بدعوة من مفوضية العرقوب في الشوف، أحيت أمانة البيئة في حزب التوحيد العربي يوماً بيئياً في بلدة بتلون حضره رئيس نادي بتلون سعيد ابو وادي وعدد من أبناء البلدة، تخلّله توزيع شتول الأرز على الحاضرين.
وتحدّث أمين البيئة في حزب التوحيد العربي أمير سري الدين فقال “نلتقي اليوم في بتلون لنحيي يوم البيئة معكم، بيئتنا التي لامست الخطوط الحمراء، فكأنّه لا يكفينا غضب الطبيعة فتأتي يد الانسان العابثة تقتلع وتحرق الأشجار، تحفر وتغيّر ملامح الأرض، تهدر وتلوّث الماء والهواء والتراب”.
وأضاف سري الدين “ها نحن اليوم أمانة البيئة في حزب التوحيد العربي نطلق صرخة من هنا كروم بتلون وأمامنا تلك السفوح حيث أرز الباروك يستغيث من تغيير المناخ وازدياد درجات الحرارة، أمامنا نبع الباروك الذي لن يعود يكفي حاجاتنا من مياه الشرب والري، وأمامنا تلك السهول والسهوب الظمأى، تحت أقدامنا تراب خصب وفوق رؤوسنا غيث وريح ولكنّ المطر يجري سريعاً نحو البحر، والتراب يذبل عشبه وشجره، والطير كاد ينقرض”.
وأردف سري الدين “دعونا ننظر مليّاً الى الهواء الذي نستنشقه قد أصبح غيوماً سوداء لا ماء فيها، والنهر الذي يروي زرعنا يجري فيه كل شيء إلاّ الماء فيَصِل الى البحر أسوداً حاملاً نفايات المعامل والمصانع سائلة وصلبة ومياه مبتذلة وبقايا ونفايات، أمّا البحر فأصبح بحراً من المأساة، شاطئ مهمل تتناثر عليه النفايات والجيف وتنبع منه مياه الاسنة، وبحر قلّت أسماكه فلم تعد الشباك تطعم الصيادين وما عادت المياه ترضي الغطاسين”.
وتابع سري الدين “دعونا ننظر اليوم الى الطبيعة ونقول بيئتنا وجودنا فلنحافظ عليها، لم نأت اليوم لنبكي على أطلال الشجر او نصلّي للمطر، بل جئنا نقول أن النسيم لا تستقدمه الصلوات بل أوراق الشجر، فكي لا تلحقنا لعنة الأجيال فلنضع الإصبع على الجرح ونوقف هذا النزيف ونوقف زحف الصحراء إلينا”.
وختم سري الدين قائلاً “ان أجدادنا أورثونا لبنان أخضر فهل نترك وطناً يتصحّر؟ فإذا كنا بإمكانياتنا المتواضعة لا نستطيع تعويض الطبيعة ما خسرته، دعونا نحافظ على ما تبقّى وننطلق لواقع أفضل ولنزرع اليوم أرزة تكون حرفاً أخضراً في رسالتنا الى هذه الأرض”.
ووزّعت الأمانة شتول الأرز على الحاضرين.