حذّر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث ضمن برنامج “قطعاً سننتصر”، مع الإعلامية رولا نصر من عدم استفزاز النمر الجريح، لافتاً الى أن مَن كان يريد هزيمة “حزب الله” أخطأ في خرائطه لأن استفزاز الشيعة بهذه الطريقة التي تمّت بعد الحرب والاستمرار في حشر الشيعة بعد الحرب رغم كل التضحيات التي قدموها أدّت الى التفاف الشيعة مجدداً وبشكل قوي حتى شعرت أن بعض الذين كانوا ربما ينتقدون “حزب الله” تغيّر موقفهم لأنه بدا لهم بأن المستهدف هو الطائفة الشيعية بأكملها، وهذا كان خطأ كبيراً إرتكبه بعض اللبنانيين وبعض الدول التي أرادت أن تستعجل إنهاء “حزب الله”، فأتت النتيجة عكسية، معتبراً أن هذا الخطأ الكبير ستظهر نتائجه في المستقبل.
ولفت وهاب الى دفع الأموال الطائلة خلال الانتخابات وعلى إيران أن تعرف هذا الأمر لأن مهمتها الآن دعم الحزب في المرحلة المقبلة ودعم الثنائي الشيعي ولكن حتماً إذا إيران لم تقف بجانب “الحزب” سيتم استهداف البيئة الشيعية بشكل كبير خلال الانتخابات.
ورأى وهاب أن الرئيس العماد جوزاف عون صادق في ما يتعلق بعدم الضغط على البيئة الشيعية، لأنه قريب من هذه البيئة وهو ابن الجنوب وتعامل مع هذه البيئة بشكل جيد، موضحاً أنه حتى في تشكيل الحكومة لولا الرئيس عون لكان ذهب الرئيس نواف سلام الى أمر آخر، كاشفاً أن الرئيس العماد عون استوعب المشكلة بين الرئيس برّي والرئيس نواف سلام في قصر بعبدا حيث طلب سلام بأن يوقّع الرئيس عون المراسيم دون موافقة الشيعة والرئيس عون لم يفعل ذلك، بل تنازل من حقّه لتسهيل تشكيل الحكومة وجعل الثنائي الشيعي يشارك فيها.
ولفت وهاب الى أن ما قاله مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا في موضوع السيد كان صحيحاً لأنني تكلّمت مع السيد حول اسم الرئيس جوزاف عون والذي أجابه بأن مرشح الحزب الطبيعي هو سليمان فرنجية ولكن إذا لم يُنتخب فرنجية سيكون العماد عون لأننا نتعامل معه وطلب أن أترك الباب مفتوحاً معه لأنني كنت أفاوض في هذا الموضوع والسيد كان واضحاً في ذلك.
ولفت وهاب الى أن الجيش اللبناني لا يستطيع أن يصطدم بالشيعة لأنه بذلك سيفرط الجيش وسيتّحد الشيعة، لافتاً الى أن الأجندة الخارجية مضروبة في خرائطها في لبنان ولا تعرف بالواقع القائم في لبنان، موضحاً أن الشيعة يعتبرون أنهم مستهدفون في الداخل والخارج وإذا لم نتعاطى معهم بطريقة الطمأنة وما لا يستطيع الرئيس عون فعله لا يستطيع الرئيس نواف سلام أن يفعله.
ولفت وهاب أن الحزب لديه إمكانية لإعادة الإعمار بنفسه، ولكن إعادة الإعمار بحاجة الى وقت طويل، متسائلاً أين المشكلة في استقدام الأموال من إيران، كاشفاً أن “حزب الله” لديه 100 ألف راتباً، وهذه بيئة مستفيدة إذا قُطع عنها الهواء ستبادر للعمل ضد مَن قطع عنها الهواء.
وكشف وهاب أن بعد 23 شباط ليس كما قبله وسيكون هناك حديثاً آخراً، معتبراً أن هذه البيئة لن تصمت عن كل الاستفزازات التي يقومون بها، محذراً من تلك الاستفزازات مشدداً على عدم استفزاز “النمر الجريح”، لأن الخسارة ستكون شبه كاملة إذا استمروا باستفزازه.
ولفت وهاب الى أن العراق لديها حوزات وطبيعي أن تساعد الشيعة، والجزائر بلد شقيق وكانت تساعد لبنان في فترات سابقة ولازالت حتى اليوم وهي دولة لديها روح قومية وتحترم نفسها ولديها استقلالها بشكل حقيقي، لافتاً الى أن الجزائر دفعت تكاليف حرب 1973، في وقت كان السادات والأسد لديهم مشكلة في تمويل الحرب فذهب هواري بومدين الى روسيا ودفع الأموال وتم شحن السلاح الى مصر وسوريا.
واعتبر وهاب أن الاعتداء على قافلة اليونيفيل تخسّر ولا تربّح رافضاً هذه الممارسات ومثنياً على دور اليونيفيل في لبنان.
ورأى وهاب أن التحرك السلمي للحزب على طريق المطار كان رسالة واضحة وسيكون هناك مئات الرسائل إذا استمر الضغط عليهم، فلا أحد سيستسلم بسهولة.
وكشف وهاب عن ضغط دولي كبير لحماية لبنان، لافتاً الى أن الإسرائيلي حقّق نتائج عسكرية في المنطقة ولكن لم يحقق نتائج سياسية.
وتابع رئيس حزب التوحيد العربي أنه بعد كل الأداء الذي حصل في انتخاب رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة وتشكيل الحكومة أصبحت أشكك بكل شيء وأقول ذلك بكل صراحة، لافتاً الى أن الأداء السياسي لفريقنا سيء وتعيس ويجب تصحيحه، ولكن بعد التشييع سيكون النقاش أهدأ ومثمر أكثر.
واستغرب وهاب كيف استطاعت حماس أن تُخرج غزة بمشهد الانتصار بعد اتفاق وقف إطلاق النار على عكس لبنان الذي أظهر المشهد بصورة هزيمة مع أن الهزيمة في لبنان لم تحصل.
وتمنى وهاب على أن يكون هناك مرحلة جديدة في المملكة العربية السعودية تجاه لبنان وتضع يدها مع لبنان وهي التي كانت دائماً تعمل لخير لبنان، لافتاً الى أن المملكة العربية السعودية لديها الكثير من المهام منها السودان وسوريا ولبنان وكلها بحاجة لإعادة إعمار ويجب استغلال هذا الوضع بسرعة لأن زمن البحبوحة انتهى في كل الوطن العربي داعياً لنقاش جديّ مع الأخوة السعوديين لوضع يدهم في ملفات إعمار لبنان والبنية التحتية وبدعم لبنان الى جانب الإمارات وقطر والكويت وكل دول مجلس التعاون الخليجي.
ولم يستبعد وهاب عدم انسحاب “إسرائيل” من النقاط الخمس التي بقي فيها وستصبح محتلة كمزارع شبعا لأنه لا مبرر لبقائه فيها لولا رغبته في احتلالها والبقاء فيها، مضيفاً أن العدو الإسرائيلي سيحتفظ بوجود دائم في تلك النقاط كما هو الوضع في غزة.
ورأى وهاب أننا ذاهبون الى هدنة طويلة في لبنان وغزة، لافتاً الى أن التركيز اليوم يجب أن يكون على الاقتصاد لأن الاقتصاد يحل الكثير من المشاكل على مستوى المنطقة وعلى مستوى البلد، لذا يجب التركيز على الإنماء الاقتصادي والتعاون الاقتصادي على مستوى المنطقة للوصول لسوق عربية مشتركة، متسائلاً ماذا يمنع وجود سوق عربية مشتركة، طالما أننا من أصول عربية واحدة؟ ولماذا لا نلغي التأشيرات بيننا وبين الدول العربية؟.
وراهن وهاب على القمة الثلاثية التي حصلت في السعودية وعلى القمة الخماسية التي ستحصل والتي ستنتج رؤية ممتازة، متمنياً أن تتحول تلك القمة الى لقاء دائم لأنها دول مؤثرة في المنطقة إضافة الى ضم دول أخرى إليها إذا استطاعوا كالعراق والجزائر وحولوا تلك القمة الى مؤسسة جدية أكثر من مؤسسة جامعة الدول العربية التي تلتقي فعلياً مرة واحدة كل عام دون لمس نتائج جدية فيها، والقمة الخماسية كبديل ستكون جدية أكثر كنقاش وقادرة على صياغة منظومة الأمن القومي المهددة، متسائلاً ماذا يمنع من إنشاء جيش عربي مشترك الذي من مهامه حماية الأمن العربي بكامله.
ورأى أنه لا يمكن ربط العالم العربي بفكرة التطبيع مع “إسرائيل” أو عدمه، فالشعوب هي التي تختار مصيرها، موضحاً أنه إذا تمتعت تلك المنطقة بإنماء متقدم وأصبحت مستقرة وفيها سوق عربية مشتركة أو إتحاد عربي اقتصادي ما الذي يخيفنا من “إسرائيل”إذا كان لدينا هذه القدرات العربية؟.
ولفت وهاب الى أن خطة ترامب في تهجير الفلسطينيين من غزة لن تنجح لأنه لا يمكن إقناع 7 ملايين فلسطيني بذلك، لافتاً الى مشروع أفضل من ذلك هو دولة واحدة فيها العرب واليهود ولتخض تلك الدولة انتخابات ديمقراطية ومع الوقت مًن ينجح ينجح.
وتخوف وهاب على استقرار ووحدة سوريا لأن استقرار سوريا ينعكس على لبنان والمنطقة كلها كائناً مَن كان في سوريا، لافتاً الى المخاطر الأمنية في سوريا التي تتمثل بداعش التي هي على خصومة كبيرة مع الشرع إضافة الى التنظيمات التي كانت حليفة له وبدأت تعترض على طريقة حكمه، مشدداً على صعوبة الوضع في سوريا.
ورأى وهاب أن تترك المقاومة الحل الدبلوماسي يأخذ مداه كي لا تترك مبرراً لأحد.
وحول تحذيره للشرع من محاولة اغتياله، أوضح وهاب أن داعش وكثير من الفصائل التي كانت متحالفة معه قد تعمل على اغتياله لأن داعش تتهمه بتسليم رأس أبو بكر البغدادي وبعده رأس المهاجر، وهذا كان الامتحان الأميركي الأقصى للشرع، ثم هناك الفصائل الأخرى التي كانت متحالفة معه والتي تركها ولم يعد يتعاطى معها بعد دخوله الى دمشق.
وأكّد وهاب على أن الشرع لن يتمكن من التدخل بلبنان عسكرياً لأنه سيتم مواجهته وهناك قدرة على اختراق منطقة حمص وأن يقوم اللبنانيون بشطر سوريا الى نصفين إذا تدخل بشكل عسكري والحزب لديه القدرة على ذلك ولديه 50 و60 ألف مقاتل والشرع لا يملك تلك القوة الآن، مؤكداً أن لا قرار في ذلك لأن لبنان فيه “موزاييك” طائفي ومذهبي وسيتعرض الى مجازر كبرى إذا تدخل الشرع بلبنان عسكرياً، لأن الشرع لديه فصائل غير منتظمة وتمارس القتل على الأقليات وعلى بعض السنّة المعتدلين مشدداً تأكيده على أن هذا القرار غير جدّي.
ولفت وهاب الى أن الشرع يحاول إبعاد “الإخوان المسلمين” عن سوريا، موضحاً أن فصائل الشرع سلفية والإخوان يمسكون بسوريا في الانتخابات ولكن “الإخوان” إذا لم يجدوا مكاناً في سوريا سيطرقون أبواباً أخرى كالأردن والخليج ولن يصمتوا خاصة وأن الوضع في مصر صعب بالنسبة إليهم.
وأكّد وهاب حضوره تشييع السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، ولكنه لم يستبعد وجود أي خطر أمني، وأضاف قائلاً: فلننتظر للأحد ونشهد الحشود، كاشفاً أن التشييع سيكون مليونياً، والمشهد سيشهد.
ووصف وهاب إلغاء بعد شركات الطيران رحلاتها يوم التشييع، بالبلطجة الأميركية التي لا يجوز أن تستمر لأن السيادة لا تتجزأ، وأن يكون “الرنجر الأميركي” على رقبتنا أسهل من “الرنجر الإيراني” عيب، يجب رفض هذا المبدأ بأن يكون على رقبتنا “رنجر” من أي كان، محذراً من أن ذلك لا يصنع استقراراً في لبنان وحلولاً ولا تعيد البلد الى الأمان والاستقرار، مضيفاً “إما أن أكون سيادي بامتياز ضد الجميع أم مستسلم مثل بنت السوق”.
ودعا وهاب الى ضرورة الإلتفاف على بعضنا البعض وأن نريح بعضنا البعض، مضيفاً إذا استهدف المسيحي يجب أن أدافع عنه لأنني بذلك أدافع عن نفسي، وإذا استهدف السّنّي أدافع عنه كما أدافع عن نفسي، موضحاً دعيت لعودة الحريري لأنني شعرت أن السّنّة مكسورون، وتجاوزنا الخصومة معه لأن الأهم هو الحفاظ على التوازن بالحفاظ على السّنّة، متوجهاً للجميع بالقول “استوعبوا الشيعة وطمنوهم ولا تنقزوهم لأنهم لم يضعفوا ولا تفكروا أنكم ستحصدون النتائج، لأنه بذلك تكونون قد أدخلتم لبنان بمغامرة كبيرة لأن جميعنا لا نستطيع اليوم مقاتلة “حزب الله” في الداخل، حذار، حذار، حذار من ذلك، وإلا ستجرون لبنان الى التهلكة، لافتاً الى أن زلزال نتنياهو لم ينتهِ بعد وكذلك الأمر بالنسبة لزلزال ترامب الذي لا نعرف نهايته، فلنقف على الطريق لنرى كيف سينتهي هذا الزلزال وعلى أساسها نقرر، فلا تستعجلوا الأمور.
ورأى وهاب أن مرحلة الإنتخابات النيابية المقبلة بدأت وهي مفصل مهم، لأن مَن سيربح الإنتخابات سيحكم، لافتاً الى أن المعركة ستكون بين “حزب الله” وحلفائه وبين الأميركي وحلفائه وسيكون هناك معركة داخل الطائفة الشيعية، مؤكداً على أن لا إمكانية لتغيير قانون الإنتخاب الحالي لأن المسيحيين يرفضون التعديل بالإضافة أيضاً الى رفض آخرين للتعديل.
وتمنى وهاب مرور يوم 23 شباط ، لافتاً الى أن 24 شباط سيكون يوماً آخر.
وختم وهاب حديثه بالقول: “السيد حسن نصرالله قبل أن يكون قائداً كان إنساناً بكل ما للكلمة من معنى، ولا يعوّض، ولا يمكن أن تدركي صعوبة أن لا يكون في لبنان لأن بغيابه سيصغُر حجم البلد السياسي”.