أوضح رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لمنصة “تفاصيل”، ضمن برنامج “جلسة”، مع الإعلامية نانسي السبع، أنه منذ 13 عاماً تحدثنا بمواجهة الإرهاب في سورية لعدم تقسيمها وللحفاظ على الدولة المركزية فيها، ونحن لم نقبض المال لندخل في الحرب السورية ونلعب بالدم السوري والجميع يعرف موقفنا الحليف لسورية ولكن لم نكن يوماً نحاول أذية أحد حتى من المعارضين، مؤكّداً أن “خياراتنا هي وحدة سورية متسائلاً ماذا بقي اليوم من سورية؟ فهي مشلّعة وليس فيها دولة مركزية ولا حكم مركزي ولا نعرف ما هي طبيعة الدولة في سورية، موضحاً أنه عندما كان إخواننا في جبل العرب الى جانب سلطان باشا الأطرش يواجهون العثمانيين قبل الفرنسيين كان الناس تأخذ ألقاباً من العثمانيين في لبنان.
وأضاف: وعندما واجه إخواننا الفرنسيين فؤاد بيك جنبلاط والد الراحل كمال بيك (رحمه الله) كان يواجه مع الفرنسيين حلفاء سلطان باشا الأطرش هنا وقُتل بسبب هذا الموضوع، ولأنه اعتقل نساء درزيات في إحدى قرى الشوف (غريفة)، من بينهن عقيلة شكيب وهاب الذي كان قائداً عسكرياً مع سلطان باشا الأطرش، وكان لبنانياً، فأتى شكيب وهاب من السويداء وقتل فؤاد جنبلاط يومها عقاباً له على هذا الموقف، معرباً أنه لا يمكن محو التاريخ كما نريد، ولا يمكن كتابته كما نريد، اليوم تغيّرت الأمور كان هناك مجموعة “جهلة” تصدّق الروايات أو بعض الخزعبلات، اليوم العالم تغيّر ولا يمكن ممارسة النفاق على الناس بهذه الطريقة.
وهاجم وهاب جنبلاط بقوله: الشيخ موفق الطريف ليس صهيوني، ولا يمكن ذكره في هكذا مقدمة لأنه نجل الشيخ أمين الطريف الذي هو شيخ الجزيرة، وموفق الطريف فيه عروبة وتوحيد أكثر من غيره، بكثير، نعم المذكور (أي جنبلاط) بأنه يختلف مع الشيخ الطريف وطبعاً سيختلف عنه لأن الشيخ الطريف موحّد وأنت (أي جنبلاط) درزيّ والفرق كبير، والأخير يدرك الفرق جيداً بين الموحدين والسكينيين، من المعيب هذا الكلام، موضحاً أن الشيخ موفق الطريف لا يعمل في السياسة بل هو يرسل أموالاً لبعض المشايخ (على نية الخير) أو زكاة ولكن في الطائفة الدرزية يدققون فيها أكثر، متسائلاً لماذا لم يتحدث عن الشيخ سامي أبي المنى عندما أرسل له الشيخ موفق مع المطران الحاج 800 ألف دولار، محذراً جنبلاط من عدم الدخول في المشايخ لأن المشايخ لا تنتخب ولو المشايخ تنتخب هل يمكن أن يصدر لائحة في الشوف وعاليه لو المشايخ ينتخبون، وهم لا يأخذون موقفاً في الانتخابات.
وأشار وهاب الى خطورة إتهام جنبلاط الدروز بذبح غزة والضفة الغربية، متسائلاً هل تدركين عددهم في الجيش الإسرائيلي؟، موضحاً أنهم أقل من السُّنّة وأقل من المسيحيين في الجيش الإسرائيلي، وهم على أحسن العلاقات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومع رائد صلاح ويستخدمون علاقاتهم لخدمة الشعب الفلسطيني.
ووصف وهاب إتهام جنبلاط للطريف بالفارغ، موضحاً أن الشيخ الطريف لديه نفوذ تاريخي وعلاقات تاريخية مع الإسرائيليين.
وهاجم وهاب جنبلاط بالقول: “صرماية الدروز فيها كرامة قدّهم كلهم، يروق شوي عليّ، يخوّن نخوّنه، وهو أقرب للخيانة من الدروز، وهذا موضوع دقيق ولا أقبلها أبداً عنه أصلاً، في أن يكون من هؤلاء الذين يخوّنون الدروز، عملها في لبنان مع المشايخ، وفي سوريا واليوم في فلسطين، لم يعد هناك من خصم له كان في الماضي يشتم البطرك، وفي مجلس الوزراء يشتم المسيحيين، ثم عاد لشتم برفيق الحريري كي يبتزه في الأموال، ويقول “كرخانة قريطم” وثم الشيعة واليوم يريد البحث عن بديل فتلقّط بالشيخ الطريف ليكون عدوه، فلتتوقف عن صنع الأعداء قبل الانتخابات، خذ الانتخابات وتقبر عيونك الانتخابات والمراكز ولكن ذلك لا يعني أن أضرب أهلي وناسي”.
وتابع: “نحن العروبة وهو لا خصّ له بالعروبة، بل بالقناصل، هو وكل تاريخه خصّه بالقناصل، هو الذي أخذ الألقاب من العثمانيين، وهو الذي أخذ الامتيازات من الفرنسيين، وهو الذي أخذ الامتيازات من عبدالناصر، وهو الذي أخذ الامتيازات من حافظ الأسد، وبقي 30 عاماً ولداً عند حافظ الأسد، ولا أحد من الدروز يعرف حافظ الأسد غيرك، لا بيت إرسلان يعرفونه ونحن كنا صغاراً لا نعرفه، أنتَ كنتَ صبيّاً عند حافظ الأسد، والرجال هو الذي يواجه، عندما تكون الناس موجودة، وليس عندما تكون الناس في القبر، تمتّع بشوية رجولة، وكرامة، بسيطة، الرجولة حلوة، عندما تقف في وجه السلطان وليس عند استضعاف الناس.
وأضاف، جنبلاك ذهب الى سورية حافظ الأسد لحماية زعامته كما يقوم به اليوم، الدروز ليسوا بحاجة الى أحد ليحميهم لأن مَن يحميهم أهم منه ومنّي بكثر، يكفيه كذباً علينا هو يحمي زعامته وأمواله ومواقعه، بسيطة اضطرني الى هذا الكلام لأنني لا أقبل بأن يتصنّف الدروز، فهو يصنّفنا أمام منعطفاً تاريخياً، ويقول أننا نقتل العرب والمسلمين لننفصل عنهم، مَن أنت لتحدّد ذلك؟، ومَن أنت من بين دروز المنطقة؟، هناك مليون ونصف درزي، كم تمثّل فيهم 200 ألف؟ خذهم، ولكن أن تأتي وتتصرف بهذا الطريقة وتحلل دم الدروز، هذا لا يجوز.
وشدّد وهاب على أنه وراء الأمة، وراء السُّنّة الذين هم الأمة، ووراء سنّة الأزهر، وسُنّة السعودية وسُنّة مصر، ووراء السُّنّة المعتدلة، ولست وراء التكفيريين ولا السُّنّة وراء التكفيريين، حتى الشرع اليوم إما يغيّر نهجه أو مش مطوّل، لا يمكن أن يكمل على هذا الطريق، الشام هي الإنفتاح، وهي مختلفة وكذلك الأمر بالنسبة لحلب، ولا يمكن أن يُكمل في هذا النهج، مضيفاً أن الدروز يريدون دستوراً ونظام يريحهم، ولا يستهدف الأقليات، وتوقيف المذابح في الأقليات في الأماكن الأخرى، و”التعوّي والشنهقة”، كاشفاً أن مَن يقوم بتلك المذابح هم فصائل رئيس الجمهورية وليس ممارسات فردية، لافتاً الى أن الشرع هو مَن دخل إدلب، وقام بتهجير أهلها ومَن بقي منهم هدم أماكن العبادة والمزوارات الخاصة بهم، وطوّعهم كما يريد.
وتابع وهاب: جنبلاط لا يستطيع أن يجبر أحد من دروز السويداء في ان يكونوا مع الشرع، موضحاً أن الجميع تلعب معادلات دولية وإقليمية، والشيخ موفق الطريف فُتحت له أبواب الكونغرس، وأبواب واشنطن، وأوروبا ولديه علاقات مع الجميع ومع الشيخ محمد ن زايد لأنه شخصية محترمة وشخصية دينية متسامحة ويحب العيش مع الجميع مع اليهودي والسُّنّي والمسيحي والشيعي، وهذا ما يزعج جنبلاط.
وأكّد وهاب أن الدروز يلتزمون بالمقررات العربية وبسقف القمة العربية، معتبراً أنه إذا الدولة السورية انفصلت عنهم يعني الدولة تريد الانفصال عن شعبها.
وجدّد وهاب تأكيده على أنه “مسلم، فاطمي، انفصلت عن الشيعة في الإمام السادس، ثم انفصلت عن الإسماعليين، والقرآن كتابي.
ودعا رئيس حزب التوحيد العربي الشرع بالالتزام بفتوى الأزهر وبذلك لا يعد هناك شيء في سوريا، وطمئن الناس وكن عادلاً واحكم وعندها نحن معك، محذراً من الاعتداء على الدروز في سورية لأنه إذا تمّ ذلك سيُسحقوا.
ونصح وهاب جنبلاط بترك السياسة لابنه لأنه أصبح مكشوفاً لدى الدروز، متسائلاً ألم يعطِ جنبلاط أوامره لإنهاء الزمرة في الجاهلية وفشل في ذلك، فليجرب في سوريا وسيرى ما سيحصل، تعبنا منك، وسامحنا كثيراً 30 سنة ونحن نساعدك في المحطات السياسية وأنت تطعن فينا – خلصنا بقى -، من 3 سنوات كان “حزب الله” وإيران يريدون الدخول الى الجبل ألم يكن سائلاً عن العروبة والمقاومة؟، تخيلي الى أين تصل وساخته أحياناً بالناس بأن قال انه إذا فزت في الانتخابات سيدخل “حزب الله” وإيران الى الجبل، عيب، خلص، خلص، احترم كبرتك وشيبتك، ولنحترم كبرتنا”، وكلامي ليس خطيراً بل كلامه عن أن الدروز يريدون قتل الفلسطينيين هو الخطير، كلامي هو كلام شخص طيب لا يريد الذهاب الى هذه الأمور، هو كلامه خطير، واستفزّ الدروز كثيراً في كلامه عن تحليل دم الدروز”.
وأوضح وهاب الى أن التطبيع يقوم به دول، ويكون تحت سقف محمد بن سلمان الذي حدّده في القمة الإسلامية العربية، وليس تحت سقف الرئيس السيسي الذي حدده السيسي في خلال القمة.
واقترح وهاب على الشرع الخروج بكل احترام لطمأنة السوريين ونحن لسنا بعيدين عنه إذا أرد توحيد سورية، لأننا مع وحدة سورية، وتشكيل حكومة وطنية، ويقول كلمة واحدة، مَن يكفّر أو يقتل بسبب الدين أو الاعتقاد أو العقيدة يُقتل، أو يُحاكم وبعدها الكثير من السوريين أو من اللبنانيين أو من العرب يضغطون للإنسحاب الإسرائيلي من هذه المحافظات الثلاث.
وكشف وهاب بأن الشرع لن يبقى في السلطة وأن مسألة انتهاء سلطة الشرع قد نضجت.
وطلب وهاب بأن يقاتلوا الشيعة مع الأمّة، موضحاً أن الشيعة قدموا الكثير وما زلنا نبكي السيد حسن نصرالله الى اليوم لأنه لا يُعوّض، وقدموا أغلى ما يملكون نيابة عن الأمة جمعاء، والأمة تفرّجت عليهم وشتمتهم، وكفّرتهم وأفلتت “كلاب الزمان” عليهم، وعندما قلت لا نريد الحرب كان خوفاً على ما بُني منذ 40 عاماً الى اليوم، لأنني كنت مدركاً بأن لا وجود للتوازن، ولا أريد أن يطبعوا الشيعة مع “إسرائيل”، مع العلم أنه لو طبعوا مع الكيان كانوا سيحصلون على ما يريدون، كاشفاً عن إتفاق إيران أميركي في عمان قبل 7 أكتوبر بان يمسك “حزب الله” لبنان، لافتاً الى أن ما حصل مع العلويين ومع بشار الأسد كان لأنه رفض التوقيع على التخلي عن الجولان، متسائلاً على ماذا حصل جنبلاط من أردوغان في إدلب؟، موضحاً أنا آخذ ضماناتي من الذي هو أكبر من أردوغان، موضحاً أن المطلوب اليوم يقوم به الشيخ موفق الطريف مع الأميركيين.
وصنّف وهاب أداء فريقه بالصفر، كاشفاً عن خيانات منذ عامين حتى اليوم، وأن الفريق نفسه طعن بعضه البعض بالخناجر، وفريقنا يتحمّل مسؤولية الهزيمة السياسية بالكامل.
وأكّد وهاب على أن الحزب لازال قادراً على مواجهة الإرهاب وحتى الوصول الى حمص لمواجهته، رغم الضغط الكبير عليه لافتاً الى أن مَن طيّر من الحكومة نجيب ميقاتي هو رفضه لطلب من الخارج مع أذناب الداخل بحل “حزب الله” في مجلس الوزراء، متمنياً أن لا يتكرّر هذا الطلب مع الرئيس نواف سلام لأن ذلك سيؤدي الى حرب أهلية.
وأكّد وهاب على أن المساعدات مرهونة بالسلاح، داعياً “حزب الله” لأخذ المبادرة والبدء بالإعمار، لأن لا إمكانية للدولة على الإعمار وتحرير النقاط الخمس لأن القرار هو قرار أميركي.
وشددّ وهاب قائلاً: “حزب الله” لن ينتهي ومستحيل أن ينتهي لأنه فكرة لا تنتهي، وتشييع السيد حسن نصر الله خير دليل وأنا لست مع تسليم “حزب الله” سلاحه لأن الزلزال في المنطقة لازال مستمراً، وعلى الرئيس جوزاف عون أن يُبرم إتفاقاً كما الراحل رفيق الحريري بينه وبين المقاومة بأن يعطيها إنماءً في مناطقها مقابل ترك سلاحها الى حد كبير بتصرف الدولة يومها وهي فكرة خلاقة قام بها الحريري بعد العام 1996، والرئيس عون قادر على ذلك أكثر من الرئيس نواف سلام.