لفت رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب الى أن علاقته بالشهيد اللواء وسام الحسن قديمة، إذ تعرف عليه في قصر الرئيس الراحل رفيق الحريري عندما كان يعمل في المجال الصحافي وكان من أول الأشخاص الذين تعرّف عليهم في ذلك الوقت بالإضافة الى النائب نهاد المشنوق، إلا أن هذه العلاقة انقطعت بين عامي 2005 و2006 بعد اغتيال الرئيس الحريري لتعود فيما بعد حين “قدم له الشكر لإعلامه عن محاولة لاستهدافه في إحدى المناطق اللبنانية أثناء عودته من سوريا.
كلام وهاب جاء في حديث لتلفزيون الـ “أو.تي.في”، ضمن برنامج “بلا حصانة” مع الزميل جان عزيز، استهله بتقديم التعازي الى عائلة الشهيد الحسن الصغيرة والكبيرة من قوى الأمن الداخلي، ولأنصار الحسن، وهنأ وهاب اللواء أشرف ريفي على العمق الذي تحدث به عن العلاقة التي تربطه باللواء الحسن.
وأكّد وهاب أن اللواء وسام الحسن لم يقفل يوماً الأبواب في وجه أحد، و “كنت أتكلم معه عن قناعاتي”، لافتاً الى أن “رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن كان يتكلم بحسرة عن سوريا وعن حزب الله”، والى أن “كان لديه مشروع وهو مصالحة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والنظام السوري”، ما قد يؤدي الى إيجاد صيغة مع “حزب الله” لإنقاذ البلد.
ولم ينكر وهاب انتقاد الحسن لبعض ممارسات “حزب الله” إلا أنه لم أسمع الحسن يتكلم يوماً بالسوء عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”.
وتابع وهاب: اللواء الحسن “كان إنساناً، ولم يستعمل يوماً موقعه للاعتداء على أحد على عكس الأجهزة الأخرى التي كانت تركّب بعض الملفات للأشخاص المعادية للرئيس الحريري، لافتاً الى أنه “كان يتصرف بموضوعية وإحترافية مشهود لها على الرغم من الاختلاف السياسي معه”.
واستذكر وهاب كلام اللواء وسام الحسن عندما كان يطلب منه دائماً بأن يترك ما يسمى “بشعرة معاوية” بينه وبين الرئيس الحريري عندما يذكره في طلالاته الإعلامية، لافتاً الى أن لدى اللواء الحسن “شبكة علاقات كبيرة جداً ولكنه كان كتوماً في هذا الأمر”.
واعترف وهاب بأنه عرف من الحسن “أن هناك 13 شخصاً في “حزب الله” متهمين باغتيال الحريري”.
وحول أسرار الحسن التي ذهبت برحيله، أوضح وهاب أن أحدها هو الدور اللبناني في سوريا وكان لدي رأي بأن لا مصلحة للبنان بما يجري اليوم في سوريا.
ثم عاد وهاب وأكّد عودة العلاقات بين الحسن و”حزب الله”.
وتابع وهاب: “النائب جنبلاط أذكى من أن يخرج اليوم من الحكومة، لأنه يعرف أنه لا يمكن تشكيل حكومة أخرى والأخيرة باقية حتى الانتخابات 2013 التي من الممكن أن لا تحصل على أساس القانون الـ 60”
وحول الوضع في سوريا أكّد وهاب على وجود معارضة محترمة وجدية في البداية ولكنهم يمكثون في منازلهم اليوم بعد أن تحولت الثورة الى ثورة لصوص وشبيحة، والنظام السوري اليوم يعالج ما يجري.
وحول اغتيال اللواء الحسن بهذه الطريقة البشعة أوضح وهاب أنه “كي يسقط وسام الحسن بهذه الطريقة، هناك قوى تخلت عنه لافتاً الى أنه “لا علاقة للنظام السوري بتلك الجريمة”.
وتساءل وهاب مَن هو الجهاز الذي خرق أمنه؟ بالرغم من أن لدى الحسن “أحدث الأجهزة وإمكانياته غير طبيعية، لافتاً الى أنه “من الصعوبة تحضير عملية ممائلة خلال 24 ساعة، موضحاً أنه يجب البحث عن الأجهزة الحليفة، متسائلاً: هل انتهى اليوم دور اللواء وسام؟ لافتاً الى وجود خطوط حمراء في بعض الدول لا يمكن تخطيها وقد يكون اللواء الحسن تخطاها.
ولفت وهاب الى أن تحديد الجهة المتهمة بتنفيذ العملية “وحده التحقيقات والقضاء يحددانه، خاصة مع وجود عدة خيارات وجهات متهمة بهذه الجريمة منها: الموساد الإسرائيلي أو السلفيين أو غيرهم، مؤكّداً أن اللواء الشهيد الحسن يشكل ضمانة وغطاء ورمز لأهل السنة، وأن اغتياله لا يمكن أن يؤدي الى فتنة والتي لم ينحجوا حتى اليوم في تأجيجها، وذلك يعود الى موقف “حزب الله” الثابت بعدم الانجرار وراء الفتنة.
وانتقد وهاب ما صدر اليوم من كلام خلال الاعتصام في الوسط التجاري بأن الربيع العربي بدأ اليوم في لبنان متسائلاً: مَن كان على علاقة بالقذافي وبحسني مبارك؟ وقوانين الانتخابات لمن صُنعت في لبنان بالسابق؟ لافتاً الى أنهم لم يقتنعوا حتى اليوم أن الإخوان المسلمين لا يمكن أن يتولوا الحكم، واصفاً الإخوان بالعملاء والجواسيس الجدد.
المسألة في سوريا طويلة وهناك “كربجة” في الموقف الدولي ظهر في ثبات الموقف الروسي، لافتاً الى وجود تحالف روسي- سوري في العام 2007 من خلال تفاهم وُقع بين الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الأسد.
ونصح وهاب السوريين بفتح الإعلام أمام ما يجري اليوم في سوريا، موضحاً أن الأميركيين والأوروبيين انسحبوا من موضوع سوريا والتركي كان واضحاً بطلبه إيجاد مخرج له من الأزمة والقطري من الواضح أن الإخوان المسلمين له تأثير كبير عليه.
وأكّد وهاب أنه لا يمكن أن يحدد دور الرئيس سعد الحريري في الأزمة بسوريا، لافتاً الى أن المنطقة بشكل عام ولبنان بشكل خاص أصبح مفتوحاً، مؤكّداً ضرورة الإبقاء على الحكومة وعدم إحداث فراغ في المرحلة الراهنة.
وأوضح وهاب: أن اللواء الحسن كان مؤمناً بالناس وبالوحدة الوطنية ولا يقبل بتحويل هذه المناسبة الى فتنة لإعادة النظر بالشراكة الوطنية.
وحول دور الرئيس ميشال سليمان في ما يحصل من مشاورات لحل الأزمة أكّد وهاب أن الرئيس سليمان لم يعد وسيطاً نزيهاً، لافتاً الى وجود فريقين أحدهما سيربح.
وعاد وهاب ليؤكّد أن “المنطقة كلها على كف عفريت”، موضحاً أنه “على روسيا وأميركا رسم خارطة جديدة للمنطقة والإ الأخيرة ذاهبة الى حرب”.
وشدد وهاب على عدم سقوط سوريا متوجهاً الذين يفكرون بسقوط سوريا والرئيس بشار الأسد بقوله: “من يفكر بأن سوريا ستسقط فهو واهم، ومن يفكر بأن الرئيس الأسد في نزهة وسيرحل وبأن سوريا ستسقط فهو أيضاَ واهم”.
ودعا وهاب الجميع الى التريث والتفكير في لبنان متمنياً على المسؤولين إخراج لبنان من اللعبة الدولية وعدم المتاجرة به من أجل حفنة من المال.
وختم وهاب حديثه بأنه “على الدولة أن تسارع الى التفكير بالمواطنين الذين تضرروا من جريمة اغتيال اللواء الحسن وتأمين حاجاتهم خاصة وأننا على أبواب الشتاء”.
*