أكّد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لمنصة “سبوت شوت”، ضمن برنامج “وجهة نظر”، مع الإعلامي رشاد الزغبي أن أحمد الشرع ليس الخيار الصحيح لأن الشرع لم يثبت حكمه بعد متوقعاً حصول “مقتلة” في سوريا وفوضى في وقت ليس ببعيد وسوريا ولن يتمكّن من السيطرة على سوريا بعد، وهو مازال يتفرّج على بعض الممارسات والمجازر والمذابح التي تحصل من دون أي محاكمة في الشوارع، ما يعني أن مَن يسيطر على سوريا اليوم هي الفصائل في حين أحمد الشرع يسيطر على القصر الجمهوري وبعد المحيط، باستثناء ذلك يبدو أن أحمد الشرع لن يفوز، موضحاً أن سوريا أمام فوضى لافتاً الى أن الحدود في سوريا مشرّعة أمام وضع غير مستقر، وتقدم تركي وتكفيري، معتبراً أن سوريا أصبحت مشرّعة، لافتاً الى أن نتنياهة في جبل الشيخ وأردوغان في دمشق.
واعتبر أن الصراع الإقليمي بين الأطراف الإقليمية الثلاثة “إسرائيل” وتركيا وإيران لم ينتهِ بعد على الساحة السورية وكذلك على الساحة العربية، معرباً أن الأمل الوحيد اليوم أن تشكّل السعودية محور استقطاب عربي ليضع حداً لكل تلك التدخلات الإقليمية، وأن يضرب على الطاولة ويقول أن العرب لديهم مشروع وهذا هو المهم.
ولفت أن ضياع الدروز في سوريا هو بسبب ضياع عربي ووطني، موضحاً أن الحكم في سوريا ليس حكماً وطنياً، لافتاً الى أن أحمد الشرع لا يعرف هوية الحكم الذي ينشئه في سوريا حتى الآن مع غياب الدور العربي السعودي والمصري وافماراتي الذي إن وُجد يريح دروز سوريا، معتبراً أن ما يجري هو عمليات اختبار للشرع في سوريا والأخير “منتشي” ربما بالزيارات الدولية ولكنه لا يعرف بأن تلك الزيارات هي للإطلاع على ما حصل لأن كثر لم يكونوا في جوّ ما حصل في سوريا أو فوجئوا بما حصل في سوريا.
وتابع وهاب: حاولنا حماية الدروز في إدلب ولكن هل استطعنا ذلك؟ كان يمكن أن يكون هناك مجزرة في إدلب ومنع التركي قتل الدروز ولكن هناك إطباق عليهم حت أدى ذلك الى تهجير الكثير الى صحنايا وجرمانا والشام، فهل تمكنا من حمايتهم في إدلب كي يسلمونا ورقتهم اليوم؟.
وقال وهاب: ممنوع التدخل بدروز سوريا، لأن لديهم مشايخهم وقياداتهم ومجتمع مدني، ويعرفون مصالحهم.
وعن كلام وليد جنبلاط حول تقسيم سوريا، أحاب وهاب بأن إنتماء دروز سوريا هو للأمة وهم متمسكون بهذها الإنتماء وأكبر دليل على ذلك الجولان المحتل الذي مازال انتماؤه عربي ولسوريا وهم يؤكدون هذا الأمر، ولكنها بحاجة الى احتضان عربي وإسلامي ولا يجوز أن تصدر فتوى وتكفرني وتقول ستحميني في الوقت ذاته، مضيفاً لا يجوز أن يكون لدى البعض هاجس وقلق من توسع نفوذ الشيخ موفق طريف أكبر من هاجس حماية الدروز في سوريا، مشدداً على أن الدروز لا يحصرون أنفسهم بزعامة والشيخ موفق الطريف غير طامح لزعامة سياسية بل يتحرّك كما تحرّك جدّه من قبله لحماية الوزير جنبلاط ولحماية الجبل خلال حرب الجبل وهو يتحرك بنفس توجيه سيدنا الشيخ أبو يوسف أمين الطريف الذي تحرّك لحماية الجبل عندما هُدّد الجبل وكان الوزير جنبلاط في ظل حماية الشيخ أمين الطريف، لذلك يجب التفريق بين الموضوع، موضحاً أن الشيخ موفق الطريف ليس صاحب مشروع سياسي لا في سوريا ولا في لبنان ولا في “إسرائيل”، والقلق يتم حلّه في وضع استراتيجية كيفية حماية الدروز أو موقعهم، وأنا لن أقبل التعامل معي كدرجة ثانية، انا وراء سنّة محمد (ص) في المنطقة ووراء السُنّيّة المعتدلة، ولن أكون وراء سنّة أحمد الشرع ولا سنّة داعش والنصرة!، لافتاً الى أن سوريا خلال 60 عاماً الماضية مارست دورها بتطوير الناس وخدمتهم موضحاً أن الرئيس الراحل حافظ الأسد لعب دوراً كبيراً في تطوير سوريا، ولا يمكن المقارنة بما يحصل اليوم، متسائلاً هل يستطيع أحد أن يأتي لي بفتوى من الشرع بأنني كدرزي أنتمي للمذهب الإسلامي؟ في حال اعترف بي كمسلم سأعترف به أنا ايضًا!.
وجدّد وهاب تأكيده على أن الشيه موفق الطريف لا يفعل شيئاً إلا وفيه المصلحة الدرزية ولا يفكر بالسياسة لا في مصلحة “إسرائيل” ولا في مصلحة غيرها بل يفكر في مصلحة الدروز، داعياً الى ضرورة تحديد استراتيجة وموقع الدروز واحتضان عربي.
وأعلن وهاب عن قرار بأن مَن يقترب من المناطق الدرزية سيتم سحقه وقتله، وأقول لأحمد الشرع سيحلّ بميليشياتك ما حل بميليشيات النظام السابق التي سحقت بظرف ساعتين في حال قررت أن تدخل السويداء من الشباك لا من الباب.
ولفت وهاب الى انقسام درزي في لبنان داعياً الى الجلوس جميعاً للتفاهم كما حدث في لقاء بعذران، على أن يكون اللقاء ضيقاً أكثر للتفاهم وإلا نحن ذاهبون الى مشكلة في النهاية، موجهاً نداء الى جنبلاط وإرسلان والداوود لعقد اجتماع مصغّر لبحث الشأن الداخلي الدرزي وبحضور المشايخ أيضاً، لافتاً الى أن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى – مع احترامي لموقعه – يمثل جزء بسيط من مشايخ الدروز وهو تحت رأي المرجعيات الروحية الدرزية الأخرى التي هي مراجع عليا، موضحاً أن شيخ العقل هو مندوب رجال الدين لدى السلطات الرسمية وليس هو المرجع الأعلى في الطائفة.
وأضاف رئيس حزب التوحيد العربي نحن كدروز عددنا مليون ونصف لدينا غريزة البقاء وحافظنا على وجودنا خلال ألف عام وأتينا لحماية ثغور الدولة الإسلامية، ونحن كيان أساسي في لبنان ليبقى موطن حريتي وحتى السلطنة العثمانية لم تقوَ على إلغاء حرية الدروز، وكذلك الأمر بالنسبة للفرنسيين.
ولفت وهاب الى قلق الأقليات في سوريا وكذلك السُّنّة قلقون مما يجري فيها.
وتابع: ومع احترامي للأستاذ وليد جنبلاط وغيره أنا لن اقبل من الآن فصاعدًا أن يتم التعامل معي كدرزي على أنني “درجة ثانية” لا في لبنان ولا في سوريا ولا في فلسطين، لافتاً الى إتفاق مع الرئيس الراحل حافظ الأسد بأن يكون هناك هناك مجلس شورى أو مجلس الشيوخ وكان في الاتفاق أن يتولّى رئاسة مجلس الشورى الراحل منصور الأطرش (أبو ثائر) وكان هناك اتفاقاً بأن تتوسّع حصة الدروز وقعت الحرب وأثّرت على هذا الموضوع ولكن اليوم لا يمكن أن تقول تختار مثلاً وزارة السياحة للدروز وتقول أوفيت حقك في سوريا، موضحاً أن الدروز في لبنان مش آخذين حقهم بالدولة ولو عنا كرامة ما كنا منقبل ندخل بالسلطة ونشارك فيها إلا بشرط معيّن! متسائلاً هل يعقل أن نفعل مثل الطائفة الشيعية للحصول على حقوقنا؟، لافتاً الى أن الطائفة الشيعية حصلت على وزارة المالية والتوقيع الثالث رغم إعلان البعض لهزيمة الشيعة، موضحاً أن السُّنة تمثله في الحكومة كالوزير أحمد الحجار والعميد منسى، لست مذهبياً ولكن عاملني كمواطن، متسائلاً لماذا لا يأخذون الدروز قيادة الجيش بالرغم من أن أول قائد جيش كان درزياً وهو فخر الدين وبذلك يطمئنون الموارنة.
وروى وهاب لأول مرة عبر “سبوت شوت” ماذا حدث بينه وبين وليد جنبلاط ورستم غزالة خلال لقاء جمعهم في شتورا على طاولة الغداء وكان جنبلاط شاهداً عندما قلت لرستم غزالة “بأننا أكلناها” منذ الطائف وكنا نأخذ وزارة الدفاع ووزارة الداخلية متسائلاً لماذا أصبحنا هكذا؟.
وأشار وهاب الى أن الشرع استعان بالتركي لتخريب كل سوريا، متمنياً على المقاتلين الذين لديهم هدف ببناء سوريا ووحدتها أن لا يسمحوا للشرع بإكمال ما بدأه اليوم، معتبراً أن ما يهمّ الشرع هو إرضاء الخارج وليس الداخل السوري مطالباً إياه بالتوجه لإرضاء الداخل وإلا لن يصمد، موضحاً أن الشرع لا يتجرّأ على ذكر اسم “إسرائيل”، متسائلاً كانوا ينتقدون آل الأسد بأنهم لم يطلقوا رصاصة من أجل الجولان بالرغم من أنهم دعموا حماس ودعموا كافة المقاومات ودفعوا ثمناً، لافتاً الى أن الرئيس الراحل حافظ الأسد هو الوحيد الذي تجرّأ على خوض حرب تشرين فليطلق الشرع النار تجاه “إسرائيل”، واصفاً الشرع بقوله: أنت رعديد تخاف من الخيال الإسرائيلي وليس من الطيران الإسرائيلي، وأتحداك أن تطلق النار على “إسرائيل”، يالله قرّب على السويداء لنشوف.. أعدك أن الطيارين الدروز في الجيش الإسرائيلي سيأتون ليقصفوك من دون أخذ إذن حكومة نتنياهو، لا يمكنك محاصرة دروز السويداء وساتفرّج عليك، وإذا دقّ بالدروز ستكون نهايته شبيهة بنهاية الشيشكلي”، لافتاً الى أن الدروز يحميهم سرّ إلهي لا أحد يستطيع أن يعرفه.
وفي ما يتعلّق بسلاح المقاومة قال وهاب: بندقية “حزب الله” يجب أن لا يتم تسليمها ولدينا مواجهة قادمة على طول الحدود مع السلسة الشرقية والحزب سيعود للسيطرة على لبنان والمسألة مسألة وقت في حال استمر هذا الاستفزاز.