في الحرب الدائرة على الأرض السورية أشكال جديدة من الحروب، حرب بالوكالة من خلال أدوات مأجورة، وحرب بواسطة الإرهاب الوافد، وحرب استعمارية قذرة تأخذ شكلاً جديداً أيضاً، وهدف الحرب واحد هو إضعاف سوريا وتأمين أمن الكيان الصهيوني.
سوريا الأرض والشعب والهوية مستهدفة منذ ثلاث سنوات، الإرهاب يضرب في كل مكان، ودول إقليمية تتبع سياسة ممنهجة لنشر الفكر التكفيري الوهابي المتطرف وبتمويل موجّه على مستوى الوطن العربي والعالم أجمع، وهناك دول استعمارية تساهم بأدواتها وأفكارها الهدامة بغية تحقيق مصالحها وهي تستفيد من الحالة الراهنة، وهناك عصابات من قتلة ومجرمين تستبيح دم السوريين.
لكن سوريا تصمد وتقاوم الهجمة وهي عصية على الاختراق مهما كان عدد الأعداء وجنسياتهم، وتتبع أساليب وإيديولوجيا مدمرة وتستهدف الأرض والإنسان والمجتمع والهوية.
البعض يريد أن يرسم ملامح مؤتمر جنيف – 2 على الأرض وقبل إنعقاده، ويرى في الميدان وسيلة لتحقيق مبتغاه، وهناك عناصر متطرفة ومجرمة استفادت من حالة الفوضى السائدة وهي لا ترضى بأي تسويات سياسية، والمعادلة الناظمة في هذه الحال تقول: إن استمرار الصراع هو المخرج ولو استغرق وقتاً طويلاً، إنه صراع بين الخير والشر بين الحق والباطل بين أصحاب الأرض والهوية وبين شذاذ الآفاق وأعداء الإنسانية وتجار الحروب.
والسؤال، ما الحل؟ وجنيف – 2 هل هو العقدة أم الحل؟
نحن أمام إرهاب وافد وممنهج يستهدف الوطن والهوية ويستهدف الأمة في حاضرها وغدها ويحاول تزوير تاريخها، والمنطق يقتضي وضع الأولويات وحسم القضايا، الحل يأتي من خلال مكافحة الإرهاب وذيوله وارتباطاته، هذا هو المسار الأسلم للوصول الى نتائج وحلول جذرية وهو العنوان الأنسب لمؤتمر جنيف – 2، من هنا يدور الصراع على مؤتمر جنيف – 2 أيضاً، وهناك علامة استفهام كبرى حول بعض الأفكار التي تطرح أو يتم تداولها. البعض يتحدث عن تحقيق أهداف عجز عن تحقيقها من خلال الحرب المدمرة التي تشن ضد سوريا!، مثل “محاصصة” لا تخلو من شبهة طائفية، والبعض يتحدّث عن “بيئة سياسية” مهزوزة ومرتبطة خارجياً تبقي البلاد على حافة الهاوية دوماً، الأمر الذي يحتم ويقود الى مواجهتها بفرض واقع ميداني وإحالة كل ما ينتج عن جنيف الى الاستفتاء الشعبي، هذا مع معرفتنا بأن الشعب قال كلمته من خلال صموده وتضحياته وإصراره على مواجهة الإرهاب.
لقد استطاع الجيش العربي السوري أن يحقق إنجازات هامة في حريه على الإرهاب، وتمكّن من قلب المعادلات التي أرادها أعداء الأمة، تلك التي تستهدف سوريا لإضعافها وطمس قضية فلسطين.
إن أحد تجليات الحرب التي تشن ضد سوريا، هو الصراع على المنطقة من البوابة السورية وهي حرب إقليمية ودولية، وهو صراع بين محور المقاومة وجماعة الإرهاب بكافة أشكالها.
إذا كان هناك من مؤتمر جنيف – 2 أوغيره، مَن سيذهب إليه في هذه الحالة؟ إنها حرب على الإرهاب وهي لعبة الوقت والإرادة والعزيمة بإنتظار الحسم، أما الحل الحقيقي فهو ذاك الذي يختاره أبناء الشعب السوري فيما بينهم بالحوار البناء والاستفادة من تجربة مريرة كلّفت الكثير من الدماء والإمكانيات الإقتصادية والاجتماعية..