أوضح الباحث في سياسة الشرق الأوسط الدكتور هادي وئام وهاب، في حديث لموقع “سبوت شوت”، ضمن برنامج “وجهة نظر”، مع الإعلامي رشاد الزغبي، أن “الناس ملوعة من الإقطاع والوراثة السياسية وأتفهم وجهة نظر البعض، لو كنت مكانهم لفكرت بنفس الطريقة، لكن في الحقيقة “قُمعت” من والدي سعيًا منه لإبعادي عن السياسة، لكنه لم ينجح، معرباً أنه يختلف في الرأي مع والده في العديد من الأمور وتقاطع في أمور أخرى ولكن النتيجة تكون مختلفة في مكان ما.
ورأى أن وئام وهاب صنع “brand” لايمكن أن أورثها ولا أحد يستطيع أن يورثها.
وأشار الى تغيير في عقليته اليوم بأن أصبح لا يقتنع بسياسة المحاور، والمحور الوحيد الذين يهمه هو محور لبنان، ومَن يلتقي معي على النهوض في هذا البلد سأكون معه، ومخطئ مَن يعتقد أنني أريد إلغاء “حزب الله” أو إذا ألغي “حزب الليه سيكون هناك بلداً”، موضحاً أن هناك حقاً مقدساً للشعوب وليس للزعماء”، داعياً لمشروع جدّي للنهوض بلبنان، لافتاً الى أن موضوع الفساد أساسي، مستشهداً بقول للإمام علي (ص) والشيعة يلتزمون في هذا الموضوع: “الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به وإثم القبول به”، لافتاً الى أن “حزب الله” أهمل الداخل اللبناني مقابل أولويات المقاومة، وهذا الخطأ الذي بدأوا يعالجونه، مثنياً على خطاب الحزب في موضوع اللبننة، محذراً استفزاز وحشر الشيعة بهذه الطريقة.
وحول العلاقة اللبنانية مع دول الخليج، تساءل وهاب أين أخطأت السعودية في لبنان؟ ولا أجد أي سبب لمهاجمة دولة قدّمت كل إمكانياتها لمساعدة لبنان، وما هي مصلحة في مهاجمتها وهناك أكير من 400 ألف لبناني يعملون في الخليج دون إقامة مشروع بديل، لافتاً الى أن ما يفعله اليوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السعودية نهضة غير طبيعية، وكذلك الأمر بالنسبة للإمارات وقطر، ونحن إذا نزلنا الى أي دائرة في لبنان لإتمام أي معاملة نتبهدل ومعالجتها بسيطة وهي المكننة.
وحول الإرث السياسي في الطائفة الدرزية، قال وهاب، لا تجوز المقارنة في هذا الموضوع، ولا يمكنني اليوم محاسبة شخص كوئام وهاب لم يصل الى السلطة فعلياً بل يمكنني محاسبة الممسك بالأمر الواقع ويمكن تحليل الأسباب التي أوصلتنا الى هنا، موضحاً أنه يحق لأي شخص يعمل بالشأن العام الانتقاد والمحاسبة، لافتاً الى أن الجيل اليوم مختلف والطرق مختلفة، ولكن إذا أردت أن تصنف أنت تقارن إقطاع ببيت طبيعي وأقل من عادي وأنا لا أمثّل إلا نفسي، وأنا لست بديلاً ولم أطرح نفسي لا بديل ولا زعيم وأرفض تلك الألقاب، موضحاً أن الإقطاع هو أشخاص انتدبهم الاحتلال العثماني وأعطاهم الألقاب وأصبحوا يأخذوا الجباية من الناس ويذلوا الناس لدفع ضريبة للسلطنة العثمانية، ونطرياً الإقطاع لم يعد موجوداً ولكن إذا أردت العمل في السياسة لا يحق لي فقط لأنني ابن هذا الشخص، أنا لدي أفكار ومشروع معيّن وإذا اعتبرت الناس أنني قادر على القيام بشيء فليكن وإذا لا هذا الخيار بيد الناس، لافتاً الى أن الإقطاع مازال موجوداً في الجبل موضحاً أن قوى الأمر الواقع مازالت تمارس الإقطاع بنفس العقلية ولم يتغيّر شيء، لافتاً الى أنه إذا أعلنت أي موقف سياسي في أي منطقة في الشوف تُقاطع وإذا كنت في وظيفة ما وأعطيت رأيك في أي موقف معاكس لقوى الأمر الواقع تطرد من وظيفتك، متسائلاً أين الإنماء في الشوف اليوم؟ وماذا أخذ الشوف؟، وماذا أخذ الدروز؟ وماذا أخذ لبنان؟ كمواطن أريد حقوقي لأعيش في هذا البلد بشكل طبيعي، مضيفاً ساخراً أنت تعرف أن وليد جنبلاط يشجع فرص العمل كثيراً، ألم تعرف أن الأسطول الأميركي سيتحرك الى شاطئ الرملة البيضاء وينفّذ إنزالات لاعتقال وليد جنبلاط بعدما انهزم نتنياهو واستسلم الشيخ موفق طريف أمام أبو تيمور!، ولأن الكوكب ما بيحمل 2 ايلون ماسك لذلك الأميركيون ممتعضون من وجود وليد جنبلاط الذي بات البعض يطلق عليه لقب “ايلون بيك جنبلاط” من كثرة مشاريع الإنمائية في الجبل والتخوف من إقامة مشروع بالذكاء الاصطناعي التي يفتتحها في الشوف أو أن يقوم مثلًا بإفتتاح “جنبلاط أو بيك تاور” لمنافسة “ترامب تاور”!، مشيراً الى معاناة طلاب الجامعة اللبنانية وطلاب المدارس الرسمية وكم شخصاً يبيع أرضه لتعليم أولاده ولبنان بلد يصدّر أجيالاً وعقولاً الى الخارج وفرص العمل قليلة بالرغم من بساطة الحلول.
ودعا وهاب الى إنشاء خطة للسير للتخفيف على المواطن اللبناني من اعباء ومشقة الازدحام يومياً، لافتاً الى أن التغيير اساسي لافتاً الى بروز التعددية في الجبل.
وحول الطائفة الدرزية في لبنان وسوريا، أوضح وهاب أن هناك ترابط عائلي بين الدروز في لبنان والدروز في السويداء ودروز 48 وهو ترابط طبيعي، ووليد جنبلاط فتح معركة غير موجودة، والإسرائيلي يقوم بمصلحته ولكن أين مصلحتنا نحن الدروز، لافتاً الى أنه بين مطرقة الإسرائيلي وسندان أحمد الشرع أختار السلام، ونحن لم ننكر العروبة، موضحاً أن وليد جنبلاط “مش درزي” ولا يوجد أحد من عائلته وقّع على “ميثاق إمام الزمان” الذي نعتقد به، وهو درزي على الهوية وزعيم على الدروز ويمثّل الأكثرية الدرزية بانتظار الانتخابات النيابية القادمة وقد يبقى كذلك، وهو سبق أن أعاد بناء مسجد شكيب أرسلان في المختارة ودعا الدروز للعودة الى الإسلام ببساطة لأنه يعيش ضياع وليس درزي!!، متسائلاً ماذا أعطى وليد جنبلاط للدروز وللشوف وللبنان؟.
في الموضوع الصحي دعا وهاب الى فتح تحقيقات بكل ما حصل سابقاً من استغلال لمال الدولة والنفوذ في المستشفيات، ماذا فعلوا لمرضى السرطان؟، وحل هذا الملف هو ببطاقة صحية وضمان صحي إلزامي وتفعيل هذه البطاقة بمبلغ بسيط، ولكن لا يمكنك ذلك مع وجود شركات التأمين.
وحول ترشحه للنيابة قال وهاب، لست مرشحاً مقابل أحد ولا أقبل هذا الطرح، ولست منافساً لأحد ولست مشروعاً كما يفكر البعض، والمشكلة اليوم في كثرة الوعود، موضحاً أن التغيير بطيء ويحتاج للوقت وعلينا البدء بأشياء صغيرة بحيث نبدأ بالتركيز على المدارس الرسمية والجامعات ويجب أن نبني جيلاً قادراً على التغيير، داعياً للتنافس على المصلحة، وإنشاء مشاريع في الجبل دون فرض خوات، ودون أن توضع رجال الأعمال في صناديق السيارات ودون استغلال النفوذ وممارسة الزبائنية، داعياً النائب تيمور جنبلاط لتسجيل موقف ومواجهة والده، وهناك خطأ يمكن تصحيحه وتيمور جنبلاط حتى اليوم لم يفعل شيئاً جدياً، ويجب على تيمور جنبلاط النيّة أقلها لخدكة الناس، إنتهى الحق المقدّس للزعماء لأن الحق المقدس هو للشعوب، لافتاً الى أن النظام هو أساس المشكلة ويجب الذهاب الى دولة مدنية.
وأكّد وهاب أنه حتى هذه اللحظة ليس مرشحاً الى الانتخابات النيابية، مجدداً تاكيده على أن المحور بالنسبة له هو لبنان والنهضة به والإنماء والحداثة.
وحول ما يجري في المنطقة والزلزال الحاصل فيها، رأى وهاب ان الخلاف الأساسي في العالم هو صيني أميركي والباقي تفاصيل، والخط المرسوم من روسيا مروراً بإيران للهند لأنتاركتيكا يريدها ترامب سداً بوجه الامتداد الصيني هذا هو العنوان العريض لما يحصل، وأرسل رسالة للإيراننين وبانتظار الرد لما سيحصل، معتبراً أنه رغم العناوين المطروحة من النووي والصواريخ البالستية والأذرع في المنطقة هناك الموضوع الصيني، وماذا سيحدث بين ترامب والإيرانيين في الموضوع الصيني؟ إذا أعطاهم الإيراني “كارت” الصين للأميركيين سيتم النقاش بالباقي وما قبل ذلك تفاصيل، مؤكداً أن ترامب يريد الاتجاه الى هناك ويريد الاستقرار في المنطقة أولاً التي فيها تنافس إيراني تركي إسرائيلي والسعودي اليوم بدأ يقوى ولكن التركي قطع الخط على الإيراني في سوريا فأصبح اليوم بمواجهة الإسرائيلي الذي تهمه مصلحته وحماية دولته وعودة المهجرين الى مستوطناتهم في الشمال ولكن عليه أن يختار أيضاً في النفوذ هل يريد التركي الذي قد يأخذ قواعد في تدمر وصولاً الى الجنوب ما يضعه في المواجهى اضف الى مواجهة إيرانية تركية، فالتركي قطع الخط على الإيراني كما أن هناك صراع تاريخي عثماني صفوي وبدأت العلاقة تتزعزع بانتظار ما سيحدث، لأن المشروع الأساسي المطروح في المنطقة هو الفيدراليات على كل الدول لبنان وسوريا والعراق.
وأضاف وهاب: الإيراني اليوم أمام خيارين، داعياً الإيرانيين لقراءة كتاب “ترامب” ليعرفوا ترامب كيف يفكّر، ترامب يريد رزق “ميت صاحبه”، وترامب بعكس ما الناس تعتقد هو يصمم ويخطط ويصل الى ما يريد، ويريد من الإيراني الموضوع الصيني ويريد النووي والصواريخ الباليستية والأذرع.
ولفت الى أن الخلاف الإيراني الأميركي وقع بعد 7 أكتوبر، وقبل ذلك لم يكن هناك خلاف فعلاً، كاشفاً أن قاسم سليماني قبل احتلال العراق لأفغانستان كان يرسل على الدوام خرائط ومواقع طالبان في أفغانستان للولايات المتحدة الأميركية، ما يظهر مدى التعاون الإيراني الأميركي في ذلك الوقت، ما يدل على أن هناك إمكانية للتعاون، كاشفاً أنه قبل أن يتم اغتيال الشهيد عماد مغنية بكم يوم كان قاسم سليماني على نافذة السيارة التي أرادوا اغتيال مغنية فيها، وأجّلت عملية الاغتيال حينها لأن ليس هناك قرار أو أوامر أميركية بقتل سليماني والأمر أتى لاحقاً، مؤكداً على وجود تعاون إيراني أميركي باتجاه الاستقرار في المنطقة، وإيران لديها براغماتية، معتبراً أن إيران لم ولن تتخلى عن “حزب الله” في لبنان.