ما يدور في مؤتمر جنيف – 2 الذي أنطلقت أعماله يوم 22/1/2014، هو صراع بين الحق والباطل، بين مَن يعمل لمصلحة الوطن ويقاتل دفاعاً عنه وبين مَن يحاول تزييف الوقائع خدمة لمصالح أعداء سوريا، هيبة الأمم المتحدة على المحك الآن وهي حاضرة من الناحية النظرية، والحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان جعلوا منه سلعة يستخدمونها كغطاء وخداع للمجتمع الدولي.
لم نفاجأ بما نسمعه من مداولات جنيف – 2، فالسيناريو أعد مسبقاً وضابط الإيقاع الأميركي المتصهين، هو عراب المؤتمر.
في جنيف – 2 محطة جديدة وساحة جديدة لتحقيق ما عجز الأعداء عن تحقيقه طوال ثلاث سنوات من عمر الأزمة السورية، وكما خاب ظنهم، سيفشلون هذه المرة أيضاً من النيل من تطلعات كل السوريين الغيارى على وطنهم سوريا العروبة وأمتهم بأسرها.
يحاول أعداء سوريا تفسير مقررات مؤتمر جنيف – 1 على طريقتهم، يأخذون منها ما يشاؤون لتنفيذ مآربهم، ويتلاعبون بالكلمات والتفسيرات ويظنون أن العالم قد أصبح مسرحاً لهم.
لقد كان الوفد السوري واضحاً في مؤتمر حنيف – 2 وقالها واضحة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري: “لا يا سيد كيري، لا أحد في العالم له الحق بإضفاء الشرعية أو منعها عن الرئيس بشار الأسد، إلا السوريون أنفسهم، هذا حقهم وواجبهم الدستوري، وما سيتم الإتفاق عليه هنا سيخضع للإستفتاء الشعبي”، وكذلك قالها لوفد “الإئتلاف”: “إن مَن يريد التحدث بإسم الشعب السوري يجب ألا يكون خائناً للشعب وعميلاً لأعدائه، إن مَن يرغب في التحدث بإسم الشعب، فليصمد ثلاث سنوات ويقاوم “الإرهاب”.
وعندما نظر وزير الخارجية السوري وليد المعلم بإتجاه وفد “الإئتلاف”، قال: “هل كل ما يجري في سوريا هو صناعة خارجية، لا، إن سوريين هنا في هذه القاعة ساهموا بكل ما يحدث، ونفذوا وسهلوا وشرعوا، كل ذلك على دماء الشعب السوري الذين يدعون أنهم يمثلون تطلعاته فانقسموا سياسياً مئة مرة”.
وأوضح الوفد السوري أن بعض الدول شاركت وساهمت بدورها القذر في حربها ضد سوريا: “إن ممثلين لدول ممن تضمهم هذه القاعة يجلسون معنا اليوم وأيديهم ملظخة بدماء السوريين، إن دولاً صدرت الإرهاب وشجعت وساهمت وحرضت، إن تلك الدول لم تنظر يوماً الى بيتها الزجاجي المهترئ قبل أن ترمي القلاع الحصينة، ومن دون حياء راحت تعطينا دروساً في الديمقراطية والتطور والتقدم وهي تغرق في الجاهلية والتخلف”.
وهناك دول فرشت أرضها للإرهابيين، تدريباً وتسليحاً، ونسيت أن السحر قد ينقلب على الساحر”.
وقدم وفد الجمهورية العربية السورية ورقة مبادئ أساسية وعرضها على طاولة المؤتمر، ورفضها وفد “الائتلاف المسمى “المعارضة”، ومن خلال عرض هذه المبادئ يتضح أن وفد الإئتلاف لا يملك أمره وهو مجرد ألعوبة من خارج المؤتمر او يتحرك من خلال بعض المندوبين من الدول التي شاركت في سفك الدم السوري ووفرت كل السبل لأدوات القتل والتدمير والإرهاب، وأبرزها ما جاء في ورقة المبادئ، احترام سيادة الجمهورية ووحدة وسلامة أراضيها وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة أراضيها المغتصبة كافة، ورفض أي شكل من أشكال التدخل والإملاء الخارجي بشكل مباشر أو عبر الوسائل الديموقراطية بعيداً عن أي صيغ مفروضة لا يقبلها الشعب السوري، وتمّ التأكيد بأن سوريا دولة ديموقراطية تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون واستقلال القضاء والمواطنة وحماية الوحدة الوطنية وحماية الحريات العامة.
وتمّ رفض الإرهاب ومكافحته ونبذ أشكال التطرف كافة والأفكار التكفيرية ومطالبة الدول بالإمتناع عن التزويد بالسلاح أو التدريب أو الإيواء أو المعلومة أو توفير ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية والتحريض الإعلامي على ارتكاب أعمال إرهابية، وعلى ضرورة الإلتزام بالقرارات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب.
وأكدت ورقة المبادئ التي قدمها الوفد الرسمي السوري على الحفاظ على مؤسسات ومرافق الدول كافة والبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وحمايتها.
من هنا يمكن القول، إن ورقة المبادئ هذه لا يرفضها أي سوري وطني، والسؤال لماذا رفض وفد الإئتلاف هذه الورقة؟ وعندما سيتم مناقشة التفسيرات الخاصة بمفردات مؤتمر جنيف – 1، عندها تكتمل صورة المشهد، وسيكون هناك موقف حازم من وفد الجمهورية العربية السورية الى مؤتمر جنيف – 2، والفشل سيكون من نصيب الولايات المتحدة وملحقاتها في المنطقة التي دفعت الى مؤتمر جنيف – 2 أدواتها، أولئك الذين باعوا وهانوا وفرطوا بالهوية العربية السورية، أولئك سيلعنهم التاريخ وستذكرهم الأجيال على أنهم كانوا عبيداً للإستعمار ومجرد أدوات رخيصة.
@@@