أشار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في حديث لموقع “ليبانون أون”، مع الإعلامي مارون يمين الى أن عدد قتلى المجازر والمذابح الكبيرة في سوريا تجاوز الـ 10 آلاف قتيل، لافتاً الى وجود منظمات دولية وسفارات وأن كل الذين أتوا للقاء أحمد الشرع أتوا للاستكشاف عن مستقبل هذا الحكم وكيفية تفكيره، معتبراً أن المذابح أتت في توقيت غير مناسب رغم أن في اليوم التالي تمّ التعويض على المذابح بموضوع الأكراد، فإذا نُفّذ هذا الاتفاق ولكن جاء الاتفاق في توقيت غير مناسب له بالكامل، معتبراً أن لا مصلحة للشرع بما حصل، ولكن هناك الكثير من الفصائل لا يستطيع السيطرة عليها وهذه ستكون المشكلة الحقيقية في سوريا في المستقبل.
وأضاف وهاب: الكلام اليوم بأن هناك انتفاضة ما أو عمليات ما ولكن هذه العمليات أتت نتيجة الممارسات، معرباً أنه لو التزمت الفصائل بكلام الرئيس الشرع عندما أتى وتحدث عن المسامحة وبناء سوريا فلو التزموا بذلك وأوقفوا الممارسات في بعض المناطق في الساحل وحماه وحمص ودمشق في كل المناطق لافتاً الى وجود مجازر لا يعرفها أحد كاشفاً عن مصادرة 100 ألف بيت أكثرها في دمشف، موضحاً أن هناك جماعات لا تقيم وزناً لا للدولة ولا تعرف بأصول الدولة ولا بأصول الحكم، وأن لا أقول بأن يتحمل الشرع المسؤولية ولا مصلحة له في ذلك، لافتاً الى أن الشرع يريد أن يحكم ويقيم تسوية مع الجميع، متسائلاً على ماذا يمون؟ وما هي قدرته على تسويق أي حل؟.
ورأى وهاب أن سوريا دخلت في مرحلة عدم الاستقرار ولبنان في بطن سوريا، فكيف سيرتاح لبنان الآن، مجدداً رفضه لعدم تسليم سلاح “حزب الله” مؤيداً التسليح لتحمي الناس وحدها، فلا يمكنك حماية نفسك في هذا البحر من الفوضى، مشيراً الى أن 95 % من السُنّة في لبنان هم سُنّة معتدلين ويتبعون الإسلام الحقيقي، الإسلام المتسامح، الإسلام الذي يتعايش مع الآخر، وهؤلاء أيضاً خائفون كما خائف الشيعي والمسيحي والدرزي.
وتمنى وهاب على الجميع إدراك حجم التطورات التي حصلت، مجدداً تأكيده على أن المنطقة أمام زلزال جديد على الرغم من عدم انتهاء الزلزال الحاصل اليوم والذي أكمل في سوريا، موضحاً أن لبنان أمام مذابح على حدوده، متسائلاً عن أي سلاح يتم الحديث عن تسليمه؟، موضحاً أنه إذا قبل “حزب الله” بتسليم السلاح اليوم كثير من اللبنانيون يقولون له لا تسلّم السلاح.
ولفت وهاب الى أننا دخلنا في هدنة مع “إسرائيل”، والتي قد تستمر وسيكون هناك ضغط على “إسرائيل” للإنسحاب من النقاط المتبقية، وحماس دخلت في هدنة طويلة أيضاً مع “إسرائيل”، وبدأت حماس بالحوار مع الأميركيين، من هذا الجانب هناك هدنة، وماذا نفعل من الجانب الآخر؟ مع مَن ستكون الهدنة؟ ومع مَن سيكون الاتفاق؟ ومَن يقدم لك الضمانات؟.
واستشهد وهاب بما يحصل اليوم في السويداء التي لم تقبل بعد بالتسوية السياسية مع الشرع لأنها خائفة على مصيرها وحقها أن تخاف بعد مشهد الساحل السوري وكيف تستطيع أن تقنع الناس بتسليم سلاحهم والسماح للفصائل بالدخول الى السويداء، موضحاً أن لا أحد يملك الضمانات.
ورأى وهاب أننا في مرحلة يجب الذهاب فيها باتجاه الضمانات العربية والإسلامية والدولية، متسائلاً أين هي تلك الضمانات؟، معتبراً أن المشهد اليوم في سوريا زاد تعقيداً أكثر من مشهد سقوطها، موضحاً أنه في الفترة الأولى لسقوط النظام استبشرت الناس خيراً بخطابات الشرع، ولكن هذا الكلام لم يُنفّذ ولا ضمانات اليوم من أحد لا من العرب ولا من تركيا ولا الغرب من هنا أصبحت الناس بحاجة لحماية نفسها وصناعة ضماناتها.
ورأى وهاب أن يكون هناك حلاً للوجود السوري في لبنان، مؤكداً أن لا عودة طوعية إلا إذا فرضتها الدولة، معتبراً أنه إذا سيبقون أسرى العودة الطوعية سيدفعون الثمن غالياً، واصفاً العودة الطوعية بالكذبة، اخترعها الأوروبيين وغيرهم لمنع السوري من الهجرة إليهم.
وأكّد وهاب على أن سلاح “حزب الله” يعطي ضمانة للبنانيين اليوم، لافتاً الى أن الجيش لا يستطيع مواجهة الإرهابيين لعدم توفر الإمكانيات لديه، مشددًا على أن سلاح “حزب الله” يشكل ضمانة لكل اللبنانيين في مواجهة الإرهاب، لافتاً الى تغيّر المزاج اللبناني في مسألة السلاح بعد ما حصل في سوريا، واصفاً مَن يصفق للمجازر في سوريا بالحقير.
ولفت وهاب الى أن بشار الأسد قاتل مسلحين والشاهد الملك على ذلك هو الأمير القطري حمد بن جاسم الذي يقول أن الأموال التي دُفعت كانت لتخريب سوريا، والأسد دافع عن سوريا و80 % من الشعب السوري كانوا سُنّة وليس علويين، و80 % من الجيش السوري كان من السُنّة، كما أن بشار الأسد دافع عن الدولة ولم يرتكب المجازر لأن 80 % من دولته سُنّة، مؤكداً أن الأسد لم يستعمل السلاح الكيميائي بل هم مَن استخدموه، ومضيفاً فتّش عن السلاح الكيماوي مع الأتراك والمعارضة.
وكشف وهاب أن النيترات الأمونيوم الذي كان موجوداً في مرفأ بيروت ليس لسوريا لأنها تنتج النيترات وأن التحقيقات ستكشف ذلك، كاشفاً عن أن جماعة الشرع تبيع نيترات الأمونيوم عبر مرفأ طرابلس والأجهزة تسهّل لهم تنزيلها من البقاع والشمال ويحجزون البواخر في مرفأ طرابلس موضحاً أن النيترات كان يأتي من حمص قسم يأخذه الروس وقسم آخر يأخذه الإيرانيين وقسم ثالث للدولة السورية.
ورأى وهاب أن الجولاني ممنوع أن ينفّذ خطاه، مشككاً من أن لديه نيّة طيبة فهو يريد أن يكون رئيس سوريا ومن الطبيعي أن يكون عادلاً ويتصرّف بطريقة نسيان الماضي ولكن هل يستطيع ذلك؟، لذلك يجب مساعدته ليكون رئيساً لكل السوريين وإذا كان كذلك كلنا معه، وكلنا نساعده وهو يُدرك جيداً أن لبنان قادر على مساعدته لأن التواصل بين البلدين واحد والإعلام اللبناني قادر على مساعدته والإمدادات اللبنانية الى سوريا قادرة على مساعدته.
وطلب وهاب من الشرع أن يُعلن بكل صراحة توجهه باتجاه كل مكونات الشعب السوري، وتحديداً باتجاه السنّة المعتدلين، وتوجهه بالنسبة للأكراد والدروز والعلويين، وللجميع.
وأكّد وهاب أنه إذا حاول الشرع التقدم من السويداء ويقوم بما قام به في الساحل سيُقصف ويُقتل هو وقيادته، وهذا الأمر محسوم وهو قرار أكبر مني ومنه وأكبر من كل المعادلة التي يعمل وفقها الشرع، متمنياً أن يكون للدروز حماية عربية إسلامية أولاً وحماية أيضاً ولكن إذا لم توجد تلك الحماية سنتدبّر أمورنا.
وفي ما يتعلق بزيارة وفد من مشايخ سوريا للجولان المحتل رأى وهاب أنه على سوريا كدولة وحدها أن تقرّر تلك الزيارات وأنه مع أن يكونوا الدروز الى جانب الدولة وبلدهم والى جانب سوريا ولكن هناك مرحلة فوضى في سوريا.
ورأى وهاب أن الجولاني مهادن لإسرائيل بشكل كبير ولا مشكلة لديه في التواصل مع “إسرائيل”.