وصف رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب الراحل غسان تويني بالديمقراطي الكبير ومن الصحافيين الذين دخلوا السجن مرات عديدة نتيجة قناعاته الثابتة الذي لم يساوم يوما سلطانا او حاكما عليها ، وعندما يرحل امثال غسان تويني تشعر وكأن شيئا من لبنان قد دفن تحت التراب .
كلام وهاب جاء خلال حديث لقناة” الجديد “ضمن برنامج “مع الحدث” مع الاعلامية سمر بوخليل الذي اعتبر ان طاولة الحوار لن تخرج بالنتائج المطلوبة وهي مضيعة للوقت ولكن بشكل ايجابي من خلال لملمة الفوض عن الارض والتخفيف من حدتها ويبدو ان الحوار لن تستكمل عناصره في ظل اعلان كل من سهد الحريري وسمير جعجع عن نيتهما بعدم الحضور مشيرا الى ان الاكثرية لن تقبل هي ايضا بمحاورة صف رابع اوخامس على الطاولة .
وراى وهاب ان هناك مشروعان يتصارعان اليوم في البلد ولا بد لمشروع ان ينتصر على الاخر مذكرا بالفترة الماضية قبل صعود المقاومة حينما كانت اسرائيل تسرح وتمرح على الاراضي اللبنانية دون رادع وقد تمثل ذلك بقصف الطائرات المدنية في مطار بيروت وقتل 3 قادة فلسطينيين في فردان والهجوم على مواقع الجيش والدخول الى القرى وقتل الناس الى ان جاء زمن المقاومة التي وضعت حدا امام الغطرسة الاسرائيلية.
وتابع وهاب : نحن في حالة صراع مع اسرائيل ولن تنتهي الا بانتهاء الصراع العربي الاسرائيلي ولا بد لمشروع ما ان ينتصر على الاخر. معتبرا ان جعجع كان صادقا مع نفسه وان كان يعطل طاولة الحوار ولديه مشروع علني مغاير لمشروع الدفاع عن لبنان ولكنه غير قادر على تغيير شيئ في موضوع سلاح المقاومة .
وميز وهاب بين سلاح الفتنة الذي رأيناه في شوارع الشمال وبيروت وبين سلاح المقاومة الذي يستعمل في وجهات محددة لمنع مشاريع التقسيم والتفتييت والتوطين واقامة الامارات والدويلات واي محاولة لاستهداف سلاح المقاومة سوف نعتبره عملية اسرائيلية يجب مواجهتها.
اما بخصوص احداث طرابلس فقد حمّل وهاب الدولة والقوى السياسية في الشمال مسؤولية ما يحدث بعد ان اراد البعض من السياسيين ادخال لبنان في نفق مظلم يبدو ان لا نهاية له في حال بقي التحريض الطائفي مستمر وتحويل الشمال الى بؤرة لتهريب السلاح الى سوريا وتصدير الارهابيين للقتال في المدن والمحافظات السورية واستقبال الجرحى في مستشفيات الشمال الامر الذي جعل من لبنان الحلقة الاضعف .
ودعا وهاب الى ضرورة توفير غطاء سياسي للجيش كي يقوم بمهمته داعيا وزير الدفاع الى اتخاذ القرار المناسب لكي يقوم الجيش بممارسة مهامه المطلوبة منه في حفظ الامن والاستقرار منوها في الوقت عينه بالجهود التي بذلها الرئيس اميل لحود يوم كان قائدا للجيش على صعيد معالجة الاحداث الامنية التي اندلعت في شرق صيدا ومن بعدها في الضنية بدون حصوله على قرار سياسي يومذاك.
وفي مجال اخر كشف وهاب عن فضيحة قضائية سوف يعلن عنها في القريب العاجل والتي تشير الى تورط عدد من القضاة والضباط في مسألة خطيرة دفع لها مليون دولار من اجل اخراج متورطين بها من الحبس على حساب ادخال ابرياء لا ذنب لهم في هذه القضية.وحيى وهاب القاضي بيتر جرمانوس الذي تنحى عن هذه القضية ورفض ان يصدر اي قرار ظني بشأنها لمجرد ان شعر انه غير مقتنع بوقائع هذه القضية ،لافتا الى انه سوف يقوم بتزويد وزير العدل بجميع الوقائع من اجل اتخاذ القرار المناسب وكشف القضاة المتورطين.
وعلى صعيد الازمة السورية ،اشار وهاب الى وجود قرار روسي بوقف الجنون الاميركي على مستوى الكثير من الساحات وتحديدا في سوريا .وقال : من هنا ولفترة السنتين القادمتين نحن امام مشهد غير المشهد الحالي في المنتطقة .المعركة مفتوحة وسون نشهد تطورات غير مسبوقة الا في حال حصول تفاهم روسي – اميركي على مناطق النفوذ في العالم .
واعتبر وهاب ان النظام في سوريا مازال متماسكا في ظل احتضان الجيش والشعب له خاصة وان الشعب السوري يرفض كل مظاهر الفوضى والقتل التي نراها على ايدي المعارضات السورية التي ارتكبت غلطة كبيرة حينما قررت الذهاب الى التسلح.
واسف وهاب لمشاهد المذبوحين التي تعرض على وسائل الاعلام والتي تجري باسم التكبير وغيرها من الشعارات الاخرى التي لا تمت الى الايمان بصلة . وتابع وهاب :هذه ثقافة غريبة على سوريا ادخلها التكفيريين في ظل تعاظم دور السلاح في سوريا وقتل الابرياء الذي لا ذنب لهم جراء هذه الاعمال الارهابية التي تدعم بالمال والعتاد من قبل جهات خليجية معروفة.
واشار وهاب الى الدور الذي لعبه الى جانب مشايخ العقل في سوريا وعدد من الاخوان المسؤولين في محافظة السويداء على خلفية عمليات الخطف المتبادلة التي حصلت بين السويداء ودرعا بعد ان اقدم شباب من درعا على خطف 14 عسكريا في صفوف الشرطة وجميعهم من محافظة السويداء الامر الذي دفع اهالي السويداء الى خطف 240 شخصا من درعا مما خلق بلبلة داخلية لولا تدخل المعنيين واشتراط وهاب باطلاق سراح الدرعاويين قبل تسليم المخطوفين من السويدا كمبادرة حسن نية وسحب فتيل الازمة.
وفي هذا المجال اعتبر وهاب ان الوزير وليد جنبلاط اخطأ بفتح العيون على ابناء السويداء الذين سيبقون جزءا من الدولة والجيش ، وقد تحملوا استشهاد اكثر من 100 شهيد من ابنائهم في صفوف الجيش السوري.
وفي سياق متصل اكد وهاب ان ايران عامل استقرار في المنطقة وفي مواجهة “اسرائيل ” مشيرا الى ان ايران لا تفاوض على الاساسيات والاستراتيجيات الكبرى وسوريا تعتبر مسألة استراتيجية كبرى بالنسبة لها ، وقد نجحت ايران في نقل الصراع مع اسرائيل من صراع على مستوى المنطقة الى داخل فلسطين .وتابع : لدى ايران موقف استراتيجي يتعلق بالدفاع عن كل شبر في فلسطين المحتلة ولطالما ان النظام في سوريا باق في موقع الصراع مع الكيان الغاصب فان الجمهورية الاسلامية في ايران ستبقى الى جانب الرئيس بشار الاسد.
وعن الدور العربي في سوريا قال وهاب: الدور العربي الايجابي مشلول في سوريا مقابل الحذر الاميركي من تنامي صعود التيارات التكفيرية المناهضة للنظام والتي تتلقى الدعم بالسلاح والمال من دول الخليج العربي واصفا امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي بالمهرج والتافه والذي لا يليق اصلا بهذا المنصب .
وعلى صعيد ملف المخطوفين وصف وهاب المسألة ب ” مزحة سمجة ” محملا االدولة التركية مسؤولية الخطف التي حصلت برعاية المخابرات التركية على الحدود المشتركة بين تركيا وسوريا.
وحذر وهاب من تفاقم هذه الازمة في حال استمرت والتي قد تؤدي الى نتائج غير محسوبة مؤكدا ان السيد حسن نصرالله لن يعتذر من احد مقابل اطلاق سراح المخطوفين ، وهو الوحيد صاحب المعنى الحقيقي في هذه الامة الذي قدّم لابناء الامة الكثير في العصر الحديث.
واضاف : الرئيس سعد الحريري يمون على الخاطفين خاصة وانه على تواصل مستمر مع اوساط المعارضة السورية وهؤلاء يستفيدون من دعمه الدائم لهم .
بعد ذلك انتقل وهاب للحديث عن ملف المبعدين اللبنانيين من الامارات العربية المتحدة فذكر بالدور التاريخي الذي لعبه الشيخ زايد على الساحة العربية في مناصرة كل القضايا العربية واولها القضية الفلسطينية داعيا كل ابناء الشيخ زايد ان يخطوا خطوة والدهم وان يتعاطوا مع هذا الملف بكل دقة وحذر وعدم قطع ارزاق مئات العائلات اللبنانية ،مؤكدا في الوقت عينه على الدور الذي يمكن ان تلعبه الدولة اللبنانية من خلال التحرك باتجاه الامارات العربية واستكمال هذا الملف ومعالجته بطريق عقلانية على اعتبار ان الاتهام السياسي للمبعدين امر مرفوض وقد يؤدي الى نتائج غير محسوبة .
ودعا وهاب الى استنفار على صعيد الحكومة وضرورة البت بملف التعيينات الادارية والانفاق المالي وموضوع الكهرباء والقضاء والادارة ومعالجة اوضاع الطرقات وتأمين الاعتمادات اللازمة لذلك كاشفا عن مشروع يعد لاقرار قانون النسبية في الانتخابات سوف يرسل الى مجلس النواب للتصديق عليه ،الامر الذي يضع المسيحيين برأيه اما استحقاق مصيري: اما ان يظلوا “شغيلي” عند الآخر او ان يصبحوا اصحاب مبادرة .
وقال وهاب :نحن مرشحين للانتخابات القادمة سواء كان القانون على اساس الاكثري او النسبي رافضا الحديث عن الثنائية الدرزية التي اعتبرها بمثابة وهم في ظل هيمنة احادية اسمها وليد جنبلاط الذي يسيطر حاليا على غالبية المقاعد الدرزية في مجلس النواب في ظل مقعد فارغ يعطيه لطلال ارسلان .
وتابع : لا يوجد شيء اسمه انقسام سياسي على اساس الجنبلاطية – اليزبكية بل اصبحنا امام واقع جديد في الجبل تحت شعار التغيير والتطوير وانماء الجبل والحق في ممارسة الحياة السياسية الديمقراطية .
واضاف :انا موجود في ضمير كل درزي ،وانا لا اطمح الى ثلاثية في الطائفة الدرزية وانما الى ديمقراطية كاملة ولانسان حر في الجبل مع العلم ان طموحي ليس مقعدا نيابيا وانما ان يكون للدروز دورا كبيرا في المنطقة يشبه الى حد كبير الدور الذي تلعبه الطائفة الشيعية على مستوى المنطقة ،وانني اعمل جاهدا لايجاد الظروف المناسبة للعب مثل هذا الدور كمرجعية درزية على مستوى دروز المنطقة.
00