لبنان امام استحقاق وقف النار جنوبا وضرورة انسحاب جيش الاحتلال ضمن مهلة 60 يوما التي هي جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف اطلاق النار والتي شارفت على الانتهاء. في هذا السياق، يظهر اصرار دولي بوجوب التزام «اسرائيل» بالمهلة المحددة في الاتفاق وبالتالي انسحاب العدو من الاراضي اللبنانية. ذلك ان الجيش اللبناني ينتشر في كل القرى الجنوبية والحدودية وفقا للاتفاق وبالتالي لم يعد هناك من مبرر لبقاء المحتل على شبر واحد من ارض لبنان.
وفي هذا السياق، تكشف مصادر ديبلوماسية ان الجانبين الاميركي والفرنسي يضغطان باتجاه انسحاب كامل من الاراضي اللبنانية. وفي هذا السياق، المعلومات الواردة من واشنطن ترجح التزام «الاسرائيليين» بتاريخ 26 كانون الثاني كحد نهائي للانسحاب «الاسرائيلي».
في المقابل، يزعم الكيان الصهيوني انه يبلغ اللجنة الدولية المولجة بمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني، بوجود مراكز ومستودعات اسلحة لحزب الله وهذه اللجنة تبلغ الحكومة اللبنانية الا ان الاخيرة لا تقوم بأي اجراء عملي وفقا لادعاءات العدو الاسرائيلي. وعليه، يقول العدو انه يضطر الى تدمير هذه المستودعات طالما ان الدولة اللبنانية لا تحرك ساكنا في هذا المجال.
تعقيبا على «مزاعم اسرائيل» عن جنوب لبنان وحزب الله، شددت جهة دولية على عدم تحميل الحكومة اللبنانية السابقة والتي كانت حكومة تصريف اعمال، مسؤولية الجنوب مشيرة الى ان العهد الجديد والحكومة المرتقبة هي التي ستتولى بسط سيطرتها على جميع الاراضي اللبنانية وكذلك منع «اسرائيل» من انتهاك السيادة اللبنانية او محاولة هدر اي من حقوق لبنان الحيوية.
وفي سياق متصل، تعتبر مصادر عسكرية مطلعة ان جيش الاحتلال قد يتذرع بادعاءات كاذبة ليبرر بقائه في جنوب لبنان او يمكن ايضا ان ينسحب من الاراضي اللبنانية ولكنه يستمر في استهداف مواقع يزعم انها مخازن اسلحة للمقاومة.
انما الوقائع على الارض تكذب الاتهامات الزائفة التي يطلقها العدو. وهنا لفتت المصادر الى ان الدمار الذي يخلفه الجيش «الاسرائيلي» في القرى اللبنانية لا علاقة له باسلحة المقاومة بل هو نهج اسرائيلي بربري يندرج ضمن ثقافة هذا الكيان الوحشي. واشارت الى ان العدو سرق اشجار الزيتون من الجنوب متسائلة اذا كانت هذه الاشجار تحوي سلاحا ام تشكل تهديدا على امن «اسرائيل»؟انطلاقا من ذلك، اكدت المصادر المطلعة ان ما يفعله جيش العدو يقطع الشك باليقين بانه جيش متوحش لديه اطماع كبيرة في ارض لبنان وموارده ولا يعرف سوى الاجرام والدمار والابادة.
اما السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنسحب «اسرائيل» من جنوب لبنان بعد انتهاء مدة 60 يوما رغم الضغوط الدولية؟
حتى هذه اللحظة، لا تزال الصورة مبهمة حول اذا كان الكيان الصهيوني عازما على الانسحاب ام لا. وعلى الرغم من ان هناك مطالبة اميركية بان تطبق «تل ابيب» بنود اتفاق وقف النار وان ادارة ترامب حازمة في مقاربة المسائل الاقليمية والدولية الا ان هذه الادارة كسابقاتها تعطي الاولوية دائما لـ»اسرائيل» ولمصالحها. علاوة على ذلك، يعتبر رئيس حكومة العدو الحالي بنيامين نتنياهو حليفا استراتيجيا للرئيس الاميركي دونالد ترامب وقد راهن منذ البدء على فوز ترامب رئيسا للولايات المتحدة. بناء على ذلك، لن يقوم ترامب بقمع «اسرائيل» او الضغط عليها من اجل لبنان في حال قررت الاخيرة ابقاء جيشها في بعض القرى اللبنانية.