إعتداءات
يُشكّل العامل الإسرائيلي التحدّي الأكبر الذي يواجهه لبنان في هذه المرحلة، في ظلّ التمادي الإسرائيلي في الخروقات والاستفزازات على غرار ما جرى في الساعات الأخيرة، سواء في تحليق طائرات التجسس فوق بيروت والضاحية أو بتجريف منازل قرى حدودية أو الاستهدافات المتواصلة، وآخرها في الهرمل باستهداف مسيّرة لسيارة مدنية، أفيد عن سقوط شهيد وجرحى.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنّ سلاح الجو أغار بشكل دقيق وبتوجيه من هيئة الاستخبارات على عنصر بارز في وحدة التسلح ونقل الوسائل القتالية (4400) التابعة لـ«حزب الله» في منطقة القصير. وأضاف أنّ «استهداف العنصر تمّ بعد أن انتهك بشكل متكرّر التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، بما في ذلك تورّطه في مجال نقل الوسائل القتالية إلى «حزب الله» خلال الحرب. وقد استُهدِف بينما كان يُخطط لتنفيذ عمليات نقل إضافية. وأشار إلى أنّ وحدة 4400 تواصل تنفيذ عمليات نقل وسائل قتالية إلى «حزب الله» ممّا يُشكل تهديداً لأمن إسرائيل باعتبارها خرقاً فادحاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».
استنفار ديبلوماسي
في موازاة ذلك، تحدّثت مصادر رسمية عن استنفار ديبلوماسي لوقف الإعتداءات الإسرائيلية وخروقاتها المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار. مشيرة إلى أنّ لبنان على تواصل مباشر مع رئاسة لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، طالباً القِيام بما توجبه عليها مهمّتها لردع إسرائيل عن خروقاتها واعتداءاتها، وإلزامها إنهاء الاحتلال للنقاط الخمس على الحدود. كما جرى تواصل رسمي مماثل مع رعاة اتفاق وقف النار لإلزام إسرائيل باحترام الاتفاق والقرار 1701.
مخاطر إسرائيلية
ربطاً بالاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، تخوّف مصدر مسؤول ممّا سمّاها «مخاطر» تحاول إسرائيل أن تُعمِّمها على كل المنطقة. وأضاف رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «السؤال المركزي لماذا هذا التراخي خصوصاً من قِبل رعاة اتفاق وقف إطلاق النار ومنح إسرائيل الحرّية الكاملة في احتلال النقاط الخمس واستباحة السيادة اللبنانية. في رأيي ما يجري من خروقات واعتداءات والإبقاء على احتلال النقاط الخمس، لا يمكن التوقف عنده كحدث مَوضَعي، بل ينبغي أن نوسّع دائرة النظر من لبنان إلى سائر المنطقة، إذ يبدو أنّ ما يجري من تطوّرات متسارعة وتمدّدات إسرائيلية على الأرض سواء في فلسطين أو في سوريا، وتحديداً في الجنوب السوري، مندرج في سياق مخطّط كبير يُهدّد مصير ومستقبل المنطقة برمّتها وسط صمت أميركي وغربي ودولي مطبق. وما يُخشى منه أنّ الوقائع المتسارعة سواء في الضفة الغربية، أو على الأرض السورية تنذر بأنّ الوضع مفتوح على متغيّرات يُخشى معها ألّا تبقى محصورة في النطاق السوري».
تطبيع
يبرز في سياق متصل، موقف أميركي لافت في مضمونه وتوقيته عبّر عنه مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مؤكّداً خلال فعالية أقيمت في واشنطن لصالح اللجنة اليهودية الأميركية: «هناك الكثير من التغييرات العميقة التي تحدث».
ولفت إلى إمكانية التطبيع بين لبنان وسوريا، بعد الانتكاسات الأخيرة التي تعرّضت لها القوات في البلدَين المرتبطَين بالحكومة الدينية الإيرانية، قائلاً: «بالمناسبة، يمكن للبنان أن يحشد قواه وينضمّ إلى اتفاقات إبراهيم للسلام، كما هو الحال مع سوريا. لبنان يمكن أن يتحرّك قريباً للانضمام إلى اتفاقات السلام، وسوريا قد تكون أيضاً في الطريق نفسه، ممّا يُشير إلى تغييرات عميقة تحدث في المنطقة».