أكد رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب أن أمن الجبل خط أحمر والجميع متفقون على أن سلامة الجبل أهم من كل شيء ولا أحد يقترب منه، لافتا الى أن كل خطوط التماس بالجبل ستبقى مبردة وهذا أمر محسوم ومن يلعب بهذا الموضوع سيدفع الثمن، دون أن يلغي هذا الأمر الاختلاف السياسي.
وأشار وهاب في حديث لقناة الـ “أن.بي.أن”، ضمن برنامج “آخر كلام” مع الزميل عباس ضاهر الى أن الوقت الذي يأخذ فيه شخص واحد موقفاً عن جميع الدروز قد انتهى، ومن اليوم وصاعداً علينا أن نلتقي مع المشايخ والقيادات الدرزية ويتم اتخاذ قراراً جماعياً وموفقاً جماعياً وإذا كان موقفاً ضد سوريا فأنا أول من يلتزم ، لكننا لن نقبل أن يعود ذلك الوقت تحت أي ظرف، لأننا مؤتمنون على حياة ومستقبل الدروز ولا يجوز أن نحملهم من جهة الى جهة كلما أراد أحد ذلك، لافتاً الى أن غيابه خلال الفترة السابقة كان لإعطاء الوقت للتنظيم الفعلي على الأرض، مشيراً الى الاستحقاقات النيابية واستحقاق المجلس المذهبي الدرزي الذي يتم التنسيق به مع كافة الأطراف السياسية الدرزية والمشايخ العقلاء الذين أثبتوا عن تعقل أكبر وأوزسع من السياسيين، موضحاً أن الاصطدام بالحزب الاشتراكي هو خط أحمر.
وأضاف نحن قادرون على حماية الجبل وليس هناك أي غطاء سياسي على أحد فيه على عكس المناطق اللبنانية الأخرى لافتاً الى إهمال وتجاهل السياسيين للوضع الأمني في الشمال والتسيب وعمليات الخطف وما يجري في اليمونة لم يكن إلا رد فعل على ما وصل إليه المواطنين من سوء معيشة إثر تأخر الدولة عن تأمين المزروعات البديلة بالرغم من أن الأموال لتأمينها قد صُرفت.
وعن موقف رئيس الجمهورية بطلب تسطير استنابات قضائية بحق آل المقداد قال وهاب :”سليمان وصل له تقرير عن محاولة اغتيالي من أحد الأجهزة الامنية ولكنه لم ياخذ أي موقف ولم يطلب من الأجهزة الأمنية التحرك والتحقيق، ولم يأخذ موقفاً من حادثة الصحافي جوزيف أبو فاضل الذي كاد أن يموت ولم يطلب من الأجهزة الأمنية التحقيق”، موضحاً أن التفتيش القضائي بحاجة لمن يفتشه.
ودعا وهاب الوزير شكيب قرطباوي الذي أثنى على مناقبيته الى الإسراع في ملف التعيينات القضائية، لأن القضاة الموجودين لم يعد باستطاعتهم اتخاذ القرارات، واصفاً الدولة اللبنانية بأنها دون ركاب.
وحول استهداف الجيش أوضح وهاب أن لا أحد يريد الجيش لأنهم لو أرادوا وجوده لأمنوا له الدعم المادي والعديد والعتاد، ولكن ذلك لن يحصل لأن أي سلاح يشكل خطراً على الجيش الإسرائيلي لن تقدمه لنا الولايات المتحدة الأميركية، لافتاً الى أن من يريد إنشاء الدويلات في لبنان هم من يهاجمون الجيش اللبناني، وهم مَن يتكلمون بلغة الطوائف وليس بلغة الوطن، مثنياً على كلام الرئيس بري في ذكرى اختفاء موسى الصدر بأنه كلام مسؤول وليس تحريضياً.
وأكد وهاب ان الجيش اللبناني يستطيع أن ينهي ما يجري في طرابلس بساعات إذا اأطي الضوء الأخضر من السلطة التنفيذية المعطلة حالياً، لافتاً الى أن هناك “خطة موضوعة لتعطيل الجيش اللبناني”.
وعن خلافه مع السفير السوري في لبنان قال: “المهم أن تربح سوريا في معركتها الكبيرة”، لافتاً الى أن “الفريق الآخر يريد أن يضربنا بعد سقوط النظام في سوريا ولكننا نؤكد لهم أن سوريا لن تسقط وبشار الأسد لن يسقط وأنتم لا تستطيعون ضربنا”.
وتابع: لا يوجد حرب أهلية في سوريا والرئيس الأسد يعطي تعليماته يومياً الى الجيش السوري لحد أدنى في المار والضحايا لافتاً الى أن جزءا من المعركة الأساسية العسكرية انحسم والباقي سينحسم، موضحاً أن هناك إعادة تقاسم نفوذ على كل المنطقة، ومحاولة لتحسين الشروط وهو ما يحصل اليوم في سوريا.
وأضاف وهاب: لا إمكانية لتسوية في سوريا إذا لم يكن هناك تسوية دولية في الشأن السوري لأن أميركا وحلفاءها لا تتعاطى بالعواطف بل بالمصالح وحتى الآن كل المحاولات فشلت في سوريا، لافتاً الى أن المنطقة ذاهبة الى مشروع تفتيت وسوريا الوحيدة هي التي تقف في وجهه.
وحول موضوع الشمال أوضح وهاب أن ما يجري في الشمال هو مسؤولية الجميع لافتاً الى وجود قوى سياسية في الشمال تعمل على زجه في معركة ليست معركته.
وفي ما يتعلق بضبط الأمن في الشمال أوضح وهاب أن لا أحد يستطيع الأمن هناك لأن في الشمال وبالتحديد في باب التبانة هناك قوى غير ممسوكة أمنياً أو حزبياً، متسائلاً: “هل يستطيع النائب محمد كبارة أن يضبط الزعران في الشارع الطرابلسي؟”،
وعن قول رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه ينتظر اتصالاً من الرئيس السوري بشار الأسد قال وهاب: “أحسد الرئيس الأسد على الصبر الموجود لديه، مذكراً أن الجميع كان يقف “بالصف” لدى غازي كنعان في عنجر”.
وكشف أن الدولة اللبنانية تحركت باليمونة وقامت بتلف الحشيشة دون تامين أي مورد آخر للعائلات بناء على إشارة أميركية جعلت كل أجهزة الدولة تتحرك.
وأكد وهاب أن السوريين في لبنان ضيوف وأمانة لدينا، لافتاً الى أنه ضد خطف أي شخص لأنه معارض للنظام السوري إلا أنه هناك العديد من السوريين الذين يقومون بنشاطات إرهابية وهؤلاء يجب توقيفهم ومتابعتهم من قبل الأجهزة الأمنية”.
وتابع: نحن لن نستعمل محور المقاومة لتفجير الساجة الداخلية في لبنان، لأن المقاومة تطرح معادلة حماية لبنان وهذا ما أكده الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، في حين أن الخصم يتحرك بأجندة وآلية أميركية.
واعلن وهاب أن العميد ماهر الأسد بخير.
وحول ما يحصل في لبنان رأى أن ما يجري هو صدى لمؤثرات خارجية بالرغم من وجود قرار دولي بعدم تفجير الوضع في لبنان ولكن هذا لا يعني أن لا تفلت الأمور عن السيطرة لأن البعض أدخل لبنان بالحسابات الإقليمية، وأضاف: “بعض العرب يعتبرون أن بقاء الأسد هو ضربة كبيرة لهم وزوالهم”، لافتاً الى أن الجميع عرف أنه يستحيل سقوط النظام في سوريا والحرب لا تزال مستمرة بسبب الحقد عليها.
وحذّر وهاب من قيام المنطقة العازلة بين الحدود التركية والسورية لأنها ستؤدي الى إعلان حرب وبمجرد حصول هكذا أمر فإن آلاف الصواريخ ستسقط على تركيا والحرب لن تقتصر على سوريا وتركيا بل ستتعداها الى المنطقة كلها.
ونفى وهاب ما قيل عنه يغازل السعودية وكل ما قام به هو أداء واجب اجتماعي مثله مثل الآخرين.
وحول ما يجري في سيناء، أوضح وهاب أن الرئيس المصري محمد مرسي هو أمام اختبار لافتاً الى وجود مصلحة إسرائيلية كبيرة في مصر كما أن هناك محاولة لجر حماس إليها متمنياً على حماس أن تبقى كما “عهدناها وأن لا تدخل في المؤامرة الإسرائيلية الجديدة التي تهدف الى الانسحاب من 45 % من الضفة الغربية وتسليمها لحماس.
وخشي وهاب توجه المؤامرة الإسرائيلية الى الأردن داعياً الى الوقوف الى جانب القوى القومية الحية في الأردن ودعمها لدحض تلك المؤامرة.
وكشف عن وجود قرار دولي كبير بأن الدول المحيطة بفلسطين لم تعد تناسب الكيان الصهيوني ليستمر في العيش لذلك يتم القضاء عليها من خلال التفتيت وهذا ما حصل في اليمن والسودان ويعمل عليه في سوريا، متسائلاً: من يمنع الفتنة؟ مشيراً الى رفض محور المقاومة الدخول في مشروع الفتنة في حين أن مشروعاً آخر يمولها ويدعمها بالسلاح.
وحول الملف النووي الإيراني والتهديدات الإسرائيلية، أكد وهاب أن “إسرائيل” لن تستطيع شن الحرب وحدها ضد إيران وإذا تدخلت أميركا في تلك الحرب سترد إيران بشكل قاسٍ، لافتاً الى أن أحداً لا يستطيع إيقاف الملف النووي الإيراني لأنه معد سابقاً، مشبهاً ضرب إيران بيوم القيامة، لأن الحرب ستكون دولية.
وحول قيام الديمقراطيات على حساب الدكتاتوريات في لبنان كما حصل في العالم العربي دعا وهاب الى تحقيق الحريات الاجتماعية في البدء لافتاً الى وجود توازن قوى داخلية في لبنان لا يمكن تجاوزها لأن تجاوزها يعني حرباً أهلية.
وختم وهاب حديثه في أنه لا يمكن الاستخفاف بالمقاومة في أي ظرف إقليمي أو دولي، مؤكّداً أن لبنان دخل بالمحظور.
*