رعى رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب حفل تخريج طلاب معهد “المسار” للعلوم والمهن، في قرية الساحة، طريق المطار، وألقى كلمة تضمّنت مواقف عدة حول طاولة الحوار والمخطوفين على الحدود السورية – التركية، والحكومة وخطة النهوض وقانون الانتخاب والوضع السوري، فحصر حديثه في السياسة مستهلاً حديثه بهزيمة الجلاد في مثل هذه الأيام في العام 2000 على يد المقاومة، وبأن المشكلة “هي مع من تعود على سياق هذا الجلاد، إذ هناك أنظمة عربية وللأسف هناك بعض اللبنانيين تعودوا على سياقه، ومشكلتنا أصبحت معهم بعد هزيمة “إسرائيل”.
وتابع: كنا نعتقد بأن بعض الأنظمة العربية، وكل اللبنانيين سيكونون معنا في المواجهة المقبلة مع العدو في حال وقعت، فإذا بنا نفاجأ بأن هؤلاء الناس ربما بعضهم يحاول الانتقام من عدو هزيمتهم، هذه هي المشكلة التي نعاني منها اليوم.
وأضاف: “ربما شجعنا نحن كفريق على طاولة الحوار التي عقدت اليوم، اعتقاداً منا أن كل اللبنانيين يجب أن يكون لديهم إجماع على ضرورة دعم المقاومة، والالتفاف حولها خاصة في هذا الظرف الحالي الذي تُرسَم فيه حدود دول، وتُغَيّر جغرافيتها، ونحن بأمس الحاجة الى أن نقوي سلاح المقاومة لكي لا يواجه لبنان، الضعيف في هذه المعادلة الأميركية والدولية مصيراً لا نريده له، لذلك نحن نجلس كفريق على طاولة الحوار وكلنا أمل أن يتنبّه بعض اللبنانيين الآخرين الى أهمية أن يكون لدينا مقاومة قوية، وأهمية تعزيز سلاحها، فإذا كانوا آتين الى هذه الطاولة وصادقين في بناء استراتيجية دفاعية تقوم على تعميم تجربة المقاومة بأن تصبح هذه الدولة كلها تنهج نهج المقاومة لأن الدولة كانت مهددة من هذا الكيان الغاصب منذ قيامه، فإذا كانت هذه الروحية، نستطيع أن نصل الى مكان، ولكن إذا كانت الخلفية هي خوض معركة نيابة عن “إسرائيل”، وعن الأميركيين، أعتقد بأن طاولة الحوار ستنتهي بعد فترة بدون نتائج ويكون ما نقوله قد أصبح أمراً واقعاً بأن هناك مشروعين في لبنان: مشروع مقاوم عربي وآخر يتغذى من الدعم الإسرائيلي والمطلوب أن يُهزم مشروع من هذين المشروعين.
وتابع وهاب: هناك موضوع يثير اليوم اهتمام كل الناس، هو موضوع المخطوفين اللبنانيين في المنطقة الحدودية السورية – التركية، وسمعتم الكثير من التحليلات والأخبار والتوقعات، واليوم سأدخل مباشرة الى الموضوع، هؤلاء المخطوفون هم في عهدة المخابرات التركية بشكل مباشر أو غير مباشر، فلنتفق بصراحة على هذا الموضوع: تركيا هي المسؤولة عن سلامة هؤلاء الناس لأن هذه العصابات المسلحة لا تستطيع أن تؤمن حماية 11 مخطوفاً طيلة هذه المدة على الحدود التركية من دون معرفة المخابرات التركية وأجهزتها، لذلك فليعلم الجميع أن المطلوب هو عودة هؤلاء سالمين الى أهلهم لأن احتجازهم لن يوصل الى مكان في السياسة، لذلك يجب أن يعلم الجميع وخاصة القادرين على إطلاق سراحهم بأن يدنا طويلة في حال فشلت الجهود لإطلاق سراح هؤلاء الناس ويجب أن لا يطمئن أحد الى أنه يستطيع أن ينجو بفعلته في حال تعرض هؤلاء للسوء، مشيراً الى أن هناك “دول تقف وراء هذا الموضوع وليس أفراداً كما يحاول البعض أن يصور، هناك دول تحاول أن تقف وراء هذا الموضوع وحتماً الجميع سيدفع الثمن إذا لم يعد هؤلاء أو إذا تعرضوا الى أي أذى.
وتابع: الأمر الآخر الذي أريد أن أتحدث به هو موضوع الحكومة الحالية وأعرف بأن ربما تلاميذ هذا المعهد وأهاليهم هم من بيئات ربما جبلية قروية ومن بيئات محرومة تاريخياً وهي بحاجة الى خطة حكومية جدية للنهوض بالوطن، الآن، توصل فريقنا على الأقل الى اتفاق داخل الحكومة على “التقليع” في العمل الحكومي بعدما تعرضت هذه الحكومة لتعطيل داخلها من قبل بعض الأطراف الذين كان لهم حسابات بأننا غير مضطرين الآن بإعطاء شيء بما أن الوضع السوري سيتغيّر قريباً والمسألة مسألة أسابيع فلننتظر، وعندما وجدوا أنهم سينتظرون سنوات على الوضع السوري والنتيجة قد لا تكون لصالحهم وحتماً لن تكون فقرروا السير في هذه التسوية وفي كل الحالات نتمنى أن تنتج هذه التسوية إصلاحاً جدياً إدارياً وقضائياً وأمنياً وتعيينات إدارية جدية، واهتماماً جدياً بقضايا الناس وخاصة اهتماماً بالمناطق المحرومة، إذ ليس لبنان كله سوليدير أو ما يحيط بها، هناك مناطق شاسعة محرومة من عكار الى الجنوب الى بعلبك الى الجبل وكل المناطق، يجب الاهتمام بها ويجب أن تعطيها هذه الحكومة الأولوية، فدعونا ننتظر ولنحكم على النتائج بعد شهر أو شهرين، عندها تكون الكثير من الأمور قد أنجزت، ومنها الموازنة، وقانون الانتخاب الذي هو موضوع أساسي للدخول في موضوع الإصلاح السياسي في لبنان ونحن كفريق سياسي نصر على قانون النسبية وسنتمسك به، وأعتقد بأن النسبية ستمر في مجلس الوزراء رغم اعتراض البعض.
وتمنى وهاب على بعض المعترضين على النسبية أن يراجعوا حساباتهم وأن يعرفوا بأن النسبية على المدى الطويل أفضل من القانون الأكثري وأن من يتمسك بالقانون الأكثري حتماً سيندم على هذا التمسك لأن في القانون الأكثري كما تمارس هيمنتك اليوم على الآخرين، فالآخر يستطيع في الغد أن يمارس هيمنته عليك، متمنياً أن يمر قانون الانتخاب على أساس النسبية التي هي بداية وهي مدخل أساسي للإصلاح في لبنان.
وعن الوضع في سوريا قال وهاب: لدى الجميع أسئلة حول هذا الموضوع نتيجة كل ما يحصل، أقول لكم طالما سوريا هي في الموقع الداعم للمقاومة فهي لن تسقط وستستطيع أن تخرج من محنتها عبر دعم قوى جدية على مستوى العالم والمنطقة.
وأضاف: صحيح أن المعركة صعبة، ولكن عليكم أن تدركوا بأن هناك شيئاً تغيّر على مستوى العالم، هناك لعبة جديدة على مستوى العالم بدأت تتشكّل وهذه اللعبة تحاول فرملة كل الاندفاع الأميركي الذي شهدناه منذ غزو العراق وحتى اليوم.
وختم وهاب: سوريا اليوم تدفع الثمن من أمنها واستقرارها وحياة أبنائها وجنودها وضباطها ولكن هؤلاء الناس يرسمون خارطة جديدة على مستوى المنطقة والعالم ستغيّر الكثير من الأمور ولكن المهم بأن سوريا لم ولن تسقط ومن ينتظر سقوطها سينتظر طويلاً.
كما توجه وهاب بالشكر الى إدارة معهد المسار وأهالي الخريجين الذين هنأهم على نيلهم شهاداتهم، متمنياً أن تساهم هذه الحكومة التي نشكل نحن أكثرية فيها في تأمين فرص العمل لكل اللبنانيين.
**