لا تغيير يُذكر في الوضع على حافة الحدود الجنوبية، في ظلّ الخروقات الاسرائيلية المتمادية لاتفاق وقف اطلاق النار، عبر التوغلات المتواصلة للجيش الإسرائيلي في البلدات اللبنانية المحاذية للخط الحدودي، والاعتداءات التي شملت بالأمس العديد من القرى الجنوبية بالقصف المدفعي وتفجير وتجريف المنازل، وبالتحليق المتواصل للطيران الحربي والمسيّر في الأجواء الجنوبية، فيما ذكرت الوكالة الوطنية مساء أمس، عن سقوط شهيدين وجريح في غارة استهدفت أشخاصاً قرب المدرسة الرسمية في الطيبة. وبالإضافة إلى تحذير اهالي البلدات الجنوبية من العودة اليها. ويأتي ذلك في وقت اعلن فيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، انّ اسرائيل لن تسمح لـ»حزب الله» بتسليح نفسه من جديد وبإعمار قدراته وتهديد أمن إسرائيل». وقال: «سنتابع محاولات «حزب الله» وأنشطته من كثب، ولن نتردّد في هذا المجال».
في هذه الأجواء، سُجّلت أمس زيارة لافتة الى الجنوب قام بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ومعه قائد الجيش العماد جوزف عون، شملت مرجعيون وابل السقي وبلدة الخيام التي تعرّضت لدمارٍ كبير جراء العدوان الإسرائيلي، وصفه ميقاتي بـ«مشهد يُؤلم القلب».
المحطة الاولى من جولة ميقاتي والعماد عون كانت ثكنة الجيش في مرجعيون، والثانية مقر قيادة «اليونيفيل» في إبل السقي، حيث كان في استقبالهما قائد «اليونيفيل» الجنرال ارولدو لاثارو وقائد القطاع الشرقي في «اليونيفيل» الجنرال فرناندو رويث.
وأثنى ميقاتي على دور الجيش، مؤكّداً أنّ معنويات العسكريين عالية، واضعاً ثقته في المؤسسة العسكرية التي ستكون مسؤولة عن تطبيق القرار الدولي 1701 كاملاً، مشدّداً على انسحاب اسرائيل من الاراضي التي توغلت فيها ووقف التدمير الممنهج للقرى ووقف خروقاتها. وقال: «اننا نتطلع إلى استقرار طويل الأمد في الجنوب من خلال قيام الجيش بمهامه كاملاً بالتعاون مع اليونيفيل».
واكّد أنّ «الجيش لم يتقاعس يوماً عن مهمّاته. ونحن امام امتحان صعب، وسيثبت الجيش انّه قادر على القيام بكل المهام المطلوبة منه. وانا على ثقة كاملة بهذا الأمر»، مشيراً إلى أنَّ «الجيش أثبت على الدوام انّه يمثل وحدة هذا الوطن ويقوم بواجباته، وجميع اللبنانيين إلى جانب الجيش ويدعمونه».
وقال قائد الجيش: «رغم كل الإمكانات الضئيلة بقي الجيش صامداً في مراكزه وحافظ على المدنيين، وسنكمل مهمتنا لأننا مؤمنون بما نقوم به». اضاف: «الجيش يقوم بمهامه وسيستمر بذلك لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع «اليونيفيل»، والمطلوب ان يلتزم العدو بتفاهم وقف اطلاق النار، وهذه هي مهمّة اللجنة المكلّفة مراقبة وقف اطلاق النار».
والمحطة الثالثة كانت في بلدة الخيام المدمّرة، التي زارها ميقاتي وقائد الجيش وقائد «اليونيفيل»، حيث تمّ الاطلاع على حجم الدمار الهائل فيها. وقال ميقاتي في ختام الزيارة: «نشعر بألمٍ كبير لهذا الدمار الحاصل في الجنوب. وهناك أمل بالجيش ومعنوياته. علينا أن نكون صريحين وواضحين إنّه لكي يقوم الجيش بمهامه كاملاً، على لجنة المُراقبة أن تقوم بدورها الكامل والضغط على العدوّ الإسرائيليّ».
ولفت الى أنّ «التأخير والمماطلة لتنفيذ القرار الدولي لم تأتِ من جهة الجيش بل المعضلة هي في الجانب الإسرائيلي. وهناك مماطلة من قبله ويجب وضع حدّ لتلك المماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها في تفاهم وقف إطلاق النار لحصول انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية».