لعل من ابرز نتائج مؤتمر “جنيف 2″ بحلقتيه الأولى والثانية استمرار مسلسل الارهاب والقتل الشامل للجماعات المسلحة بحق الشعب السوري ،حيث بلغت الخسائر البشرية أرقاما مجنون وتجاوز التنكيل كل حدود بعد الاعتداء على المواطنين من قبل العناصر التكفيرية, ثم تطورت الأمور نحو ابراز سياسة قمعية وبحماية مباشرة من “المافياوي” الاخضر الابراهيمي الذي يعمل وفق اجندة اميركية تمنع من إصدار مجرد قرار على الورق يدين الارهاب في سوريا إدانة لفظية ليس إلا.
أما موقف نبيل العربي رئيس ما كان يعرف يوما بالجامعة العربية فقد اتسم بنفاق عظيم وابتعاد تام عن الأخلاقبعد ان اتخذ موقفا متخاذلا سيسجله التاريخ بكل بشاعة, وهو موقف متخاذل مرائي ومنافق, ليس على المستوى السوري فحسب بل على المستوى العربي ككل, وكذلك تفعل جميع دول الغرب وحلف الناتو وهم يتابعون الارهاب التكفيري بمتعة غريبة, ويتفرجون على تدمير سورية حجرا على حجر, ويساهمون مع “داعش” وجبهة “النصرة” في تشييد أركان المجزرة البشرية المهولة القائمة حاليا, أما الاسلحة الخليجية الفتاكة التي تقصف على صدور المدنيين من الأطفال والنساء فهي فضيحة دولية شاخصة في عصر ما يسمى بحقوق الإنسان, وهو الشعار المنافق الذي لا وجود له إلا حين يتعلق الأمر بالإنسان الغربي عندما يتعرض لإرهاب فإن المعايير تختلف بالكامل, أما الإنسان السوري فيبدو أن ضمير العالم الحر قد مات وتجمد وعيونه أصابها العمى.
ليس مفهوما ما يحدث حاليا من تراجع أميركي مريب عن كل التعهدات السابقة بعد احداث الحادي عشر مكن ايلول بملاحقة الارهابيين وإسكات بنادقهم وصواريخهم الجبانة. وهو التعهد الذي تم التراجع عنه مع أول انعطافة في الحالة السورية.
لقد استفاد “الائتلاف الوطني” أكبر استفادة من مؤتمر جنيف عبر استمرار خططه التدميرية ا والإيقاع بأكبر الخسائر البشرية, على الرغم من التقهقر الميداني على الأرض, كما دخل المؤتمر بعقلية مراوغة وفظة بهدف المناورة وإطالة الوقت وكسر إرادة الشعب السوري عبر الرعاية الغربية للوفد السوري المعارض وشبكة التغطية الاعلامية التي تم تأمينها له ؟ وإلا فهل لا تعرف الادارة الاميركية بأن وفد “المعارضة” لا يتمتع بأي ثقل لأي إجراءات مستقبلية تجاه المواطن السوري ووجوده؟ ألا يعرف الاخضر الابراهيمي بأن احمد الجربا مجرد برميل من براميل الديبلوماسية المراوغة وكذلك الوفد الهزيل المرافق له والذين لا يمكنهم خلع أحذيتهم وسراويلهم من دون رغبة معلميهم وإرادتهم؟ حول أي مستقبل سوري موعود يتفاوض الابراهيمي مع مفاوضي “المعارضة”؟ ومن يدير حقا دفة المفاوضات؟ الجواب بكل تأكيد يعرفه الأخضر الابراهيمي المتمتع برواتب عمالته وأجور مفاوضات يعلم علم اليقين بأنها عبثية ولن تفضي لشيء أوتحقق أي اختراق حقيقي بما يؤدي لتغييرات ميدانية على كل المستويات.
ما يحصل مجزرة بشرية مروعة وأمام عيون العالم, كما أن الادارة الاميركية وعها دول غربية وانظمة خليجية تقدم شهادة حسن سير وسلوك لأبشع الجماعات الارهابية في العالم, وهي حالة غير مسبوقة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية, وحيث تقتل الشعوب بالجملة بينما يتم السماح لجلّاديها المجرمين باستكمال المهمة بكل برودة أعصاب وغض النظر عن تحالفاتها وملفاتها الشيطانية الخبيثة.
لقد سقطت على أعتاب المجزرة السورية كل شعارات الغرب حول حرية الشعوب, وأثبتت السياسة الأميركية قدراً كبيراً من التوحش والأنانية والتراجع, وهو ما سيكون له تداعياته المباشرة على طبيعة ردود أفعال الشعوب المظلومة.
^