كشف رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في حديث لقناة “دجلة” الفضائية، ضمن برنامج “آخر الشرق”، مع الإعلامية رانيا ناصر عن أن موضوع قصف تل أبيب أخبره به السيد حسن نصرالله وبأنه قادر على فعل ذلك ولكن الحزب مُنع من استعمال السلاح الاستراتيجي الذي كان يملكه، ثم أن السيد لم يكن لديه القرار باستعماله حفاظاً على بيروت والمطار والمرفأ وما تبقى من مرافق في الدولة اللبنانية، كما أن السيد لم يكن مقتنعاً بأن الإسرائيلي سيشنّ الحرب على لبنان.
ورأى وهاب أن الأميركيين أرسلوا ضمانات للسيد حسن نصرالله عبر بعض الوسطاء بأن “إسرائيل” لن تشنّ حرباً على لبنان، وهم لم يكونوا مقتنعين بشن الحرب، مجدداً تاكيده على أنه كان ضد حرب الإسناد، وتحدثت مع “حزب الله” والسوريين بذلك وكنت أملك معلومات من جهات غربية تقول بأن الحرب ستتصاعد وستصل الى اغتيالات على كافة المستويات وكانوا يقولون بشكل واضح بأنه إذا عادت سوريا لتسليح “حزب الله” سيُقطع رأس بشار الأسد، وقد نقلت هذا الكلام منذ سنة”.
وفي الملف الحكومي رأى وهاب أن هناك محور تلقى ضربات قاسية، هذه الضربات تُرجمت في السياسة بوصول نواف سلام الى رئاسة الحكومة وهي نتائج سياسية لإداء المحور الخاطئ، واختيار سلام كان بالعصا السعودية والأميركية التي استخدمت على جوانب النواب، وأتت بهم الى مجلس النواب لينتخبوا رئيس الحكومة.
وأكّد وهاب أنه لا يمكن تشكيل حكومة دون الثنائي الشيعي لأنها تُصبح غير ميثاقية، موضحاً أنه على الثنائي الشيعي أن يعاتب نفسه على الأداء الذي حصل خاصة من قبل المفاوض الذي فاوض باسمه، “حزب الله” كان منشغلاً وكان الوضع الأمني مازال ضمن المهلة، فبعض نواب “حزب الله” غائبين بأغلبيتهم، وكان مفوض من “حركة أمل” يفاوض وفاوض بطريقة خاطئة وجرّنا الى ما وصلنا إليه، كاشفاً أن النائب علي حسن خليل فاوض باسم ؤئيس مجلس النواب نبيه برّي ولا أعرف إذا كان الرئيس برّي يُدرك كل تفاصيل هذه المفاوضات ولكن الذي حصل في موضوع رئاسة الجمهورية كان أداءً سيئاً وكان يمكت أن يأتي العماد جوزف عون دون هذا السيناريو الذي حصل، وكان يمكن أن يحصل سيناريو أفضل بأن نسير بالعماد جوزاف عون قبل الآن فهو لم يخطىء يوماً مع المقاومة ويهتم لأمرها وهو ابن الجنوب، متسائلاً لماذا مارسوا الخدعة مع جبران باسيل، حليفهم المسيحي؟.
ورأى وهاب أن السعودية قادرة على مساعدة لبنان متمنياً الحضور العربي في لبنان، لافتاً الى أن الأميركي هو الذي منع انتخاب رئيس للجمهورية لمدة عامين، لأنه كان يرفض أن نأتي بسليمان فرنجية، فكان يهدد بالمقاطعة وبالعقوبات الاقتصادية إذا تم انتخاب الأخير، كاشفاً أن النصف زائد واحد كان متوفراً لفرنجية.
ورأى وهاب أن المنطقة لازالت في عين العاصفة والزلزال لم ينتهِ بعد.
واعتبر وهاب أن المعادلة الثلاثية (الجيش والشعب والمقاومة) لتكون في البيان الوزاري أو في هيئة الحكم لن تكون واصبح الأمر مستحيلاً، ولكن على أرض الواقع تلك المعادلة موجودة وهو ما نراه اليوم في الجنوب حيث دخول الجيش والشعب جنباً الى جنب في دخول القرى، لافتاً الى أن المقاومة موجودة على الأرض ولا أحد يستطيع إلغاءها وهي لازالت قوبة رغم الضربات الإسرائيلية وتستطيع بناء نفسها بسرعة.
وأكّد وهاب أن لا قتال في لبنان ولا في غزة من اليوم حتى 20 عاماً، في إشارة الى هدنة طويلة، موضحاً أن الرئيس برّي هو مَن يبحث عن وزارة المالية وليس “حزب الله” الذي همه فقط المشاركة السياسية في القرار السياسي حتى لا تُتخذ قرارات تتعاكس مع مصالحه الاستراتيجية.
وأكّد وهاب على أن الفلسطيني قادر على الصمود وعلى عدم الخروج من أرضه، فهو يعتبر نفسه صاحب الأرض.
وأضاف وهاب: أريد السلام في المنطقة ولن أقاتل عن الأمة، موضحاً أن أمة من مليار ونصف لا تريد تحرير فلسطين ولا تريد القدس ولا تريد أن تقاتل أن آتي وأقول سأقاتل عنكم، أنا ضد هذا الموضوع، لذلك اعترضت على الحرب منذ سنة، متسائلاً هل هناك موقف عري موحّد من القضية الفلسطينية؟، لافتاً الى أن حماس تفكر بهدنة طويلة وبمشروع تطويري لغزة وإعمارها.
ولفت وهاب الى أن “حزب الله” سيهتم أكثر لبنانياً ولكن المرحلة مختلفة، كان هناك صراع على مستوى كل المنطقة، والآن الوضع تغيّر لافتاً الى العلاقة الجيدة بين الإيرانيين والسعوديين، وأن اللعبة اليوم مختلفة تماماً موضحاً أننا مررنا بزلزال في المنطقة وكان له ارتدادات ونتائج وستكون طويلة، معتبراً أنه من المبكر الحديث عن استقرار الوضع قبل سنوات.
وفي ما يتعلق بالوضع في سوريا، رأى وهاب أن ما جرى في سوريا كان من تداعيات 7 أكتوبر، لافتاً الى أنه لا أحد يعرف كم سيصمد الشرع في سوريا لأن لديه عقبات كبيرة منها تنظيم الدولة الإسلامية الذي مازال موجوداً في سوريا ولديه منطقة جغرافية كبيرة ولديه عناصر بشرية كبيرة وقادر على التحرك، ولديه تحدي كيف سيتعاطى مع العلويين بعد المجازر التي ارتكبتها بعض التنظيمات الحليفة معه، ولديه تحدي كيف سيتعاطى مع الأكراد ومع الدروز وكيف سيتعاطى مع الوجود الإسرائيلي في منطقة جبل الشيخ والقنيطرة.
وأعلن وهاب أنه ضد حل الجيوش لاأسباب مذهبية، والجيش يكون تحت إمرة رئيس الجمهورية.
ولفت وهاب الى العلاقات اللبنانية السورية مؤكداً أن ما يهمه هو الاستقرار في سوريا، لافتاً الى أن الشرع سيكون على مسافة واحدة من كل اللبنانيين وهذا أمر جيد، وفي ما يتعلق بالحدود فإن الشرع أكّد على أنه لن يؤذي أي دولة جارة لا لبنان ولا العراق ولا تركيا ولا الأردن، مضيفاً أن الشرع لن يقترب من “إسرائيل”، وهذه سياسة ثابتة لديه وهذه شروط وُضعت عليه ممن أتى به، كاشفاً أن المعادلة التركية البريطانية الأميركية هي التي أتت بالشرع، معتبراً أن تعميم تجربة الشرع للمنطقة يعني تخريبها وعلى الجميع التنبه من ذلك.
وكشف وهاب عن انقسام كبير لدى “الإخوان المسلمين” على مستوى العالم بعد التجربة المصرية.
وحذّر وهاب المجتمع العربي والغرب من تفضيل الحركات الإسلامية على الجيوش العربية الذي هو خطأ قاتل سيؤدي الى فوضى لا حدود لها، موضحاً أن الجيوش تأتي بالاستقرار.
ورأى وهاب أن الجيش السوري لم يسقط في ساعات في سوريا بل الأسد هو الذي سقط في 7 سنوات، معتبراً أنه لو أعطيت أوامر للجيش لخوض المعركة لكانت المعركة حتى اليوم مازالت في حلب، موضحاً أن الأسد كان مهزوماً أصلاً والطريقة التي تعامل بها مع الجيش وتقوية الشبيحة على الجيش أدّت الى أن يتفرّج الجيش عليه دون أن يقاتل، لافتاً الى أن الأسد لم يترك أحداً قربه إلا منصور عزام لا يصلح أن يكون “جحشاً” وضعه مستشاراً له، فالأسد لم يكن يستشير أحداً، كان يريد الضحك على الروسي والإيرانيين والعرب والأوروبيين والإسرائيليين والجميع.
وأكد وهاب على علاقته مع ماهر الأسد ويعنز بتلك العلاقة، ولكن القرار لم يكن بيد ماهر الأسد، وبشار الأسد كان يصوّر للناس أن القرار بيد ماهر الأسد ليحمل الأخير بعض الأمور ولكن القرار كان لدى بشار الأسد، حتى حواجز الفرقة الرابعة كانت أموالها للقصر.
ورأى وهاب أن موسكو لن تسلم الأسد الى الشرع لأن المسألة أخلاقية.
وأعلن وهاب عن رفضه تفتيت أربع دول في المنطقة (دولتين عربيتين وإيران وتركيا) من أجل الدولة الكردية، أما اليوم فأنا مع، والمسألة اليوم مختلفة لأن في ذلك ذبح للأكراد في ظل التهديدات التي تطلقها بعض الميليشيات المتحالفة مع الشرع الدخول الى المنطقة الكردية اليوم مع الأتراك هو ذبح للأكراد، وأنا ضد ذبح الأكراد لأنه تربطنا بهم علاقات جيدة وهم أخوة لنا، لافتاً الى أن تركيا تريد ذبح الكراد، موضحاً أنه ليس مع الدولة الكردية، ولكن لست مع ذبح الأكراد، لافتاً الى المنطقة الكردية اليوم أصبحت ملجأ لكثير من السوريين.
وأوضح وهاب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحسم الأمور بشكل واضح، لافتاً الى أننا أمام مرحلة جديدة وأن المعركة في المنطقة لم تنتهِ بعد ويجب أن ننتظر ماذا سيفعل نتنياهو مع ترامب، من الممكن أن يتّفقا على ضرب إيران، أو العراق؟، لافتاً الى أن الإسرائيلي يتمنى أن يأخذ موافقة ترامب على هكذا سيناريو، معتبراً أن العراق سيعاني مع ترامب ليس فقط بالحرب بل اقتصادياً ومالياً وما الى ذلك.
وأثنى وهاب على دور السيد السيستاني الكبير في مواجهة داعش وحماية العراق ودوره الكبير في كثير من القضايا التي كانت حساسة في المنطقة ولولا عقلانية السيد السيستاني لكنا أمام موضوع آخر، موضحاً أن ما جرى في العراق في العام 2003 دمر المنطقة كلها لذلك يهمنا الاستقرار في العراق ولدى العراق رئيس حكومة ممتاز وقادر على تحقيق هذا الاستقرار.
وختم وهاب حديثه بالقول شكرت العراق ملايين المرات في موضوع النفط وفي موضوع استقبال اللبنانيين، وسقوط شكر العراق من اليافطات اللبنانية هو خطأ، لافتاً الى أن مَن يضع اليافطات هم مناقون يحاولون الشحاذة، ولكن اللبنانيين يدركون جيداً أن لولا العراق وتسهيلاته في الدفع للدولة اللبنانية لما كان هناك كهرباء في لبنان.