خرقت إسرائيل الهدنة الممددة حتى 18 شباط المقبل بقرار اميركي، وأغار طيرانها على مدينة النبطية مرّتين موقعاً 14 جريحاً، في الوقت الذي تواصل الزحف الشعبي إلى القرى الحدودية للعودة اليها وإخراج المحتل الإسرائيلي منها.
وقد ندّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بشدة بالغارتين الإسرائيليتين اللتين استهدفتا مدينة النبطية، وقال: «إنّ هذا العدوان يشكّل انتهاكاً اضافياً للسيادة اللبنانية وخرقاً فاضحاً لترتيب وقف اطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701».
وقد اتصل ميقاتي برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، مطالباً باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
ووضع مصدر مطلع على موقف «الثنائي الشيعي» الغارتين الإسرائيليتين على النطبية برسم الولايات المتحدة الاميركية التي مدّدت وقف إطلاق النار من 27 من الجاري وحتى 18 شباط المقبل. وقال لـ«الجمهورية» انّ «واشنطن تتحمّل المسؤولية عن اي تطور يمكن ان يحصل نتيجة هذا التمديد، وعدم الضغط على إسرائيل لتوقف خروقاتها لوقف النار والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي احتلتها».
غارتان
وكانت الغارتان الإسرائيليتان على النبطية استهدفت إحداهما محيط احد المطاعم في محلة النبطية الفوقا، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان التي هرعت سيارات الإسعاف اليه. وتحدثت معلومات صحافية عن عملية اغتيال طاولت سيارة مهدي عباس نحلة المسؤول عن نقل الأموال لـ«حزب الله» من ايران إلى لبنان، فيما تحدثت معلومات أخرى عن أنّ الغارة استهدفت مستودع أسلحة لحزب الله.
اما الغارة الثانية فاستهدفت بصاروخ جو- ارض المنطقة الواقعة في خراج بلدتي النبطية الفوقا مفترق زوطر الشرقية في محيط مدينة فرح للملاهي. وتوازياً، سُجّل تحليق للطيران المسيّر الاسرائيلي فوق منطقة الزهراني.
في سياق متصل، أعلن مركز عمليات الطوارئ في وزارة الصحة العامة «أنّ غارة العدو الإسرائيلي هذا المساء على النبطية أدّت في حصيلة أولية إلى إصابة 14 شخصاً بجروح». فيما اصدرت قيادة الجيش البيان الآتي:
«في سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في المناطق الحدودية الجنوبية، أقدم العدو الإسرائيلي على إطلاق النار باتجاه عناصر الجيش والمواطنين على طريق يارون – مارون الراس، ما أسفر عن إصابة أحد العسكريين وثلاثة مواطنين، وذلك أثناء مواكبة الجيش للأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية.
وفي سياق هجمة الاهالي للعودة الى البلدات الحدودية استعد الجيش اللبناني عند مدخل بلدة ديرميماس تمهيداً للدخول مع الاهالي إلى بلدة كفركلا. وهو كان دخل ظهر امس مع المواطنين إلى بلدة يارون. وألقت «درون» اسرائيلية قنبلتين في محيط مكان تجمّع العسكريين والمواطنين في البلدة.
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «انتشرت وحدات عسكرية في بلدة يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط وبلدة مروحين وبركة ريشا – صور في القطاع الغربي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار Mechanism. ويتابع الجيش مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية. كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خصّ الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار 1701».
واصلت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، عمليات البحث في المناطق التي تعرّضت للعدوان الإسرائيلي، وتمكنت من انتشال جثامين ثلاثة شهداء من بلدة كفرحمام، وثلاثة آخرين ورفات شهيد من بلدة الخيام، بالإضافة إلى أربعة شهداء من منطقة بين بلدتي حولا ووادي السلوقي، ورفات شهيد من بلدة البستان.