أكّد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لقناة “السياسة”، ضمن برنامج “10452”، مع الإعلامي رامي نصار، حول مشاركته في تشييع الأمينين العامين لـ “حزل الله”، أنه لأوّل مرة أرى هذا الحشد في حياتي، وتواردت الأفكار في رأسي كثيراً عند رؤيتي للنعش يمر بين المشيعين، ولم أتخيّل تلك اللحظة، وحتى بعض اللبنانيين كان لديهم شكاً حتى اليوم بهذا الموضوع، والجميع كان حزيناً ولكن السيد كان سعيداً بما حصل فهو كان طالب للشهادة وعاش عمراً مديداً قبل أن يستشهد ولكن لا يمكن وصف تلك اللحظات مؤكداً أن الحشد كان رهيباً ولم أرَ مثله من قبل.
ولفت وهاب الى أن السيد سمع كثيراً من التحذيرات من الحرب ولكن بالنسبة للسيد فهو يدرك جيداً أن المسألة الأخلاقية أهم من هذه النتائج، ما يعني أن المسألة الإيمانية والأخلاقية والدينية والإسلامية يعتبرها أنه إذا تفرّج على موضوع فلسطين سنة وأكثر دون أن يحرّك ساكناً كان يعتبر أن ذلك خطاً، معتبراً أنه حتى إذا أعدنا سؤاله عن ذلك يجيب أنه كان على حق من الناحية الأخلاقية الدينية الإنسانية والعربية والإسلامية، وهنا المسألة لا تتعلق بالربح أو الخسارة بل هل هو على الجانب الصحيح من التاريخ هذا هو السؤال الذي يطرحه السيد على نفسه.
ورأى وهاب أن لا أحد يملك القدرة التنظيمية لـ “حزب الله”، لينظم هكذا احتفال وحشد الآلاف الذي لم يستطع أحد أن يحصيه، موضحاً أن صحيح أن الحزب تلقى ضربات معينة ولكنه قادر بسرعة على تعويض تلك الضربات.
ولفت وهاب الى أن غياب بعض القيادات السياسية كان خوفاً من العقوبات الأميركية ومواقف بعض الدول الأجنبية والعربية، معتبراً أن المنظمين لم يكن يعنيهم الوجود الرسمي كثيراً بقدر اهتمامهم بالحضور الشعبي، لأن السيد في النهاية هو قائد ثورة وقائد مقاومة وليس رئيس دولة أو لديه منصب رسمي، والمشاركة أعظم من أن نقول شارك هذا الوزير أو ذاك أو هذا القيادي أو ذاك، موضحاً ان مستوى المشاركة كان عالمياً ومن كل أقطار العالم ويمثلون أحرار العالم وليس نظام العبيد في العالم أو نظام الذين يخضعون لهذا النظام العالمي الوسخ.
وأضاف: وُجهت ضربة معينة لـ “حزب الله” ولكن إذا ما صُرفت مع الوقت في السياسة، الإسرائيلي لا يستطيع العمل في السياسة في لبنان ولا يملك القرار بالعمل السياسي في لبنان، معتبراً أن تلك الضربة العسكرية أو الأمنية إذا لم تكسر الظهر تقوي والمشهد اليوم يدل على القوة، لافتاً الى أن الحملة التي شُنّت ضد “حزب الله” قوّته وجعلت الشيعة يلتفون حوله بطريقة جنونية.
وأكّد وهاب على كلام الأمين العام للحزب السيد نعيم قاسم على أن المقاومة مستمرة والاحتلال مستمر ما سيؤثّر على منطق الدولة اللبنانية كثيراً ما يعني أن بعد الـ 18 من الشهرمن المفترض أن المهلة تكون قد انقضت ولكن الطيران اليوم فوق بيروت وعلى علو منخفضوبشكل استعراضي خلال التشييع واستمرار القصف في المناطق الحدودية، ولم تعطِ بعذ “إسرائيل” والمجتمع الدولي الدولة اللبنانية الأوراق المطلوبة لتدق يدها على صدرها، لذلك كما طرح السيد قاسم المواجهة مستمرة مع المشروع الأميركي وهو يعتبر الباقي تفاصيل.
وتابع وهاب، التشييع انتهى ومن اليوم والرايح سنرى “حزب الله” ماذا سيقرّر، واليوم سيبدأ عملياً بوضع خارطته للتحرك، ولا أحد يملك ماهية تلك الخارطة، ولكن كلام السيد قاسم يشير اليوم الى أن لا أحد محلياً يستطيع أن يربح عليه ولا أحد ربح عليه، موضحاً أن السيد قاسم اعتبر المواجهة أكبر من ذلك، وهي مع مشروع أميركي في المنطقة ولكن لا أحد يعرف كيف سيواجهه.
وأوضح رئيس حزب التوحيد العربي أن “حزب الله” قلّص دوره وحضوره الإقليمي عندما كان السيد نصرالله موجوداً، ومنذ سنوات سحب عناصره من اليمن ومن سوريا، ودخوله في حرب الإسناد كان من الأراضي اللبنانية.
واستبعد وهاب وجود أجنحة في “حزب الله”، موضحاً أن ما يجري اليوم حول بعض القرارات حول دخول الحزب في الحرب هو نقاش، معتبراً أن الحزب في النهاية هو الذي دخل بالحرب، معتبراً أن ما يهمنا هو النتائج السياسية لما حصل، ومن هنا الى الانتخابات النيابية ماذا سيحصل وفي الإنتخابات سيكون هناك محطة ثانية ليثبت “حزب الله” أن لديه قوة كبيرة وقد يعيد صياغة تحالفاته، هذه المحطات ستنعكس على الوضع اللبناني كله.
وشدّد وهاب على أن الحزب مازال قوياً ولا يستطيع أي فريق داخلي أن يهزمه أو أن يواجهه، لافتاً الى أن “إسرائيل” وأميركا واجهته حتى يصلوا الى الوضع الذي وصلنا إليه اليوم ولكن هنا الشباب يلملمون من وراء نتنياهو، وبهذا الأداء الداخلي أخطأوا بإعطاء الحزب ورقة جديدة إذا كانوا هم فعلاً يريدون العمل بالشيعة كما يفكرون، هذا الذي حصل أقفل أبواب الشيعة أمام كثر لأن الشيعي رأى أنه مستهدف كطائفة وليس كحزب لذلك كان الزحف المليوني اليوم، واصفاً التشييع اليوم بمشهدية الانتصار وليس التراجع كما يمنّي البعض نفسه.
ورأى وهاب أن الأرض هي توجه الحكومة والدولة وتطورات الأرض هي التي تصنع وليس البيان الوزاري الذي يُقرأ لمرة واحدة، متسالاً ما العمل في موضوع النقاط الخمس المحتلة؟، موضحاً أن لبنان جرّب منذ العام 1978 حتى عام 2000 كل الوسائل الدبلوماسية وصدرت جميع القرارات الدولية ولم ينسحب الجيش الإسرائيلي من كل الأراضي، متسائلاً هل طُبّقت القرارات الدولية؟ لافتاً الى أن الجميع تبنى السقف الذي وضعه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولكن مَن ينفذه؟.
وأكّد وهاب على أن “حزب الله” قادر على إعادة الإعمار من أمواله.
ورداً على سؤال هل كلّفك وقوفك الى جانب “حزب الله” أجاب وهاب: أهم شيء أن تكون على الجانب الصحيح في التاريخ، مضيفاً كل الذين قاوموا في التاريخ دفعوا ثمناً ولكن التاريخ أنصفهم، كاشفاً أنه تمرد على بيئته لأن يريد الإنعتاق ولم أطلب الإنعتاق في بيئتي حتى أكون عبداً لدى السفارات والدول وحتى في تحالفاتي لا أقبل بذلك.
وكشف وهاب أن نجله هادي قد يترشح للنيابة في الاستحقاق المقبل، ولكن هذا لا يعني أنني لن أستمر بعملي الوطني لأن الترشح للانتخابات مغاير للعمل الوطني أو السياسي، متابعاً “قرفت من لعبة الانتخابات”.
ولفت وهاب الى أن قطيعته مع جنبلاط لها أسبابها، وعلاقته بجنبلاط مقتصرة على الشأن الاجتماعي، موضحاً أن الخلاف بيننا مؤخراً هو على دروز فلسطين والشيخ موفق الطريف معلناً رفضه لجلد الذات، لافتاً الى أن الشيخ موفق الطرف الطريف قام بدور معين لحماية دروز سوريا وكنت مع حمايتهم لأنني لست مضطراً لجلد ذاتي لأرضي كم واحد من العرب أو من المسلمين يطلعوا الدروز يعووا في سوريا، كما يحصل مع غيرهم، فشر الدروز يعووا، كاشفاً أن مليار ونصف عربي متصالح مع “إسرائيل” وآتي اليوم ألتحميل 150 درزي في “إسرائيل” كل الخيانة، لا أقبل بذلك، متسائلاً هل المطلوب تركهم بلا حماية أو الاستسلام للتنظيمات الإرهابية التي تجبر الناس تعووي في بعض الأماكن؟، وكان هناك تناقض في هذا الموضوع بيني وبين جنبلاط ما أدى الى قطيعة.
وكشف وهاب أن الشيخ موفق أمن الأمان لدروز سوريا عبر أميركا و”إسرائيل”، ومنع الذبيحة من الدخول الى مناطقهم.
وحول الدور السعودي في القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين في السعودية قال وهاب أن هذا فخر للعرب بأن نرى دولة عربية تجمع جبارين كانا يهددان بحرب نووية بينهما إذا استمرت الحرب في أوكرانيا، أي عربي قد يؤيّد هذا المشهد ويطمئن له بعد سقوط سوريا وتضرر العراق وعدم قدرته على استعادة دوره ومصر دولة كبيرة موجودة وتطمئن لجيشها ولكن ينهكونها اقتصادياً، وعندما ياتي السعودي للعب هذا الدور فتطمئن له لوجود الحماية التي يستطيع السعودي أن يضعها فوق المنطقة.
ولفت وهاب الى صعوبة تطبيع السعودية مع “إسرائيل” لافتاً الى أن مصر والأردن لم يقوما بالتطبيع حتى اليوم، لافتاً الى صعوبة التطبيع في المنطقة لأن تعقيداتها أصعب من “خبريات” ترامب ويختلف عليها المسيحي والمسلم واليهودي.
وأكّد وهاب على أن خطة ترامب بتهجير الفلسطينيين غير قابلة للتطبيق.
وأثنى وهاب على الحكومة الجديدة مثنياً على مناقبية كل من وزير الداخلية أحمد الحجار، ووزير الأشغال العامة والنقل فايز الرسامني متنمياً أن تثمر شيئاً، لافتاً الى زيارة الرئيس العماد حوزاف عون الى السعودية التي قد تثمر في ملف الكهرباء باستقدام الفيول من السعودية كما من العراق، كاشفاً عن طموح بزيادة التغذية الى 20 ساعة، لافتاً الى التسهيلات الضخمة التي يقدمها العراقيين في الكهرباء حيث تصل التغذية الى 8 ساعات.
ونصح وهاب الأمين العام لـ “حزب الله” بعدم تسليم السلاح، لأن المنطقة غير مستقرة وستبقى كذلك لزمن بعيد، طالما حدودي مع سوريا فيها تفلت سيصبح السلاح ضمانة للبنان في هذا الوقت، لافتاً الى أن أحمد الشرع سلفي وليس إخواني، كاشفاً أن “الإخوان المسلمين” منزعجون مما حصل في سوريا، ولن يريحوه وهم الأقوى شعبياً في سوريا ولكن هذا المد ليس إخوانياً بل سلفي ومّن معه تكفيريين وليسوا “إخوان”، مؤكداً على قدرة الجيش اللبناني في حماية لبنان في القرار السياسي وقرار الدولة وقرار الدول الداعمة للجيش، متسائلاً هل الجيش يستطيع أن يقاتل التكفيريين اليوم؟ مع انعدام إمكانياته من السلاح اللازم لحماية لبنان كما يلزم.