وفي ظل العجز عن التاثير في حجم المشاركة الشعبية في تشييع الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، والشهيد السيد هاشم صفي الدين يوم الاحد المقبل، تنشغل الولايات المتحدة الاميركية عبر سفارتها في بيروت بالتهويل على جهات رسمية وغير رسمية لمنع مشاركتها في الحدث باعتباره يمنح شرعية لحزب الله في وقت المطلوب عزله على الصعيد الداخلي. وفيما يسعى حزب الله لتحويل المناسبة الى محطة وطنية تاسيسية يبنى عليها لمد الجسور مع معظم القوى السياسية، ولارساء علاقة منفتحة مع العهد والحكومة، تتجه الانظار الى كيفية تعامل هذه الاطراف مع الدعوة باعتبارها مؤشرا على طبيعة المرحلة المقبلة، وفيما لم يتضح بعد حجم التمثيل الرسمي، باستثناء المشاركة المؤكدة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، اكد الحزب التقدمي الاشتراكي المشاركة. في المقابل، اعلن الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري المقاطعة، فيما نفى مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك المعلومات الاعلامية التي تحدثت عن قرار بمقاطعة التشييع.
«دفتر شروط» اميركي
بات وضاحا، ان ثمة دفتر شروط اميركيا تريد واشنطن فرضه على لبنان، بالتنسيق مع حكومة الاحتلال، عنوانه نزع سلاح حزب الله، لكن هل تتحمل الساحة اللبنانية جدول الاعمال الاميركي؟ هو سؤال تجيب عنه مصادر سياسية بارزة بالنفي، وتحذر من الانسياق في التزام هذا الجدول لانه قد يؤدي الى انفجار داخلي غير محدود. وهذا ايضا ما تحذر منه اوساط ديبلوماسية اوروبية لا توافق على الاندفاعة الاميركية وتحاول فرملتها دون جدوى حتى الان، وهي تتخوف من اضطرابات داخلية. وفي هذا السياق، لم تتلق الجهات الرسمية اي رد اميركي حول كيفية معالجة الاحتلال الاسرائيلي، في ظل تبني كامل للذرائع الاسرائيلية حيال عدم التاكد من عودة عناصر قوات «الرضوان» الى قراهم الحدودية، وعدم معالجة ملف صواريخ حزب الله البعيدة المدى، ومزاعم اخرى غير منطقية تهدف الى ارباك الساحة الداخلية ودفع الامور نحو الفوضى، خصوصا ان ثمة من يحاول ربط مسالة اعادة الاعمار بملف السلاح والترتيبات الامنية، وغيرها من الملفات، وهو امر يعد «قنبلة موقوتة»، ولن يتهاون حزب الله في التعامل معها. وكان بارزا بالامس رد عضو الوفاء للمقاومة حسين الحاج حسن على رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي ربط اعادة الاعمار بالاصلاحات، معتبرا ان هذين الملفين منفصلين ولا يمكن الربط بينهما.
السلاح والتطبيع؟
ووفقا للمعلومات، فان القراءات التي أدرجت احتفاظ إسرائيل بالنقاط الخمس في محاولة لتطمين سكان المستوطنات الرافضين العودة اليها في ظل ما يعتبرونه انعدام الامن، تراجعت خلال الساعات القليلة الماضية، وتقدمت قناعة موازية تعتبر ان إبقاء احتلال النقاط الخمس بات اكبر من ضغط على لبنان لنزع سلاح حزب الله، بل تهدف الى فرض شروطها على الدولة اللبنانية سواء ما يعود لتثبيت الحدود المتنازع عليها او لدفع لبنان الى التطبيع، في ظل الاندفاعة الاميركية لفرض «السلام» بالقوة.