أكّد نجل رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب والباحث في سياسات الشرق الأوسط الدكتور هادي وهاب، في حديث لمنصة “السياسة”، ضمن برنامج “10452”، مع الإعلامي رامي نصار أن أولوياته هي الـ 10452 كلم2، هذا الرقم الذي يعني كل إنسان وطني، باحث عن إقامة دولة خاصة في ظل هذه المتغيرات التي تجري في المنطقة، موضحاً أن لموقفه سياق مختلف معتبراً أن مهذا الموضوع تحوّل منذ 12 أو 13 عاماً من شخص لديه نظرية الى شخص لديه نظيرة مختلفة اليوم، كنت في سن ال 20 عاماً كان طموحي مقاتلة الاحتلال في لبنان، وخلال دراستي في الجامعة بدأت الأمور تتغير، وبدأت بطرح التساؤلات ووصلت مع مرور الوقت الى نتيجة من خلال معرفة واطلاع أكثر على العديد من الأمور وتشكلت لدي إيجابات كبيرة.
ولفت الى أن أي شخص سيواجه الاحتلال إذا كان هناك احتلال لبلده، وبدأت أطلع على ما يحصل بين إيران وأميركا وتلك الديناميكية وبدأت السئلة تدور في رأسي منذ احتلال العراق وصولاً الى الانقسام الشيعي السُنّي وغيره من الأمور، وبدأت تتشكّل لدي إرادة البحث عن ذلك الموضوع، ومن هنا قررت متابعة رسالة الماجستير والدكتوراه في سياسة الشرق الأوسط، وتوصلت الى أمور كان لدي فيها محطات شك.
ورأى وهاب أنه لا يمكن القيام بحرب دون حصد نتائجها أولاً، لافتاً الى أن لبنان لم يعد يتحمل الحروب، موضحاً أننا اليوم نعيش أزمة منذ العام 2019 حتى اليوم، وقبلها كانت أزمة 2014 وحقبة اغتيال الشهيد رفيق الحريري مروراً بحرب تموز 2006، وصولاً الى حرب 7 أيار، وقبلها حرب الـ 90 وقبلها حرب الـ 75، والـ 69 وإتفاق القاهرة، وقبلها حرب الـ 58، والـ 43، وغيرها من الأزمات، ما جعل البلد في دوامة لا يستطيع الخروج منها، معتبراً أن الخروج من تلك الدوامة هو عبر اعتماد مراجعة تاريخية لما حصل وعدم التوقف عندها، مثنياً على طرح رئيس الكتائب اللبنانية سامي الجميّل في خطاب جلسة الثقة حول المصارحة والمصالحة، واحترام الشهداء موضحاً أن مَن قاتل اليوم في الجنوب هو شخص قاتل لقضية مقتنعاً فيها، رغم تحفظاتي على ما ذكرته إنما هؤلاء الناس ضحوا للدفاع عن أرضهم وقضية آمنوا فيها، وبالمقابل أيضاً هناك ناس ضحوا من أجل قضيتهم، لا نستطيع اليوم تخوين شهداء القوات اللبنانية والدروز لديهم شهداء والسُنّة أيضاً وجميع الأطراف اللبنانية لديها شهداء قاتلوا لقضايا مقتنعين بها، لا يمكن أن أخوّن فلان لأن لديه رأي معين في لحظة تاريخية ما، مطلقاً عليه الإتهامات، مشيراً الى أن الى أن الحرب الأهلية صفحة وطُويت، والناس دافعت عن أرضها وعرضها…
واشار وهاب الى وجود مشكلة في النظام الحاكم في لبنان، معتبراً أنه للوصول الى التغييرات الجذرية يجب تطبيق الدستور الإتفاق الطائف، عبر إقامة مجلس للشيوخ والخروج من الطائفية السياسية، معلناً عن رأيه في أهمية إقامة دولة مدنية تحفظ حق المواطن لافتاً الى أنه كدرزي يعتبر درجة رابعة والشيعي درجة ثالثة يحتل رئاسة مجلس النواب، والسُنّي درجة ثانية ويحتل رئاسة مجلس الوزراء، والمسيحي ليس درجة أولى رغم ما يملك من صلاحيات عندما تقول له أنه يمثل 17 % يشعر وكأنه درجة عاشرة، أضف الى العلوي والأرثوذكسي وغيره من الطوائف.
ورداً على سؤال طوي صفحة الحروب نهائياً في لبنان، استشهد وهاب بقول كسينجر “إذا تعلمنا شيئاً من التاريخ هو أنه لا سلام دون توازن”، موضحاً أنه كان على “حزب الله” أن يحافظ على موازين القوى التي يمتلكها، مثنياً على طرح الأمين العام لـ “حزب الله” السيد نعيم قاسم الذي هو العودة الى اللبننة، وملاقاة الطرف الآخر في منتصف الطريق، معتبراً أنها خطوة جيدة من الخطاب السابق والدور الإقليمي من العراق الى اليمن والبوسنة الى سورية…، رافضاً حشر الشيعة بهذه الطريقة التي تلاقي عزل الكتائب في العام 1975، لأنها تولد صدام داخلي، معلناً أنه مع مفاوضة القوي، موضحاً أن “حزب الله” عاد الى هذه النقطة فلنتفاوض للوصول الى حل، فعندما كان “حزب الله” قوياً كان يجب أن يستوعب الآخرين ويتلاقى مع كافة الأفرقاء اللبنانيين، واليوم “حزب الله” قد يكون عسكرياً ضعف في مكان ما فليكن الحزب السياسي اليوم الذي أثبت في تشييع السيد حسن نصرالله والعودة الى الداخل اللبناني ولكن المشكل أن “حزب الله” ترك الداخل اللبناني، وأنا من الذين لديه تحفظات عن هذا الموضوع، مضيفاً أنه منذ عشر سنوات كنا نعتبر أننا في ثورة للوصول الى بلد أفضل ولكن لا نستطيع غض النظر عن الفاسدين والذهاب الى الحرب، فلا أحد ينجب أولاداً اليوم ليقتلوا أو ليهاجروا.
ودعا الى مراجعة داخلية في الحزب، لافتاً الى أن الحرب التي حصلت لم تؤدي الى التوازن المطلوب لذلك كان يتوجب حينها أن يكون هناك هدنة، ولكن اليوم العنوان هو الدولة ولا يمكن الخروج من منطق الدولة، فالدولة تحمي الجميع، مثنياً على خطاب رئيس جمهورية الرئيس جوزاف عون الذي يرفض استضعاف الثنائي الشيعي، وكذلك الرئيس نواف سلام ووافقوا على البيان الوزاري ووقف إطلاق النار وملف التنقيب عن الغز وغيره من الملفات، ما يعني أن هناك إمكانية لـ “براغماتية” يمكن يتواصل الطرف الآخر مع الحزب في مكان ما والتلاقي معه.
واستغرب وهاب فكرة وضع العلم الأميركي على أرض مطار رفيق الحريري والدوس عليه، متسائلاً ألم يتفاوض الإيراني مع الأميركي؟، والرئيس برّي ألم يكن يلتقي بالمسؤولين الأميركيين خلال قدومهم الى لبنان؟ وإذا استقبل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع السفيرة الميركية يقولون أنه يريد الإتيان بـ “إسرائيل” الى لبنان رافضا تلك الإنتقائية، فكما هناك فريق يفاوض الأميركي ليحكم المنطقة بالتساوي معه أو بالشراكة يحق لأي شخص آخر أن يتفاوض مع الأميركي، متسائلاً لماذاً معنا أو خائن؟.
وأعلن وهاب أنه مع حصر السلاح بيد الدولة، دونما الاقتصار على سلاح “حزب الله”، مشدداً على حصر سلاح الجميع بيد الدولة، موضحاً أن السلاح المتفلت على الطرقات يؤذي أكثر من سلاح “حزب الله”، لافتاً الى أن العداء مع “حزب الله” وكأنهم يعتبرون أن خروج “حزب الله” من تلك الدوامة يصنع بلداً، موضحاً أن الفوضى كانت قبل تواجد “حزب الله” وقد يكون من بعده، لذلك الخروج من تلك الدائرة التي بسببها كل 10 أو 15 سنة تحصل مشكلة في لبنان وحرب، يكون بإنشاء نظام مدني، يؤمن فرص عمل للبنانيين، والاستقرار المستدام.
وأعلن وهاب رفضه للحياد، متسائلاً لماذا أريد الحياد في فلسطين، ولا أريد الحياد في سوريا؟، لافتاً الى أن ليس هناك أي دولة تمارس اليوم الحياد، إنما أنا مع الحفاظ على أحسن العلاقات مع جميع الدول، باستثناء “إسرائيل”.
وأعلن أنه مع السلام تحت سقف الدول العربية، مثمناً عالياً ما يقوم به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوضع سقف ومع حل الدولتين، لافتاً الى أن حماس تعتبر أني أقبل بحدود الـ 64، فلماذا أريد أن أكون ملكاً أكثر من الملك.
ولفت وهاب الى ما اعتبره بلينكن خلال جولته الى الدول العربية بعد طوفان الأقصى الى أن العرب يقبلون بما قامت به “إسرائيل” وضمناً قطر، ونحن نتفاوض مع حماس اليوم الى حين الانتهاء من تلك المرحلة، وبعدها حديث آخر، ما يُظهر أن الدول العربي ذاهبة الى السلام مع “إسرائيل”، متسائلاً لماذا لبنان يحمل الراية وحده؟، لماذا يجب أن يتلقى لبنان وحده الكفوف؟ فلبنان بلد لا يتحمل ذلك.
وأوضح وهاب الى أن 7 أكتوبر هي بمثابة 9 أيلول الإسرائيلي، فهم لم يفهموا العقل الإسرائيلي، معتبراً أن الحل هو بحل الدولتين، ومع إعطاء الفلسطينيين حقهم، لأن هذا الصراع قد لا ينتهي.
ورأى وهاب أن الشروط السياسية لمساعدة لبنان والنهوض به هو ما وّقع عليه الطرفين اللبنانيين وهو 1701، الذي هو ضمناً لا نعرف ما هو، كاشفاً عن مسوّدة أميركية يتحرك عبرها الإسرائيلي متسائلاً هل تلك المسوّدة قادرة على قصف الضاحية مرة أخرى وليس فقط جنوباً وبقاعاً، لا أحد يعرف ماذا يشمل ذلك الإتفاق؟، لذلك يجب ملاقاة الرئيس برّي و”حزب الله” في منتصف الطريق، مشدداً على حقوق المقاومة لدى أي شعب إذا بقي الاحتلال، فأنت لا تستطيع جلد الدولة دون أن تدرك إذا كان لديها قدرات أم لا، وأنت فتحت حرب وهذه نتائجها واصبح هناك اختلاف في الموازين، لذلك كان يجب على “حزب الله” أن يفعل ذلك سابقاً.
ورأى وهاب أن مَن يعتقد أن موضوع السلاح انتهى هو واهم، لافتاً الى أن الشرق الأوسط هو في بداية تغييره، لافتاً الى ما يحصل اليوم في سورية والعراق، لافتاً الى أن عودة الرئيس مصطفى الكاظمي الى العراق هو لبلورة شيء ما، متسائلاً ماذا ستفعل إيران ولماذا استقال محمد جواد ظريف؟، كل ذلك يدخل ضمن شد الحبال، كاشفاً أن “حزب الله” لازال يشتري السلاح حتى اليوم من سورية، لافتاً الى أن الإسرائيلي عندما يضرب في مكان ما يتم تمرير السلاح، لافتاً الى أنه بعد سقوط نظام الأسد يتم بيع السلاح والطريق اليوم لازالت مفتوحة.
ورأى وهاب أن قبول الإسرائيلي بوقف إطلاق النار كان بشروط معينة، متسائلاً بماذا وعده فريق ترامب؟ لذلك كان الإسرائيلي مستعداً ليدفع بمئة ألف قتيل إسرائيلي وكان سيكمل الى بيروت، لولا حدوث إتفاقات بين الإسرائيلي وترامب الذي من الواضح أنه كان يريده.
وتمنى وهاب على الإيرانيين إذا كان لديهم قرار باستعادة القدس والوقوف الى جانب القضية الفلسطينية البدء بمواجهة عسكرية تبدأ من طهران – واقبل بأن تصل الى بيروت – إنما اليوم إطلاق تلك المواقف لا تعني شيئاً، فلا يمكت تحميل لبنان هذا العبء، لافتاً الى أن السيد حسن نصرالله قيمة لا تُعوّض، و”حزب الله” لم يتوقع أن يحصل اغتيال نصرالله وكان يقول أنه إذا حصل ذلك ستقوم الدنيا ولن تقعد ولكن لم يحصل شيء لذلك أتساءل اليوم عما يجري بين الإيرانيين والأميركيين وماذا جرى في إتفاق عمان وماذا حصل في سويسرا؟ وهنا لا أتّهم إيران ببيع “حزب الله” والدليل التواجد الإيراني خلال التشييع ويبدو أن هناك رسائل إيرانية خلفه، إنما ماذا يحصل على الطاولة؟ اليوم هناك مفاوضات لم تتوقف يوماً؟.
ورأى وهاب أن السقف الذي وضعه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لا أحد يستطيع أن لا يكون تحته، لافتاً الى الإتفاقيات الإبراهيمية التي هي حق الشعوب في تقرير مصيرها ومصلحة بلادها، داعياً الى ضرورة إلتزام الدولة اللبنانية بالسقف العربي، موضحاً أنه إذا حدث سلاماً بين السعودية و”إسرائيل” نحن لا يجب أن نكون خارج هذا الإجماع العربي، لافتاً الى أن الجيش اللبناني إذا أعطيناه افمكانية والوقت قادر على أن يمسك أمن لبنان وسيكون كل اللبنانيين خلفه.
وحول ما يتعلق بالملف السوري والشيخ موفق الطريف، دعا وهاب السيدة لينا فخرالدين الى قراءة الوضع بشكل مختلف، موضحاً أنه إذا أتت غيران ودعمت مجموعة مسلحة في السويداء أو في جبل الشيخ لمهاجمة “إسرائيل”، هل ذلك يتعتبره فخرالدين توريطاً للدروز أو لا؟، مشدداً على أن الشيخ أبو يوسف أمين الطريف هو مرجعية دينية كان الدروز يعتبرونها أساسية، واليوم الشيخ موفق الطريف يعتبر أيضاً كذلك، هذه بيوت لا يتقبّل الموحد اليوم أن تُمس بهذه الطريقة، لافتاً الى أن المقال الذي كُتب هو تخوين وتحليل دم، لأنها تقول عند الإنتهاء من سورية وإقامة دولة درزية إلخ رغم أن هذه خزعبلات غير مطروحة، هناك أيضاً شق لبناني، يعني أن هي تحلل دم جزء من الموحدين الذين يؤمنون بهذه المرجعية الدينية، وتعتبر بأنه يمكن أن نكون ملاحقين في الدولة اللبنانية.
وسأل وهاب فخرالدين والجهات التي تكتب ذلك، أنها أخذت رأي الأستاذ وليد جنبلاط وهنا أريد أن أسأل جنبلاط كيف حمى الموحدين الموجودين في جبل السماق في إدلب؟، أرسل حينها وفداً الى تركيا وتفاوض مع “جبهة النصرة” وتمّ تهجير 95 % من دروز إدلب ونُبشت مقابرهم ومقاماتهم ونزح جزء منهم الى السويداء وجبل الشيخ والى لبنان، ثم من بعدها حلّل دم دروز السويداء، واليوم بطريقة أخرى يحلل دمهم ويعطي للسيد احمد الشرع كارتاً أخضر للدخول الى جرمانا والى السويداء، ويحصل مجزرة، لافتاً الى أن نتنياهو لا دخل له بما يحصل، وكأن به يقول إما أن يكونوا الدروز مع نتياهو أو يقتلوا، لافتاً الى أن النموذج الذي يحصل اليوم في سورية والمجازر التي تُرتكب يدل على ذلك.
وأوضح أن سورية منذ الاستقلال منذ العام 1946 الى العام 1970، في حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد حصل فيها 8 أو 9 إنقلابات، لافتاً الى أن سورية من الصعب أن تُحكم، وبناء عليه لا أعتقد أن عمر حكم الشرع سيطول، بناء على التاريخ الذي يثبت أن هناك صعوبة بالإمساك بسورية، واليوم الجيش الذي كان ممسكاً بسورية فرط، كما حصل في العراق، لافتاً الى صعوبة بضبط العصابات المتفلتة وما يحصل اليوم بالعلويين والشيعة وما يحاولون أن يحصل بالسويداء خير دليل.
وطلب وهاب من الشرع أن يلتزم ويجعل هذه المجموعات تلتزم بصورة الكافرون بالقرآن الكريم “قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، لا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولكم دينكن ولي ديني”، وإذا اعتبرنا كافرين فليسامحنا، وإذا كان يعتبر أن هذا الدين يجب أن يُصوّب كما حصل في إدلب اعتبرنا كافرين، والقرآن يقول ذلك، ولا تقترب من العلويين والمسيحيين والشيعة والدروز في سوريا.
اليوم الشرع يخضع لاختبارات، فهل سيلتزم بالمشروع التركي؟، معتبراً أنه إذا إتخذت السعودية والإمارات قراراً جدياً بالتحرك في 24 ساعة يمكن أن يحركوا كل محافطات سورية.
وتمنى وهاب على مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي، بعقل منفتح تقبل الحجة العلمية التي سأقولها وإذا هم كانوا يعتبروت أن لديهم رأياً آخراً يحاججوا به فليتفضلوا الى مناظرة، وبالتالي فليتفضل تيمور جنبلاط الى مناظرة وليتفضل الشيخ سامي أبي المنى أيضاً الى مناظرة سياسية وعلمية وتاريخية عما سأقوله، وبناء عليه، بداية سابدأ بالشيخ بشير جنبلاط مؤسس العائلة الذي يعتبرونه عامود في السما – ولو تكلمت عن ذلك من جهة طائفية – كان هناك تحالفاً قائماً بين بشير جنبلاط وبشير الشهابي في ظل هذا التحالف تمّ قتل جميع قيادات الدروز على يد بشير جنبلاط، عندما انتهى منهم واستعمله الأمير بشير الشهابي لقتلهم وقعت معركة بقعاتا – السمقانية عام 1825، تم خلالها استعمال الطوائف بالصراع السياسي بين بشير الشهابي وبشير جنبلاط، وكان حينها آل حمادة كانوا مع بشير الشهابي وليس بشير جنبلاط، فتلك المعركة كانت بداية تحول الصراع الى ما يسمى صراع طائفي رغم المغالطات التاريخية بأنه لا يوجد صراع طائفي، واستعملوا المذاهب والمصالح كلَ وفق مصلحته وقُتل بشير جنبلاط، وأصبح الدروز من دون قيادة، فحكم بشير الشهابي ثم أتى من بعدها سعيد جنبلاط الذي كان لا بأس به إنما أيضاً أعدم بسبب أحداث 1960، ثم أتى فؤاد جنبلاط الذي هو جدّ وليد جنبلاط، عندما كانوا الدروز الذي يتهمهم اليوم وليد جنبلاط بالإنفصاليين، وكان صالح العلي العلوي يطالب بوحدة سوريا الى جانب سلطان باشا الأطرش، كان فؤاد جنبلاط ضابطاً بالجيش العثماني ويطارد الدروز ولهذا السبب قُتل، لأنه حصل توقيفات لا نريد الدخول في تفاصيلها، نأتي من بعدها للوزير وليد جنبلاط.
ودعا هادي وهاب تيمور جنبلاط الى تصحيح هذا المسار التاريخي الخاطئ الذي يكونون دائماً في المكان الخطأ فيه، وأحاجج بالحجة والعلم مَن لده رأياً آخراً أن يقول عما أقوله خطأ، مضيفاً أن وليد جنبلاط خرج من الحرب الأهلية، رئيساً رابعاً وكان الفتى المدلل للنظام السوري وكان يقوم بما يريده، ونحن من الذين عانوا كثيراً من هذا الموضوع من محاولات قتل وتهديد وترهيب منذ العام 1995 حتى العام 2008 وتخيل أنه في العام 2008 تم الهجوم على منزل عمتي في كفرحيم من قبل مسلحين حيث يتواجد 70 أو 80 شخص من بينهم 40 أو 50 ولد دون أي شيء، الوزير وليد جنبلاط أخذ الناس وحركهم وتحالف 15 عاماً مع النظام الذي قتل والده بحسب قوله، وعاش على دعم النظام من الرئيس الراحل حافظ الأسد الى عبدالحليم خدام الى غازي كنعان … ثم حصل إنقلاباً عليهم، في 14 آذار 2005، متسائلاً ماذا جنى – إذا كان يتكلم باسم الدروز- الدروز من ذلك، موضحاً منذ 200 عاماً حتى اليوم لماذا وليد جنبلاط تخلى عن وزارة الدفاع والداخلية والخرجية؟ أين المواقع الدرزية في الدولة اللبنانية؟ مشدداً على أنه مع الدولة المدنية لأعيش كمواطن لبناني إنما هذا هو الوقع.
وتابع فبمجرد أن أتطلع على المسار التاريخي وفترة حكمه أين أصبح الدروز واين اصبحوا؟ موضحاً نحن لم نتدخل يوماً بدروز سورية لفرض الرأي، نحن وراء المشايخ الموحدين وما يقررونه، لديهم مشايخ عقل، إنما في العام 2011، تلقى وليد جنبلاط أموالاً لتحريك دروز سورية بوجه النظام، وحينها في العام 2013 أقام حنازة غائب لشخص معروف حينها في السويداء غيّر مذهبه – لم يعد درزياً – لأنه كان يريد إقامة عمليات ضد السويداء، واليوم يقوم بالمر ذاته، لماذا التدخل بشؤون الدروز في سورية، لمصلحتك ولدي الجواب على ذلك: انتهت شماعة “حزب الله”، يريد الدخول بشماعة أخرى ويخترع خصماً الذي هو الشيخ موفق الطريف ويفتح معركة عليه وتستمر، مشدداً على أن الدروز في السويداء لديهم مرجعياتهم، يوجد الكثير من الأمور ليحركها في السويداء لتطويرها وتحسينها، هذا قرار دروز السويداء.
وتابع: أنا لا أتكلم عن حقد ولا عن غاية فليأخذوا ما أقوله بصدر رحم، هذا ما حصل والأقوى هو مَن يكتب التاريخ، متمنياً على الشيخ سامي أبي المنى الذي أصدر البيان في دار الطائفة الدرزية – بمحبة – وكان قد كتب كتاباً ضمن 200 صفحة عن التعايش … رغم رفضي للفظ التعايش، لأن كلمة تعايش دليل على خلاف ونحن لا يوجد خلال لا مسلم مسيحي ولا درزي ماروني ولا شيء، إنما هو تحدّث عنه، لافتاً الى تزوير في الكتاب – وليسمح لي بذلك – أو هناك مغالطات تاريخية، متمنياً عليه أن ينظر الى مَن سبقه، موضحاً أن مشايخ العقل رشيد حمادة وحسن حمادة ومحمد أبو شقرا وبهجت غيث كانوا يمارسون الاعتدال ولا يقفون مع طرف ويقومون بحملات انتخابية له ويكفرون مشايخ، لافتاً الى أن هناك فرق بين الشيخ والجويد لدينا – كما يقولون – والشيخ موفق الطريف وهذه البيوت وكافة المرجعيات الدينية لدينا من الشيخ أمين الصايغ الى الشيخ أبو علي سليمان والشيخ امين العريضي وهلمّ جرّ هم مرجعيات دينية لا أحد يقبل المساس بها ولا يجوز استعمال الشيخ سامي ابي المنى بهذه الطريقة، عليه أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، هو شيخ عقل الموحدين المسلمين الدروز ولا يجوز أن يتّخذ طرفاً في هذه المعارك السياسية الشخصية التي لا تدر شيئاً على الدروز، لافتاً الى أن إحدى الوصايا السبع عند الدروز هي حفظ الإخوان، وما يحصل هو تكفير للإخوان، وليشرحوا لنا هو ووليد جنبلاط ما المصلحة من هذا الموضوع غير المصلحة الشخصية، مضيفاً أن جنبلاط عندما يحصل شيئاً ما يستعمل الدروز شماعة لمصلحته الشخصية وأبسط مثل ما حصل منذ 4 سنوات عندما تظاهروا أمام مصرف لبنان، سيتم تداول أخبار حينها أن هناك قنبلة وهجوم على كليمنصو وتهافتت الناس على كليمنصو، ولو كان ذلك صحيحاً حينها ستجدني حارساً في كليمنصو، ولكن هؤلاء الناس التي كانت كان سيوصلهم الى دم لغايات شخصية كما حصل في سورية. فلتحدثنا لينا فخرالدين عن 7 أيار ماذا كان حينها وليد جنبلاط؟ واليوم ماذا؟ الأستاذ وليد جنبلاط عندما بدأت حرب الإسناد – الصيت لنا والفعل لغيرنا – متسائلاً نحن بماذا متهمون؟ متهمون بأننا حلفاء “حزب الله”، في 7 أيار قام وليد جنبلاط بمشكل مع “حزب الله” ثم صالحه بعد أيام، فلا تروح عالمشكل وتموت الناس ولا تصالح إذا بدك تعمل مشكل”، وعندما شعر وليد جنبلاط بأن “حزب الله” يمتلك قدرة على المواجهة – يمكن الإنتانات كانوا منطفيين كمان – ولم يكن يدرك أن “إسرائيل” إتخذت قرار الدخول الى لبنان، فذهب واتخذ موقفاً مع “حزب الله” واستقبل النازحين وصار بطلاً بنظره وتمتّ الشيادة به بأنه لا يضيع البوصلة، وفي العام 2022، أذاع خطاباً في مدرسة العرفان بأن الشيعة سيهجمون علينا، ولماذا تراجع عن موقفه بحرب الإسناد حين تراجع “حزب الله”، فهو يتحرك بحسب مصالحه الشخصية.
وأوضح أن والده وئام وهاب عندما أعلن أنه ضد حرب الإسناد ومع السلام مع “إسرائيل” كان يتّخذ القرار الذي يراه مناسباً، وأنا مع والدي ضد أي شخص إذا اقتضى الأمر الاختلاف بالرأي يبقى اختلاف بالرأي أو تمايز والنقاش الذي يحصل بيني وبينه يحصل خارج الإعلام، هو (والدي) بقي حليفاً لـ “حزب الله” من العام 2005 الى اليوم وهو يصنّف نفسه حليفاً له، موضحاً نحن (أنا ووالدي) لسنا شيعة وإذا كنا بتحلف مع أي طرف أنا بتحالف على قناعة في مطارح معينة أو على تقاطع مصالح بما أراه مناسباً للبنان، إذا لا يمكنك اعتباري متلك 100%، تحدث والدي أنه ضد حرب الإسناد، لم يبقَ شتيمة إلا ونزلت عليه، ولكن هل يعرفون أن أمي كانت تطهو للنازحين في الجاهلية، ماذا يمكن أن أقول لها عندما أسمع الناس تشتمها لأن والدي قال ذلك حرصاً على لبنان ولكن أحداً لم يسمع.
وتابع: ليرجع الجميع الى الوطن ولبنان والدولة، ولكن إذا كنت أريد أن أتعصب، أتعصّب لطائفتي ولكن لا يمكنك أن تضرب الكل يميناً وشمالاً، كما حصل بملف الكهرباء مع الوزير جبران باسيل.
وختم بالقول: هذا هو وئام وهاب وطريقته في التفكير، وهناك مَن يحبه وهناك مَن يكرهه، وأنا شخصياً أختلف عنه لأن لا أحد كوالده على كافة الصعد، ولا أولادي سيكونون مثلي، وبالنسبة لي فعلت ما أحب، وأنا اشبهه في كل شيء إنما هو ساعدني على العمل على طول البال، فكان يقول لي نيّم الفكرة ولا تستعجل عليها، وأنا متأثر بالمسيرة التي صنعها والتي لا أقوى على صنعها ولا أحد يستطيع ذلك.