تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية امس، وأدّت إلى سقوط شهيدين في بلدة حانين وطريق وادي الحجير، فيما بقي ملف سلاح «حزب الله» هو الأكثر حضوراً على حلبة التداول السياسي والإعلامي، كمادة خلافية بين فريق يدعو إلى نزعه بأي وسيلة، وبين فريق يرى في ذلك تهوراً، وبين فريق وهو المعني بهذا السلاح، أي «حزب الله»، الذي لم يكشف بعد حقيقة موقفه من الطروحات الرامية إلى حصر السلاح بيد الدولة، فيما بعض الأصوات الحليفة له تتحدث عن استحالة تسليم السلاح.
كل كلام في الإعلام حول هذا الأمر، وكما يقول مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، «من شأنه أن يفاقم الخلافات ويوسع الهوة بين اللبنانيين، وبالتالي فإنّ الموقف الصائب عبّر عنه رئيس الجمهورية في خطاب القَسَم وأمام كل الموفدين، بأنّ هذا السلاح مرتبط حلّه بحوار داخلي، يفترض أن تتبلور معالمه في المدى القريب المنظور. وموقف المستويات الرسمية جميعها في لبنان خلف رئيس الجمهورية في هذا الأمر».
واستغرب المسؤول «استعجال بعض الأطراف لحسم أمر السلاح بأيّ وسيلة، وكأنّ هذا الامر ميسّر وسيحصل بين ليلة وضحاها»، وقال: «لن أسيء الظن، ولكن اسأل هؤلاء في أي كتاب يقرأون»؟
وقال: «ليس خافياً أنّ العنوان العلني الذين يحمله الموفدون، وتحديداً الاميركيون، هو انّ واشنطن تريد نزع سلاح «حزب الله» ليس فقط في جنوب الليطاني بل في كل لبنان، وإنّ المطلوب من لبنان هو اتخاذ السبل العاجلة ومن دون إبطاء لتحقيق هذا الامر، لكن ما ينبغي أن يُلحظ هو أنّ العناوين العالية السقف في الإعلام، سرعان ما تنخفض خلف جدران الغرف المغلقة، بحيث يأتي كلام واقعي ينمّ عن فهم ولو على مضض، لتعقيدات السلاح، وكذلك للخصوصية اللبنانية».
ورداً على سؤال عمّا قالته إحدى الشخصيّات القريبة من «حزب الله» بأنّ «أي عاقل يدرك أنّ «الحزب» لن يتخّلى عن سلاحه»، قال المسؤول الكبير: «الجواب ليس عندي، نحن خلف رئيس الجمهورية في ما يطرحه حول هذا الأمر، بأنّ السلاح يُبحث في حوار ثنائي بينه وبين «حزب الله»، ويحصل هذا الحوار عندما تتوفر ظروفه».
واستدرك المرجع قائلاً: «الأميركيون يريدون نزع سلاح الحزب «مبارح قبل اليوم»، ويعبّرون عن ذلك دائماً، في الإعلام وفي لقاءاتهم مع اللبنانيين وغيرهم، ولكن في رأيي أنّ الجواب المعبّر الذي كان في محله حول هذا الامر قيل صراحة للموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ومفاده «هذا الملف بمنتهى الحساسية، وإنكم في موضوع نزع السّلاح وطلبكم بأن يحصل ذلك فوراً، كمن يطلب من طفل يحبو أن يشارك في سباق الماراتون» .. انا شخصياً اعتقد انّ الأميركيين مقتنعون بهذا الجواب».
وتبعاً لذلك، خلص المرجع إلى القول: «الأولويات كثيرة إصلاحية وغير إصلاحية، ورئيس الجمهورية يقود هذه المسيرة، والحكومة بدأت الخوض في المسار الاصلاحي، ولكنّ الاولوية الملحّة حالياً هي وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من الاراضي التي تحتلها اسرائيل وخصوصاً النقاط الخمس».