه من عمليات الاعتداء التي تطال العمال السوريين بعد ان حاول البعض التحريض على هذا الموضوع بشكل لا يمت الى الدين او الاخلاق .
واعتبر وهاب ان حزب العدالة والتنمية يضم في صفوفه عددا من “الكذّابين” الذين حاولوا خداع العالم بدءا من مسرحية اردوغان مع شيمون بيريز مرورا بباخرة المساعدات الى قطاع غزة، وهؤلاء كانوا مكلفين من قبل الاميركيين لانتزاع راية فلسطين من ايران، كاشفاً عن حسابات يعمل حاليا عليها الاتراك بدءا من ايران الى سوريا ولبنان. وتابع: لا يوجد معارضة موحدة في سوريا بل مجموعة عصابات تقوم بخطف الناس وتهديدهم وسرقة الممتلكات وهي تتلقى الدعم من جهات خليجية معينة .
ولفت وهاب الى ان هناك فرصة ايام امام الاتراك من اجل رمي “كرة النار” من أيديهم والاسراع في اطلاق سراح المخطوفين كاشفا ان المقاومة وكل القوى ستتّخذ القرار المناسب بناء على التطوّرات في الايام القليلة القادمة .
واتهم وهاب بعض المسؤولين الذين يروّجون للفتنة من على شاشات التلفزيون مستشهدا باحداث المطار وكنيسة مار مخائيل ومجزرة بعلبك – الهرمل وغيرها من الاحداث الأخرى التي ذهب ضحيتها عدد لا يستهان به من الشباب والعائلات، في حين لم ينزل يومها حزب الله ولا حركة امل الى الشارع للمطالبة بطرد الجيش من الضاحية الجنوبية او بتنحية قائد الجيش. بالمقابل رأينا آلاف البنادق والدعوات التحريضية التي جاءت على لسان نواب الشمال وتدعو الى انسحاب الجيش من طرابلس بعد ان قاد حملات عسكرية ضد المناطق المسلحة في الشمال والتي شكّلت نقطة انطلاق للعمليات الارهابية ضد سوريا .
واستغرب وهاب الهجوم الذي تعرضت له مديرية الأمن العام على خلفية اعتقال المولوي المتهم بانتمائه الى تنظيم “القاعدة”، واصفا اياه بالهجوم المذهبي السخيف، مشيرا الى ان في لبنان قضاء متخاذل وغير عادل والجيش مكشوف والمسؤولين يتآمرون على الوطن، وهناك نواب كاسرين ومثل الوحوش، معتبرا ان آخر عسكري اشرف من اكبر مسؤول لان هؤلاء يعتبرون رمز بقاء الدولة ووحدتها .
واضاف: أي قاضي او مسؤول يحاول الإعتداء على المؤسسة العسكرية يجب ان يتعرض للاهانة، مشيدا بالموقف التي اتخذه نائب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل بوقوفه الى جانب مؤسسة الجيش على عكس موقف جماعات 14 آذار.
واعتبر وهاب ان الامور تتجه الى الاسوأ بوجود دولة متخاذلة وجبانة ومسؤولين يحاولون تعطيل المؤسسات الامنية والقضائية، مستكرا الهجوم المنظم التي تعرض له مكتب رئيس التيار العربي شاكر البرجاوي في الطريق الجديدة على ايدي ضباط متقاعدين وعدد آخر من رعاع القوم الذين نزلوا الى الشارع وبدأوا باطلاق الشتائم ضد الرئيس بشار الاسد والسيد حسن نصرالله .
وتابع وهاب: هناك رجل عاقل يدعى السيد حسن نصرالله الذي اتخذ قراره بأن لا يكون طرفا في فتنة يحاول الكثيرين تسويقها، داعيا في الوقت عينه الرئيس سعد الحريري ان يحذو حذو والده الشهيد رفيق الحريري الذي كان سدّاً منيعا ضد اشكال التطرف والتكفير على الساحة السنية، معتبرا ان الذي يربّي الذئب سيأتي يوما ويأكله الذئب.
وحول تفجير مركز حزب التوحيد العربي في بقعاتا قال وهاب “امام حملة الجنون التي رأيناها في الشمال ما زلت متمسكا باستقرار الجبل وعدم السماح تعرضه لاي انتكاسة امنية، مع العلم ان الذين قاموا بعملية التفجير اصبحوا معروفين من قبلنا وهم ينتمون الى جهة حزبية معينة. واضاف أن الحفاظ على الدروز هو حفاظ على الوطن والامة، ولا تعني لي شيئا العائلات السياسية لأن آخر درزي في أي مكان هو بالنسبة لي اهم من كل هؤلاؤ الزعماء، وطلال ارسلان غاب عن الاعلام ولا أسمع شيئا عنه في هذه الأيام.
وعن وجود اسمه على لائحة الاغتيالات كشف وهاب انه لا يوجد دقة في مثل هذا الكلام، مشيرا الى انه تم تسريب هذه المعلومات ربما لأهداف غير معروفة من قبلنا خاصة بعد ان تبيّن ان لا أم ولا أب لها .
اما عن قانون الانتخابات، جدد وهاب تمسكه بقانون النسبية الذي يلغي الديناصورات وسرقة اصوات الناس. داعيا الى الاستفادة من الموقف الذي طرحته القوات اللبنانية التي رفضت من خلاله العودة الى قانون 1960 .
وفيما اعتبر ان بقاء الحكومة افضل من الفراغ، رأى وهاب ان الحكومة معطلة من قبل مثلث سليمان، ميقاتي وجنبلاط. الامر الذي ادى الى عدم البت بملف التعيينات محملا رئيس الجمهورية مسؤولية عدم التوقيع على مرسوم الانفاق المالي والابقاء على قاعدة الاثني عشرية الامر الذي يؤدي الى مزيد من نهب الاموال العامة .
وحول الاوضاع في سوريا استبعد وهاب حصول أي تطورات في سوريا في ظل العجز العربي في انتزاع قرار دولي يدين سوريا، وغياب أي دور اوروبي فاعل، في حين نرى ان اميركا منشغلة في الانتخابات الرئاسية حتى مطلع رأس السنة. بالاضافة الى الموقف الروسي الذي يهدد بحرب اقليمية نووية في حال الاعتداء على سوريا.
واعتبر وهاب انه لم يعد للعصابات الارهابية أي افق امام تحركها في حين ان النظام غير مسيطر على كل الوضع بعد ان شكل وصول المراقبين الدوليين الى سوريا فرصة امام الحركات الارهابية لزيادة اعمالها الاجرامية بحق الشعب السوري .
وكشف وهاب عن خطف 15 شخصا من السويداء في درعا مناشدا اهلها الطيبين باطلاق سراح المخطوفين في اسرع وقت ممكن ومعالجة الامر بطريقة عقلانية بعد ان اصبح هذا الوضع لا يحتمل وسوف يؤدي الى نتائج خطيرة.
وختم وهاب بالقول “سقوط سوريا الدور والموقع يعني تدمير المنطقة، ولن نسمح بسقوطها حتى ولو سقط مليون شهيد، خاصة وان الامر لم يعد يتعلق بتغيير النظام وانما تعدّى ذلك الى حد المطالبة بتدمير سوريا .
واضاف: المعركة مفتوحة والغلبة فيها لمن يقاتل ويسيطر على الارض.
@