في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة من مصير لبنان ،والحافلة بالتفجيرات الارهابية ولعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة ، لم يعد مقبولا ترك البلد معطّل المسار وغامض المصير لمجرّد عدم قدرة الرئيس المكلف تمام سلام تشكيل حكومة تساهم قدر الامكان في فك الخناق على البلد والشعب بدل المقامرة بهما لحساب مشاريع خارجية قائمة على مجموعة ترهات وهلوسات تفسيرات وتأويلات تكفيرية ، فمشهد توقيف الارهابي نعيم عباس وتفكيك السيارة المفخخة في كورنيش المزرعة كان انجازا أمنيا كبيرا يضاف الى سجل المؤسسة العسكرية الحريصة كل الحرص على امن البلد وسلامة مواطنيه.
من غير الجائز أن يبقى لبنان رهينة معارك “داعش” وجبهة ” النصرة” في سوريا ، وقد بات مكشوفاً لكلّ اللبنانيين أن وكلاء هذه التنظيمات الارهابية في لبنان مرة تلو الأخرى يعطلون ويأخذون نهوض لبنان دولة ومؤسسات وأمناً وأماناً ويقامرون بها لرسم حدود الدولة الاسلامية في بلاد العراق والشام في المنطقة!!
كلّ هذا يستدعي أن ينهض رئيس البلاد بأعباء دوره ومسؤولياته الوطنية بالاسراع في تشكيل حكومة جامعة ،دون اقصاء احد ،بعيدا عن المناكفات ودون التلطي وراء خديعة المداورة على صعيد توزيع الحقائب حفاظا على
أمن لبنان ووحدته واستقراره وسلامة أراضيه أمام خطرٍ تكفيري حقيقي وداهم.
لقد بات لبنان يشبه تماماً مشهد السيارة المفخخة في كورنيش المزرعة، مرآب كبير للسيارات وكلّه مفخّخ والحاجة باتت ملحّة إلى “وثيقة وطنية” جامعة ،فاللبنانيون ضاقوا ذرعاً بحال نشر الذعر بينهم، وضاقوا بأخبار الانتحاريين والتفجيرات ،وتسلل الجماعات التكفيرية الى لبنان .
البلاد لم تعد تحتمل وليتحمّل الجميع مسؤوليتهم أمام الشعب والوطن والتاريخ، ولا يخافنّ أحد الجماعات التكفيرية فهم أضعف بكثير من ممارسة ترهيبه على اللبنانيين مجدداً فهو منشغل بإفناء المواطنين في حروب عبثية بشعارات واهنة وحجج وهمية .
^