رأى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لقناة “الجديد”، ضمن برنامج “الحدث” مع الإعلامية سمر أبو خليل أن “المرحلة اليوم تختلف عن العام 1982، باختلاف القوى في المنطقة، موضحاً أنه في العام 1982، تمكنا من إلغاء النتائج السياسية للاجتياح بعد عام ونصف بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس السوفياتي يومذاك أندرو بوف الذي فتح المخازن للجيش السوري وللقوى اللبنانية، مضيفاً أن المسألة اليوم أشد سوداوية”.
ولفت وهاب أن التفاصيل اللبنانية لم تصنع يوماً الحدث، بل كانت ردود فعل مسلسلاً أحداث لبنان التي كانت أحداثاً أقليمية أو دولية تنعكس على لبنان بدءًا باحتلال فلسطين في العام 1948، التي تدفقت خلالها موجات الهجرة الفلسطينية وانعكست على لبنان الذي لم يطل فيه الاستقرار مرورراً بالعام 1957 حلف بغداد الذي فجر لبنان في العام 1958، وصولاً الى حرب الـ 67، التي أتخمت لبنان بالنازحين الفلسطينيين ثم بالنشاط الفدائي وصولاً الى انفجار الحرب في لبنان لتصفية السلاح الفلسطيني لأن المطلوب كان إنتاج حرب أهلية في لبنان من خلال إدخال السلاح الفلسطيني فيها مما أدّى الى خروج السلاح الفلسطيني عبر اجتياح العام 1982، ثم جاءت ردة الفعل على الاجتياح التي كانت قراراً إقليمياً إتّخذه الرئيس حافظ الأسد مع السوفيات بالتحالف مع القوى اللبنانية من بينها الوزير جنبلاط والرئيس برّي والرئيس سليمان فرنجية والرئيس رشيد كرامي الذين أنتجوا جبهة الخلاص الوطني، وصولاً الى العام 1989 والاجتياح العراقي للكويت التي أنتجت تسوية بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس جورج بوش الأب بإنهاء الحرب اللبنانية يومذاك، فدخل السوري الى لبنان وصنع استقراراً لمدة 15 عاماً، وباحتلال الولايات المتحدة للعراق وجدوا أنفسهم في مأزق بعدما وجدوا الإيراني والسوري يقومان بالعمليات ضدهم، عمدها تأزمت مع الأميركي وأجرى صفقته مع الفرنسي وانفرجت في لبنان عبر صفقة إخراج السوري من لبنان وتحقيق نصر شكلي رداً على السقوط في بغداد، واليوم حرب غزة أيضاً انعكست علينا بشكل كبير.
ورأى وهاب أن الرئيس أوباما أكمل مسير بوش في تخريب الوطن العربي، معتبراً أنه عندما سقط تمثال الرئيس صدام حسين في بغداد بدأت نكبتنا في لبنان، موضحاً أن المقصود بإسقاط التمثال هو سقوط المنطقة وليس صدام حسين وهنا بدأت مساوئ الاحتلال الأميركي، داعياً الى مساعدة السوداني في بناء دولة العراق.
ودعا وهاب العرب لدعم مصر والأردن للتصدي لخطة ترامب بتهجير الفلسطينيين الى مصر والأردن، لافتاً الى الثلاثية العربية التي كانت تصنع الأمن القومي العربي السعودية وسوريا ومصر التي تعاني من هجمة كبيرة من “الإخوان المسلمين” ومن بعض الدوائر يجب دعمها ومساعدتها والوقوف الى جانبها وكذلك الأمر بالنسبة الأردن حيث إذا توافق “الإخوان” مع “إسرائيل” على إسقاط الأردن يصبح الوضع أصعب لأن الإسرائيلي يطمح لأن يكون الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، مؤكداً وقوفه وراء الموقف العربي التي تمثله السعودية التي سارعت لرفض خطة ترامب، مطالباً السعودية ودول الخليج دعم مصر والأردن لأنهما مهددان بالسقوط الاقتصادي والمالي، لافتاً الى أن الدول التي وقعت سلاماً تُركت لمصيرها.
وأكّد رئيس حزب التوحيد العربي على استمرار الزلزال في المنطقة ولا يمكن التنبؤ بارتداداته قبل نهايته، لافتاً الى قرار ترامب بإعطاء إيران النووي السلمي – وهذا ما يريده آية الله السيد علي خامنئي الذي لا يريد قنبلة نووية – ونحتفل جميعنا في الشرق الأوسط.
وأكّد وهاب أن لا حرب مع “إسرائيل” خلال الـ 25 سنة القادمة لا في غزة ولا في لبنان، إلا إذا هو قرّر تهجير الضفة وغزة، موضحاً أن “حماس” و”الجهاد” في غزة لن يشنوا حروباً خلال الـ 25 سنة القادمة وفي لبنان أيضاً لا حرب إلا إذا الإسرائيلي قرر ذلك، لافتاً الى متغيرات حصلت منها وقف الحديث عن السلاح شمال الليطاني، مضيفاً موضوع سوريا غير كثيراً في الحسابات في المنطقة وتحديداً في الحسابات الأميركية والإسرائيلية، لافتاً الى أنه ليست التنظيمات كلها في سوريا هي تابعة لأحمد الشرع، موضحاً أن الشرع حتى اليوم لم يرتكب أي خطأ لا في الإداء الشخصي ولا في إداء الهيئة، مطالباً الشرع بالإجابة عن سؤال الصراع مع “إسرائيل”، لافتاً الى أن الجميع كان ينتقد أن الرئيس بشار الأسد لم يطلق النار على الجولان المحتلة واليوم احتلت أراضٍ أخرى ماذا سيفعل الشرع؟.
وكشف وهاب عن أن الرئيس الأسد رفض عرضاً لا يُرفض في موضوع الجولان يتعلق بعودة النفوذ في لبنان كاملاً دون دخول الجيش السوري وانسحاب تركي من إدلب، وانسحاب أميركي من شرق الفرات ودخول الجيش السوري الى مناطق قسد وبدء عملية إعادة الإعمار في سوريا مقابل نسيان الجولان واستئجار الجولان في عرض آخر معدّل ورفضه الأسد أيضاً لأن بنظره التاريخ سيلعنه، مضيفاً هذه سوريا لا يمكن نزعها من طبيعتها العروبة وحماية كل مصالح العرب.
وحذّر وهاب الشرع من أن المسألة ليست فقط “السلاجقة يقد يحموك، ناصحاً إياه بعدم دعم فصائل في مواجهة فصائل أخرى نكاية بمشايخ عقل الطائفة لنهم يطلبوم منك استضاحاً للمرحلة المقبلة فهم لا يستطيعون تسليمه السلطة دون ضمانات، هل يمكنك أن تعطيني فتوى بأنني مسلم، تلك الفتوى التي أعطاني إياه الأزهر وجمال عبد الناصر؟”، مؤكداً بأنه مع الأمة السنية ووراء الشرع لأنه يمثل أكثرية الأمة السنية ولكن عليك أن تحميني؟، مضيفاً لا يمكنك فرض جزية عليّ في المناطقة التابعة لنفوذك”، لافتاً الى وجود 4 أو 5 ألغام أمام الشرع يجب التنبه لها، متوجهاً إليه بالقول لا يمكنك دخول السويداء بالقوة لأن ستُسحق وتُقتل أنت وقيادتك وهذا قرار أكبر مني ومنك وأنت تعرف ذلك، نحن نريد أن نكون منضمن الأمة ومشروعها ولكن ليس بالقوة.
ونصح وهاب الأطراف اللبنانية بعدم لقاء الشرع في الوقت الحالي والانفتاح عليه فرادة قبل إنتاج استراتيجية الدولة اللبنانية لأنه ولأول مرة اليوم منذ الاستقلال لدينا فرصة بأن نصبح دولة مستقلة إذا أحسنا التصرف، ودولة لديها سيادة.
وأكّد وهاب على أن لبنان في بطن سوريا مهما كان حاكمها موضحاً أنه مع أحسن العلاقات مع سوريا لأنه لا استقرار في لبنان دون استقرار سوريا.
وكشف وهاب على أن السيد نصرالله كان لديه مشكلة أخلاقية مع غزة وبأنه رفض رسالة عبد اللهيان بعدم فتح جبة الإسناد لأن لدى إيران توقيتها في فتح تلك الجبهة، مؤكداً أن قرار الهجوم على “إسرائيل” كان من السنوار الذي قلب الطاولة على السعودي والإيراني لأنه رأى أن شيئاً ما يجري كالتطبيع والحوار الأميركي الإيراني فقلب الطاولة.
وجنوباً وتحديداً حول تنفيذ إتفاق الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان في 18 شباط، أجاب وهاب: إسألي نتنياهو أوهوكشتاين أو الرئيس برّي، مستغرباً هذا الإتفاق متسائلاً عن الفرق بين إتفاق غزة وإتفاق لبنان.
وأكّد وهاب على أن سلاح المقاومة اليوم أصبح حاجة للجميع للدفاع عن حدودنا الشرقية، لافتاً الى أن القوة المقاتلة في الجيش اللبناني غير قادرة على مواجهة هذه الكمية من الإرهابيين إذا دخلوا الحدود اللبنانية، لافتاً الى مشروع هدنة طويلة في الجنوب ومشروع إنمائي كبير في هذه المنطقة، وكذلك الأمر في غزة ولكن ضمن حسابات ترامب وحماس موافقة على ذلك، مؤكداً أن سلاح المقاومة في شمال الليطاني باقٍ مؤكّداً لأن الدولة تفرط إذا استغنت عن سلاح المقاومة.
وأكّد وهاب أن العاقل الوحيد هو الرئيس جوزاف عون لأنه يضع المصلحة اللبنانية فوق كل اعتبار وقادر على إقناع الإرادة الدولية بالموضوع، لافتاً الى أن “حزب الله” لازال الأقوى بين المعارضة والمولاة.
وأثنى وهاب على نزاهة الرئيس المكلف نواف سلام، متخوفاً من عقله الوظيفي بأن لا يعرف مواجهة الأزمات بشكل صحيح ومنها موضوع الفساد والمصارف وودائع اللبنانيين الإصلاح وكف يد الميليشيات عن الدولة، موضحاً أنه في التشكيل لم يشجعنا لأنه رضخ للميليشيات القوية ونفذ ما تريده، ما يعني بداية غير مشجعة، لافتناً الى أن الخلاف مازال على الوزير الخامس بالنسبة للشيعة وعلى الحصص بالنسبة للقوات والتيار الوطني الحر طرح شروطاً ليبقى خارج التشكيلة الحكومية لأننا مقبلين على انتخابات نيابية قد تكون أربح له.
ورأى وهاب أن هناك صعوبات في تشكيل الحكومة، لافتاً الى أن العالم تغيّر ولن يحصل لبنان على مساعدات كبيرة ولا أحد يراهن على ذلك، لافتاً الى لآأن الحكومة ستذهب الى إصلاحات ستخفف القطاع العام وستؤذي المتقاعدين وسترى كيف ستحل مشكلة موظفي الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية، لافتاً الى أنه يجب الإتكال على المغتربين وتطمينهم وعلى تحسين النظام المصرفي، فليقم بتلك الإصلاحات وعندها سأقدم له مئة إخبار عن مبيضي العملة في لبنان وعن الذين أخذوا الدعم لافتاً الى أن شركة “كورال” كانت تهرب الى سوريا مازوت وبنزين مدعوم، داعياً القاضية عون بفتح محضر عنها.